إنَّ كَيّدَهُنَّ عَظِيمْ .

1.9K 156 10
                                    

مشاعر مضطربة ، لعلها خوف ، توتر ، تردد ، هيجان ، لعله رغبة في البكاء ، الحقيقة كشفت ، و فتحت الأبواب محملة بالأسارير الشنيعة .

قضمت جود شفتاها بأسنانها و هي تقاوم ، هل هذه النهاية ؟

لعل ألم شفتاها يخفف عن ألم قلبها الذي ينزف ، ليس دماً انما ألماً داخليا استولى على عرشه بكل تبجح ، أهذا هو مصيرها ؟

ستغدو كسائر الناس الذي رحلوا دون تذكار ، و لأجل من ؟ شخص حقير كهذا ؟

لا ، هي لن ترفع راية استسلامها البيضاء بهذه البساطة ، يمكننا تغيير قدرنا بأيدينا ، بل نحن بالفعل من نغيرهُ ، و نسبطه على ألواح تكتبها الملائكة .

أغلقت الكتاب بسخط و ألقتهُ أرضاً بقوة و إهمال ، خرجت من تلك الحجرة السرية و شعرت بأنها ستنفجر ، غضباً أم حزناً لا يهمها ، فَطِنٌ من المشاعر على كاهلها أرهقها .

تبق من الوقت القليل ، عادت حيثما كانت ، حيثما الأيدي كانت تمسكها بقسوة ، و ألكساندر يقف بنشوة من الاستمتاع بما يراه ، لكنها من بعد هذه اللحظة لن تلعب دور الضعيفة ، لقد تعدى حدوده بكل جبروت و بأنف عالٍ تخطى حدود السماء ، قد حان الوقت لتريه بأنه يلعب بخطر مع الشخص الخطأ .

وقفت خلفة كأنها تنتظر اللحظة المناسبة ، ها هو الوقت يستعيد نفسه بهدوء ، نسمات الهواء تبدء بالحركة بحرية مرة أخرى ، و ها هي الأيدي التي من الجدار تبدء في استعادة سخطها ، تبحث عن جسدها الهش الانثوي لتسحقه بداخلها ، و ها هو ألكساندر بدء جسده الحركة بليونة و يستعيد نفسه ، بحث بعينيه متفاجأٌ من اختفائها ، أين هي ؟

تسلسل الخوف لقلبه في ثواني ، لقد اختفت بينما هي كانت أمام عينيه تصرخ مستنجدة بإسمه من بين شفتاها الجافتان .

لم يعلم بأنها خلفه ، لكنه التفت ليجدها هناك واقفة تراقب ، لم تبالي لشكله الذي فقد جاذبيته و تغير تسعون درجة ...

بل كل ما كان همها في هذه اللحظة هو أن تغيظه ، تجعله مخبولاً ، فالذي يكرهه الرجال هو ان يكونوا أضحوكة بين النساء ، ستجرح مشاعره بسيوف شعرها الأسود و نعومته ، لن تتحدث بشفتاها لتصله ما تريد هي ، بل هي ستتحدث بطريقتها هي .

إن كيدهن عظيم .

... ... ...

ربما تتسائلون عن قدرتها الغريبة ! ، كيف وقف الوقت و تساهل معها بهذه البساطة ، رغم أنه كالسيف ان لم تجاريه قطعك !

ببساطة هي جزء من الوقت ، هي الحاضر و هي الماضي و المستقبل .

هي كل ضعيف ترك نفسه و استسلم ، هي كل من تلقى الأوامر المكروهة و كان سمعاً وطاعة لها ، هي اليوم و هي الغد ، هي ابنة المستقبل ، ستغدو إمراة بإنوثتها ، و ستغدو قائداً للعالم بحكمتها ...

ارفعوا راية العِلم لتصبحوا مثلها ، لا تكونوا ماضي لا سبيل للعودة له ، بل كونوا اليوم و المستقبل البديع .

لا تستسلموا للآلام مهما بلغت و علت درجاتها ، لا تستسلموا لمن يحبطكم و يجرجركم للقاع بكل هوان حيث الظلمة و الوحدة ، أنتم أمل و انتم حياة ، فيكم نور و فيكم ضياء .

... ... ...

مَن أنتِ ؟

تصدى سؤال في كل زوايا عقله ، تسائل ، كيف يمكن ؟

لقد كانت أمام ناظرية تماماً ، اختفت لتكون خلفه ، هذه الفتاة ما هي إلا جالبة للمتاعب و معها الخفايا .

إلا أنها بنظراتها البريئة تحيره و تشتته عن مبتغاه الأصلي .

تبدو كوردة قد موزحت فتتراجع خجلى بفرط تحير .

... ... ...

قدرتها الغريبة ظهرت في الثانية عشر ربيعاً من عمرها ، عندما يتسارع الأدرينالين في جسدها ، و تبدء مرحلة الذعر ، هنا الوقت يمد يده لها ليساعدها ، و كأنها ابنته ، ياخذها في احضان الصمت ، لتريح جفناها ، و تستعيد ما فقد منها .

( نحن ننضج بالآلام ، ليس بأعمارنا . )

... ... ...

لعنة أحببتها .《A&J》Where stories live. Discover now