الفصل 6 : من هو القاتل ؟ (رواية نيرو باريت)

285 48 173
                                    

ببطء فتحت عيناي اتلمس نور الشمس الذي تسلل من النافذة , وسط ثرثرة توقفت فجأة ثم سمعت صوتا يقول :
- لقد استيقظ .. سأخبر الشرطة
كان مصدرع تلك الممرضة التي كانت تنظر في عيني وهي تقول :
- لا تقلق انت بخير ..
ثم فكرت ، لما ستخبر الشرطة ؟

واسترجعت افكاري و كانت الاحداث تجري في رأسي كشريط مسرع وتذكرت ان اخر ما كنت أقوم به هو تفحص الجثة وكيف انني احسست بوجود شخص يدخل خلفي كنت أخاله والتر ، ثم سقطت بفعل ضربة على رأسي ..

- ذكريات مزعجة 
همست قائلا ثم التفتت هنا وهناك وإذا بي ارى والتر يصارع لكي يجلس على السرير بضمادته البيضاء التي لفت رأسه فنظر الي و امتزج في وجهه القلق مع السعادة ثم ابتسمت له  فقال :
- هل انت بخير ؟
كشرت على انيابي ولم استطع كبت السعادة التي كانت تغمرني ليس لأنني كنت بخير بل لسبب اخر ..
ثم اجبته :
- رأسك يبدو كأنبوب مطافئ معد للاستعمال في اي لحظة يا والتر  ..
تغيرت ملامحه الى التذمر وقال :
- انت تبدو اسوء مني حالا لذا لا تهزأ

تحسننا بسرعة ثم أمرنا ان نذهب في سيارة الشرطة بغرض التحقيق .

كانت انفاسي متقطعة وكأنني تحت المياه ، ولكن كان الامر اسوء فانا تحت انظار الشرطة .

                             ***

عبر الطريق الطويل سرنا بسيارة الشرطة ، كان والتر خائفا كثيرا ، على الارجح انه يظن انهم هنا من اجله ، أما انا فقد كنت هادئا رغم كل ما فعلته فعلى الاقل لم اكن في حاجة للكذب هذه المرة .
بقيت اردد " مجرد تحقيق عن جريمة قتل "
وصلنا الى وجهتنا ، إلى عرين الشرطة ، اجل انا الان في عقر دارهم !

نسير بين المكاتب ، ضوضاء عارمة ، اصوات هواتف ترن عملاء كثيرون هنا وهناك الامر كان اشبه بخلية نحل .

الى ان وصلنا اليه ، انه مكتب الضابط فيليب ستيف ، هذا الاسم احدث في نفسي وقعنا سيئا لأنه ربط اسم شخص من الماضي ، كم اكره الماضي ..

جلسنا وجها لوجه معه ، كانت هيئتي توحي انني مدني صدم برؤيته لجثة يفكر في انه سيتعرض للاستجواب او ربما الادانة ..
بينما كان الشيطان الذي في داخلي لا يكف عن الضحك منتظرا نهاية المسرحية .

طرحت علينا عدة اسئلة تافهة وسطحية ، مثلا : اين كنتما قبل ذلك ؟
كيف وصلتما الى هناك ؟
و هل تعرفان الضحية ؟
اجبنا بكل صدق ، وبينما كنا نواصل الاجابة على اسئلته دخل شرطي الى المكتب وقال :
- سيدي لقد عثرنا على صاحب المسدس !

علت ابتسامة خفيفة على وجهي إثر سماع الخبر ، لقد كنت اعرف من هو مسبقا..
- حسنا ، اجاب الضابط :
- اسمح له بالدخول ..

دخل ذاك الشاب بهدوئه المعتاد  ولطالما كنت اغار من شعره الاشقر .

لقد كنت الوحيد الذي يعلم انه هو من كان الضحية لا الفاعل

خلف ظل المجرمDonde viven las historias. Descúbrelo ahora