٦

842 60 105
                                    

---

لن أنسى أبدًا ذلك اليوم مارتن، لن أنسى.

عندما أرتديتُ الفستان الطويل الأبيض الذي جعلني ملكة ذلك اليوم، لا أحد يشاركني فرحته و بهجته وسعادته سواك، عندما ربطتُ ذلك المنديل الأبيض المزين بحباتِ الخرز اللامعة على شعري، شعرتُ حينها بأنني أسبح فوق سماحيق السماء وأنتف بتلات الورد الحمراء متسائلة: أيحبني؟ ام لا يحبني؟

بالرغم من ان السؤال أحمقًا وجوابه بائنًا، بالرغم من انني عالمة الجواب و اعرفه تمامًا، و ليس من الإنصاف ان أتسآل به أصلًا، إلا أنني أردتُ أن أثبّت الجواب بعقلي، وقلبي وجميع حواسي ، ومداركي.

في الفترة الأخيرة صرتُ أتغنى بك في جميع حالاتي وأحوالي، أتذكرك في كل لحظة وثانية، وكنت أتمنى لو أنك بجانبي أو تبتاع معي فستاني، ولكن ليس من العادات أن يرى الرجل زوجته كثيرًا قبل موعد الزواج، عائلتي تظن بأنني اراك فقط في وقت العمل، هم لا يعلمون عن قُبل الجبين واسم جاك الذي أناديك به، و لا يعرفون بأننا نشرب من نفس كوب القهوة في الصباح، و أيضًا مناداتك لي بحبيبتي ، وبالطبع لا يعلمون عن أحاديث الهاتف الطويلة في أواخر ساعات الليل .

إزدادت خفقات قلبينا لتضرب يسار صدرينا بلطف، مستنشقين الهواء بدفعات متتالية، مبتسمين بنعومة و أنظار الناس تراقبنا، متوترين و خجلين، إعتلا الإحمرار خدايّ وإزدادت بسمتك خجلًا، أصبحتُ حارة و حمراء، و انت مطأطأ الرأس منفعل، فتذكرت اول يوم رقصنا فيه و كمّ كنا خجليّن من بعضنا البعض حتى ضاق بنا تنفسنا!

وقفتُ انا في بداية الكنيسة وانت بجانبي دون أن نلمس أيدي بعضنا و هذا من تقاليدنا، كنتُ متحمسة و أنت متعجل؛ نريد أن نركض بكل طاقتنا ونستلم بطاقة زواجنا ومن ثم نهرب لنحقق أحلامنا التي كنا نتلوها في أواخر الليل عندما نختلي بمفردنا .

مشيتُ انا أول خطوة، فتابعناها بخطوات خفيفة حتى وصلنا إلى القسّ، ليتلو علينا و ثم يسألنا إن كنا موافقين؟ كلانا نطق الموافقة برحابة صدر تليها ضحكة مستبشرة فرحة

و عندما أصبحنا زوجييّن شرعييّن، واجهتني بطولك و رفعت المنديل الأبيض المنسدل من على وجهي لتظهر ملامحي، و أول ما ظهر لي هي بسمتك السعيدة؛ وكأنك حققت أمنية صعبة، بينما انا تفوقت عليك في إحمرار وجنتاي مارتن، كنتُ أنظر إليك لأقابل عيناك البراقتيّن، الجميع صفق لنا وقاموا الأطفال برمي بتلات الورد الزرقاء والبنفسجية على رؤوسنا، إلى أن أتى أبي و قام بإيصالنا لغرفتنا المعزولة.

عندما دلفنا لداخل الغرفة ظللنا جالسين لنرتاح ريثما ينهون تجهيزات الحفلة، عندها قلت لي بعد صمت طويل معبّر عن إنشراح الجو و إنبساطه  "الأن يا عزيزتي يمكنني مسك يدك أمام الكل، و في كل مرة نكون فيها لوحدنا أقبّلك دون تأنيب ضمير"

Endless | لا نهايةWhere stories live. Discover now