الفصل 1 : اللقاء (رواية والتر كوي)

1.2K 97 285
                                    

الفصل 1 : اللقاء (رواية والتر كوي)

لقد كنت متحمسا جدا لمثل هذا اليوم , طبعا هذا لأنني فتى متفوق في الدراسة و اليوم سألقي خطاب ممثل الطلاب كنت أنظر من نافذة السيارة , كانت شمس اليوم الأول في الثانوية ساطعة فعلا والجو مناسب لهذا تماما

كان ابي يفخر بي دوما ويقول : انا سعيد بحصولي على ابن مثلك والتر , ولازال كذلك الى اليوم فهو قرر أن يقلني الى الثانوية لأحافظ على شجاعتي في إلقاء خطابي الاول , أمسكت الورقة لكي أتأكد من انني قد حفظتها كلها وبينما انا سارح في أفكاري قاطعني أبي قائلا :
- هل حضرت نفسك جيدا لهذا والتر ؟
- أجل , ابي انت تعرف اني حريص جدا على ان اكون فخرا لك
- اه اجل انا اعرف ولدي جيدا , ثم ابتسم .

وفجأة قفز أمامنا فتى ثم اوقف ابي السيارة بسرعة ولكنه كان قد أصابه فعلا ..

خرجنا بفزع نلتمس معرفة لما حدث , مشيت مهرولا ملاحظا لذلك الفتى الملقى على الارض فتساءلت :
- يا الهي هل هو بخير ؟
تنهد ابي وقال :
- أظن ان علينا اخذه للمستشفى

لقد كان فتى يرتدي ملابس المدرسة بشكل غير لائق , لم يكن منظما أبدا , وكان ذا شعر برتقالي اللون بدا كأنه مصبوغ للوهلة الاولى

تقدمنا منه ببطئ و جلست على ركبتي لأستشعر نبضه وتنفسه وما إن هممت بذلك حتى فتح عينيه الرماديتين بشكل سريع و قال بلهجة انجليزية ركيكة :
-لا تقلق , لم أمت بعد .

تفاجأت من كونه بخير رغم تلك السقطة القوية فقلت له :
- الا يجب ان تذهب للمستشفى أولا ؟
وبينما كنت اقول ذلك , وبطريقة الية وقف على رجليه كمن لم يصب بشيء أبدا وقال :
-لا .. لا يجب علي ذلك
رد ابي عليه بنبرة حريصة :
- عليك أن تنتبه أكثر لنفسك ثم رمقني بنظرة قلقة فهمت معناها ثم استدرت الى الفتى قائلا :
-هل أنت فعلا بخير؟
نظر إلي وقال :
-أكره تكرار الكلام , لقد قلت انا بخير .. ثم حمل حقيبته البالية و واصل :
-لا تقلقا انا بخير .
ابتسم بعد ذلك وسار في طريقه..

ساد الصمت قليلا بيننا ثم تذكرت امر الخطاب , فقلت :
-ابي سنتأخر , علينا الاسراع
اومأ لي وركب السيارة فتبعته
ما حدث أنساني معظم ما حفظته لذا بحثت عن الورقة لأستذكر بعضه:
- تبا لما يحصل هذا الان ؟
قلت وانا ابحث عنها :
- مهلا .. أين هي الورقة ؟؟

قطب ابي حاجبيه قائلا :
- ما بك لقد كنت تقرأ منها الان , هل ستختفي من تلقاء نفسها ؟
- لا بأس ابي انطلق بنا وانا سأواصل البحث
-حسنا هيا بنا..
ادار ابي المفتاح فلم تشتغل السيارة

- انها لا تعمل .. وواصل ادارة المفتاح عدة مرات بدون فائدة.

- تبا ماذا الان ؟
قلت بسخط ثم نزلت منها

- علي ان اذهب على الاقدام .. لا وقت لدي لهذا
قلت مخاطبا ابي ..
فرد علي وهو يواصل ادارة المفتاح :
- حسنا سأتصل بميكانكي السيارات الذي اعرفه وألتحق بك
ابتسمت له وقلت :
- حسنا ابي اهتم بنفسك جيدا

خلف ظل المجرمWhere stories live. Discover now