Turning | H.S

لِقَاء.

‎
"عَمِّى يُريدُ إيجَارَ الشِّقَة."
"هَل يَرَانى عَمُّكَ صَرَّافٌ آلى؟ لَمْ أعُد أحتَمِلَهُ يا إلهى."

جلَسَت على الأرضِ تَبكى، فمُنذُ أن هرَبَت مِنَ المَلجَأ مِن ثَلاثِ سنَوَاتٍ وهىَ تتَنَقَّل ليسَ لهَا مَكَانٌ مُحَدَّد، وتَعمَلُ فى أعمَالٍ مُؤقَّتَة ولا تَستَقِرُّ بِهَا بالإضَافَة أنَّهَا وَحيدَة تَمامًا، وفَوقَ كُلِّ هذَا لا يَنفَكُّ صَاحِبَ البِنَايَة عَن مُطَالَبَتِهَا بالإيجَارِ المُتأخِّر دَومًا.

نظَرَ إلى حَالَتِهَا المُزرِيَة بِحُزنٍ فهُوَ نَوعًا ما يَعلَمُ حَالَتِهَا السَّيئَة مِن حَديثِ عَمِّهِ عَنهَا دَائمًا.. ولكِنَّ الحَديث لا يَتضَمَّنُ مَدحًا بكُلِّ تأكيد.

"إنهَضى مَعى هَيَّا."
أمسَكَ ذِرَاعَها برِفقٍ يَحُثَّها على النُّهوضِ لتَمسَح وَجهَها.
"إلى أين؟"
"ستَعيشينَ مَعى ولَن أطلُبَ مِنكِ إيجَارًا."
"أأنتَ أحمَق ياهَذا!" ابتَعدت عَنهُ بحِدَّة.
"لا تَظُنِّى بى شَيئًا سَيئًا أنا أُريدُ مُسَاعَدَتَكِ." قالَ بِسُرعَة وبنَبرَةِ دِفَاعٍ.
"وكَيفَ أثِق بِك؟" مازَالَت تَنظُر لَهُ بشَكٍّ.
"أترُكُكِ مَع عَمى الجَشِع إذًا." كانَ يَهُمُّ بالذَّهَاب لكِنَّهَا أمسَكَت بذِرَاعهِ تَمنَعهُ.
"لا لا إ-إنتَظِر.. سآتى مَعَك."

"أنتِ ماريان صَحيح؟"
"نَعَم، وأنتَ ما اسمُك؟"
"هارى."
________________________