الفصل 14 : نقطة عودة ( رواية نيرو باريت )

219 32 169
                                    

بعد خروجي تماما كان لدي احساس قوي بأنني مراقب ، صوت الخربشة وراء تلك الشجيرات ثم نباح كلب؟ فاقتربت لأتأكد .. هدأت انفاس الكلب لما داعبته ولكن كنت احس بوجود انفاس مضطربة اخرى

لم استطع ان ادير رأسي فأنا لم ارد ان يعلم بأني اعرف انه يراقبني .. غوستافو عادة يميل الى الظهور أمامي ، لذا استبعدته

ولم افكر في الأمر طويلا بل أكملت طريقي مسرعا نحو شقة أوين دخلت واغلقت الباب واسرعت نحو غرفة النوم ثم حاولت ان انظر من النافذة , لم أتبين من هو بسبب الظلام ، ولكنني لم افكر في تغيير الخطة هذه المرة .

حملت حقيبتي المعدة مسبقا ثم خرجت وأنا أعلم أنه لا يزال يراقبني فاستدرت فجأة لألمح شيئا لمع بالقرب من وجهه ، ولكي أغطي على الامر عدت مجددا الى الشقة ، ما الشيء الذي قد يلمع في هذا الظلام ؟ اهو مرآة ؟ ... لا بد أن يكون زجاجاً ، ففتحت الباب بهدوء لأره ..

والتر !

اذن نظاراته هي من سببت هذا اللمعان ، والأسوء كان يتحدث مع شرطي لا بد من أنه تعرف علي ، وهو الان يخبر الشرطة عني ، هذا يعني انهم اكتشفوا اسمي الحقيقي ، ان حدث هذا فسيكون الامر كارثيا ..

أغلقت الباب و أطفأت الاضواء ثم خرجت من النافذة بهدوء حتى ابتعدت عن انظارهما ، ثم رحت أركض بسرعة ولكنني اصطدمت فجأة بشخص ، رفعت نظري لأراه  ، انه غوستافو  ..

مجرد النظر اليه عادت لي تلك الذكرى القديمة

- نيرو .. هل تستطيع أن تسدد  على تلك الزجاجة من هذا المكان ؟
ضحكت ساخر :
-وان فعلت ؟
ليجيبني بشي من التحدي :
- سآكل صرصارا ً قذراً ان استطعت ذلك  !

- سأطهوه لك إذن يا رأس الأفعى
- ما هو ؟
- الصرصار بالطبع

ليهز رأسه نافيا ويردف:
- لا تكن واثقا .. فهذا صعب

ثم تبع ذلك صوت طلق  ناري و قد اصبت الهدف فعلا

لابتسم وأقول :
- اذن ما رأيك الان غوست ؟ اتمنى انك ستحب طعمه .

استفقت من ذكرياتي و بقيت انتظر رد فعله ،كنت اعتقد انه تعرف علي، لكنه نظر إلي ثم قال :
- أنظر أمامك أيها الفتى ..

ثم واصل طريقه مع جماعته ، ابتسمت بمكر حتى كدت أضحك لكنني تريثت

تتبعته بنظري وانا أفكر ، لا بد أن السنوات أنسته ملامحي الخاصة و صوت أنفاسي ،ولقد كان هذا في صالحي .. يالي من محظوظ

مما لا شك فيه أنه عرف أنني خرجت وقد جاء للبحث عن عنواني ، تنهدت مرتاحا ، فيبدو أن اوين نجح في كتم أسرارنا ، فحملت هاتفي لأتصل به ..

وبعد القليل من عبارات الترحيب سألته :
- اوين  ، هل حدث شيء مع غوستافو ؟
- لقد فعلت ما طلبته مني ، لقد اخبرته بأنني قد اشتريت هويتك واوراقك ..

خلف ظل المجرمWhere stories live. Discover now