chapter 9

128 10 3
                                    

وَضعتُ الوسادة فَوقَ رأسي لِتَجنب إزعاج الصَّوت الّذي يَصدر مِن مَكانٍ ما , صَرختُ داخِلياً مِن التَّعب , ضَغطتُ على ساعَتي الإلكترونية لِتفقد الوقت , إِنها الثَّانية صَباحاً ! مَن هَذا المَخبول الَّذي يَتصل بِمثل هذا الوقت!  رَميتُ الوسادة جانِباً وَ أَمسكتُ الهاتِف , وَضعتهُ على أُذني وَ أَنا مُغمضة عيّنيّ بِدون أَن أَرى صاحب الاتصال 

"ماذا؟" قُلت بِتعب

"مرحباً نينا " 

" مَن يَتحدث؟ " 

" إَنَّهُ أَنا "

" مَن أَنت ؟ " 

" ممم..برودلي " قال بِضحكة مُتوترة نوعاً ما  ," أَأَيقظتكِ مِن النَّوم ؟ " 

نَظرتُ لِلهاتف بسرعة وَ فتحتُ عيني 

"برودلي ؟! أهذا أَنت ؟ ماذا يحدث ؟ هَل أَصاب سنددرا مكروه؟ أًم قَد تشاجرتما مُجدّداً ؟  يا إِلهي ! ستقوم سندرا بِدفعي لَلجنون " 

" لا! لََم يَحدث شيء مِن هذا القبيل"

" حَسناً " قُلت بتنهيدة 

" حَسناً, سأَدخل بالأَمر مُباشرةً , فقط أَردتُ شكركِ على إِعطائي تلكَ المابس , لابُدَ أَنكِ اشتريتها لشقيقكِ أو أحد ما , سأَقوم بشراء واحدة أُخرى بَديلة " 

" لا دَاعي .. سأَقوم بشراء غيرها لاحِقاً " قُلت

" لا, س.."قالَ بِسرعة

" برودلي , إِنها فقط 10 دولاراً.. لا داعي لِذلك" 

" هَل أَنتي متأَكدة ؟ لا بأس إِذن سأَحتفظ بِها , فقط أَحببتها " قالَ مازحاً

" حسناً , كانَ يمكنكَ فقط قول ذَلك مُنذُ البداية " قُلتُ بِلطف , وَ بدأتُ بالتَّثاوب 

" أَرى أَنّ النَّعسَ قد غَلبَ عليكِ" 

" ممم.. نوعاً ما .. إِنّها الثَّانية صَباحاً" قُلتُ 

" لَقد لاحظتُ ذلك .. لَيلة سَعيدة" قالَ ثُمَّ صّمت

" لَيلة سَعيدة " رميتُ الهاتِفَ جانِباً , وَ أَغمضتُ عينيّ بِسرعة, لِمَ أُخفي عن سندرا دردشاتنا الصغيرة مع برودلي ؟ لِأَن ما قالته في أَحد الأَيام أَمامي يخيفني , - أَقوى طريقة لِكسر قَلب فَتاة هيَ مواعدة حبيبها لِأَحد آخر , أَو غيرتها مِن إحداهن , أَعلم أَنَّكِ لَطيفة جداَ لِتفهمي مِثل هذه الأُمور  - ثُمَّ بدأَت بالقهقهة , أَنا أَعرِفُ سَندرا جيداً, إِنَّها شكاكة جِداً, لَديها القدرة عَلى الحقد لِمن يؤذيها أَو يحاول أَن يأخذ شيئاً مِنها , أَعلم أَنّ مِن المستحيل أَن يحدث شيء ما بيني وَ بينها , لكنَّني أُفضل البقاء بعيدة عَن علاقاتها و ما إِلى ذلك 


استيقظتُ صباحاً باكراً , شربتُ كأسَ ماء و توجهتُ نحوً الباب الَّذي يطرق بِعنف . " صباحُ الخيرسندرا" قُلتُ لِسندرا الَّتي أَصبحت بالدَّاخل بِسرعة البرق , جالِسة مكتفة يداها وَ تنظر لي وَ كأنَّها ستخترقُ جُمجمتي بأَي لَحظة 


" تَكلمي!" قالت آمرة 

" عَفواً؟" قُلتُ بِغرابة وَ توتر

" قُلتُ تكلمي! الآن ! لِمً تركتني البارِحة هَكذا؟ كانَ مِن المفترض أَن نبيتَ في بيتي! .. لقد.."

" لَقد حصلت العديد مِن الأُمور.. فقط الأَمرُ عائِليّ .. لِنغير الموضوع سَندرا" قُلتُ وَ أَنا أَجلس بِجانبها على الكَنبة 

" أَلا تثقين بي لسنا أَصدقاء ؟ ها؟ " قالت بِنبرة عَالية قَليلاً

" الأَمرُ ليسَ كذلك! الأَمر يخصُّ عَمل أَبي , إِنَّه أَمرٌ سرّي ُِ

قُلتُ بقلّة حيلة , لِمً لا أُريد إِخبارها ؟ بِبساطة لِأنَّ والدها مُهندس أَيضاً , أَعلم أَنّ والدينا صديقين , لكن لا يحق لي كَشف أّسرار أَحد خصوصاَ والدي!

" إِنسي أَنَّنا صديقتين " قالَت و اتجَهت نَحوَ الباب, عِندما قَالت هذا اهتَزَّ شيء بِداخلي , إِنّها صَديقتي الوَحيدة .

" حَسناَ , سأُخبركِ لكن عِديني بالبِداية أَنَّكِ لن تخبريأّحداً " قُلتُ بِتوتر

" نَحنُ صديقات نينا! يُمكنُكِ الوثوق بي بِدون تِلكَ الوعود السَّخيفة!" قالت مُقطبة حاجبيها 

" حَسَناً" 

أَخبرتها بِكل ما حَصل , لكنَّها لَم تَقل أَي كَلمة , ثُمَّ ابتسمت وَ تَمنت لي وَ لعائِلتي التَّوفيق, سَمعتُ أُمي تدعونا لِلفطور , تناولنا الفطور و ذهبنا لِلمشي في المُتنزه 

 بعدَ عِدَّة أَيام عادَ أَبي غاضِباً وَ مُتعبَاً , لَم أَره أَبداً بِحياتي هَكذا , دَخلَ لِاغرفته بِدون الحَديث مَع أَحد وَ أَقفل الباب , بَعد ساعة اكتشفتُ أَنَّ الوظيفة الَّتي قَد تَقدمَ لها أَبي و تَعبَ حتى وَصلَ لها قَد حَصلَ عليها شَخص لَيس بِغريب, شَخص لَم أَتوقع أَن يفعلَ هذا.. إِنَّهُ والد سَندرا






A Little Hope | القليل من الأملWhere stories live. Discover now