"بكاءها مزعج "

85.8K 3K 169
                                    

- عزيزتي الصغيره اهدئي قليلا .. هل انتي جائعه .. خذي هيا كلي قليلا ارجوكِ

اخذ ليث ينضر الى والدته وابيه يحاولان تهدئته الطفله التي اخذت تصرخ وتبكي .. يا الهي لقد اصاب بالصداع من كثرة بكائها .. انها تبكي منذ اسبوع كامل .. منذ ان احضرها والده الى هنا ..  هرعت الصغيره دنيا واحضرت العابها لياقوت علها تكف عن البكاء ومن دون فائده .. وريم تحاول التحدث معها وتلاعبها في محاوله منها لتصادقها  رغم انها في الاسبوع الفائت كانت تغار منها وتكره وجودها في احضان امها وتبكي كلما رأتها تدللها..  ابت الطفله ان تتوقف عن البكاء .. تشهق وتقول "ماما" رق قلب ليــث لحال هذه الصغيره .. فهي يتيمه ومسكينه في نهاية الامر

اقترب من والدته
-امي اعطني اياها .. ساتنزه بها في الحديقه المجاوره لمنزلنا ربما تهدء وتتوقف عن البكاء

-اجل يا بني خذها بارك الله فيك يا صغيري خذها .. امل فقط ان تهدئ .. اشتري لها شيئ لتأكله

- لا تقلقي يا امي سأعتني بها .. اتريدان الذهاب معي
قال يحدث اختاه الصغيرتان التان صفقتا بفرح وسبقتاه الى الباب بينما اخذ هو ياقوت من يدي امه
احس بها ناعمه جدا وصغيره لم يعرف كيف يحملها .. امسكها بشده يخاف من ان تسقط .. تعلقت برقبته ضامته اليها بشده .. لأول مره يشعر ليث احساس كهذا .. احب الشعور بها بين يديه .. ولكنه زجر نفسه وتذكر انه يكره الاطفال ..وضعت رأسها في تجويف عنقه واحس بأنفاسها الدافئه تضرب جلده برقه .. احكم يديه حولها والبسها معطفها وارتدى شيئا يبقيه دافئا في هذا الجو .. مع انه ليس قارص البروده الا انه حاول تدفئه الصغيره كي لا تمرض ويكون هو السبب " وما شأنك بهذه المزعجه .. ان مرضت تعتني بها والدتك "  هكذا حدث نفسه .. اخذ يمشي بالفتيات في الشارع المبلل برذاذ المطر ليسمع همسه الصغيره في عنقه " احب المطر "

كان هذا اول شيئ يسمعه ليث من هذه الطفله .. اول مره يسمع صوتها منذ ان دخلت بيتهم .. صوت رائع ..هذا ما فكر به ليث .. ناعم وخافت جدا يكاد يختفي .. ومبحوح من كثرة البكاء .. حاول ارضاءها علها تتوقف عن البكاء في الايام القادمه لتسمح لهم بالنوم ليلا .. يكفي انهم يتقبلونها بصعوبه في عائلتهم

- هل تحبين المطر ؟ اذا اتريدين ان نخرج كلما امطرت
نضرت اليه بعيونها الواسعه لتقول بصوتها الخافت الطفولي
- حــــقا ؟
- حقا
تأمل عيناها الرائعه وما بداخله يتزعزع .. يرتجف .. كأن عيناها تناجيه .. تتأمله بعمق كما يتأملها .. وفي هذا اللحضه .. يكاد يقسم انه رأي وميض كتلألأ نجمه في عينها اليسرى

اخذ يفكر .. هل كانت الوحيدة لعائلتها ؟ اليس لديها اخوة او اخوات ؟ ماذا عن اقاربها

وصلو الى الحديقه العامه وتزاحمتا الفتاتان للعب في العابها فيما بقيت ياقوت معلقه في رقبته ..شعر بأنها لا تنوي تركه .. يبدو انها تخاف من ان تذهب للعب وتستدير فلا تراه .. حاول تشجيعها على اللعب مع الفتاتان لكنها ابت .. جلست بجانبه هادئه تنضر للاطفال وهم يلعبون ..فقط تنضر بعيناها الواسعتين .. اخذ ليث يراقبها دون ان يعي .. ودون ان يستطيع منع عينيه من مراقبتها .. يذهب بعيناه بعيدا فتعود لا اراديا لتتعلق بوجهها الصغير .. شعر بها تتململ وقد تعبت من الجلوس .. لاحض ان الوقت تأخر ولم يلاحض انه استغرق كل هذا الوقت دون ان يشعر .. مضى الوقت سريعا وحل الغروب واختاه ملتا من اللعب .. نهض مستعدا لأخذ الفتيات والعوده بهن للمنزل سارتا اختاه بجانبه لكن ياقوت بقيت جالسه تنضر اليه .. تأفف بداخله وهو يتأملها ..يبدوا بأنها تريد منه ان يحملها .. حملها يحاول اقناع نفسه بأن هذه اخر مرة سيعرض على امه ان يتكفل بهذه الصغيرة المزعجه ..  اخذ يلاطف اختاه ويضحك معهن .. وصلو لمنزلهم المتوسط الكبر .. لم يكن صغيرا ولم يكن قصرا .. كان متواضعا فقط .. بوابه متوسطه الكبر مصبوغه باللون الذهبي اللماع .. وبعد البوابه تواجهك حديقه كبيره على الجانبين وفي الوسط ممر مبلط بالمرمر الرائع .. دخل يسير في الممر بعد ان تأكد من اغلاق البوابه جيدا .. يحمل ياقوت بين يديه والتي كانت هادئه وكأنها نامت وانفاسها منتضمه .. ويمسك بيده يد الصغيره دنيا والتي تمسك بيدها الاخرى اختها ريم  .. وصلو الباب الداخلي فطرقه وانتضر ان تفتح امه الباب .. دقائق وفتح الباب وضهر وجه امه البشوش مع مسحه من القلق
تحدثت اليه وهي تنضر للفتيات تتأكد من وجودهن جميعن
- ليــث .. لقد تأخرتم يا بني .. قلقت عليكم

مِجَـــنٌوِنٌيّWhere stories live. Discover now