الفصل الثالث والعشرون

42K 1.5K 101
                                    

الفصل الثالث والعشرون :

ارتبكت فـــرح كثيراً بعد أن داعبها يزيد بكلماته المعسولة والعذبة ، وحـــاولت أن تهرب منه ، ولكنه منعها من الذهــــاب ، وظل قابضاً على ذراعها ، ولم يُبعد عينيه عنها ، بل ظل محدقاً بها ، متأملاً خلجات وقسمات وجهها بإمعان شديد .. في حين اجتهدت هي في اخفاء توترها ، ومحاولة الظهور أمامه بأنها طبيعية ، ولكنها لم تستطع أن تخدعه ..

-يزيد بنبرة واثقة : متحاوليش تهربي مني ، صدقيني مش هتعرفي

-فرح بنبرة متلعثمة ، ونظرات خجلة : من فضلك أنا مش حابة كده ..

ظلت فـــرح تتلوى بذراعها محاولة تحريره من يده ، في حين كان يبتسم هو لها بغـــرور مستفز لها ، و...

-يزيد بنبرة مغترة ، ونظرات والهة : بطلي تعاندي معايا ، صدقني مش هتقدري تستحملي

-فرح بضيق زائد : اللي بتعمله ده غلط ، انت متعرفنيش أصلاً كويس عشان تقول اني هابقى مراتك ، وأنا آآ...

أرخـــى يزيد قبضة يده عن ذراع فــرح ، ثم مد كفي يده وأمسك بكفي يدها وربت عليهما بأصابعه و...

-يزيد مقاطعاً بثقة : مش لازم أقعد سنين عشان أعرفك كويس ، كفاية أوي عندي إني واثق في قراري

-فرح بنبرة ممتعضة : قرارك

-يزيد وهو يوميء برأسه : اهـــا

-فرح بنبرة معترضة وهي ترفع أحد حاجبيها : أنا أسفة ، بس أنا مش عاوزة أخوض التجربة دي

-يزيد بهدوء ، وهو يرمقها بنظرات ثابتة : دي مش تجربة ، ده مستقبلنا سوا

-فرح بتبرم : انت ليه بتجزم إن أنا وافقت خلاص

-يزيد وهو يبتسم بغرور : عشان أنا متأكد من اللي شايفاه عينيا

في تلك الأثناء دلفت السيدة فوزية إلى داخـــل الغرفة لتتفاجيء بيزيد وهو ممسك بكفي يد ابنتها بين يديه ، ومقترباً إلى حد كبير منها ، فرمقت كلاهما بنظرات حانقة ومعاتبة ، في حين صعقت فـــرح حينما رأت والدتها أمامها وهي في ذلك الوضع المحرج ، وتبدلت ملامحها للخوف الزائد ، فحـــاولت أن تسحب يديها من بين كفي يزيد ، ولكنه لم يفلتهما ، بل على العكس تمسك بهما أكثر مما زاد من الوضع تعقيداً و....

-فوزية بنبرة ممتعضة : ايه اللي بيحصل هنا ؟

-فرح بنظرات مصدومة ، وبنبرة مرتعدة : آآ.. أنا ..

-يزيد ببرود : إزي حضرتك يا حماتي ، أنا كنت بسلم على فرح وبطمن عليها ....!!!

ثم أرخى قبضتي يده عن كفيها لتنسل فــــرح سريعاً منه وتتراجع مبتعدة عنه للخلف ، ووجهها يكاد ينفجـــر من الخجل والاحراج ..

فراشة أعلى الفرقاطة ©️ الجزء الأول - كاملة ✅Where stories live. Discover now