Chapter 14

19 2 1
                                    

كُنتُ أُصلي أَلا تَصل أُمّي هُناك عَلى الوَقت، وَ أَردّتُ أَن أَصرخ عَلى سائق  سيارة الأُجرة لِيسرع لكنّني أَعلم أَنّ الأَزمة هِيَ السَّبب. إِن لَم أَصل هُناك بالوقت المُناسب، أَعلمُ أَن أُمّي سَتشكُّ بِي دَائماً، لَيسَ أَنّها لا تَثق بِي، ذَلك شُعوري الداخليّ فَقط. سَتشعر بِالخيانة كَما شَعرتُ بَعد كَذب ساندرا.

وَصلتُ بَعد سَاعة، التقطتُ أنفاسي بِسرعة وَ هَرعتُ لِأقرب طاولة، وَضعتُ الحقيبة وَ رأسي على الطَّاولة. بَعدَ مُرور دَقيقة، ذَهبتُ وَ قُمتُ بِطلب بعض القهوة المُثلجة لِأستعيد جَميع المَاء الَّذي فَقدته في أَثناء وُصولي إِلى هُنا.

شَكرتُ الله مِئة مَرّة أَنّ وَالدتي لَيست هُنا، لا أَعرف كَيف وَ لكنّ القَدرَ يَصطف بِحانبي لِلمرّة الأُولى، أَمسكتُ الهَاتف وَ هاتَفتها

" أمّي؟ لَقد قُلتِ أَنّك سَتأتين، صَحيح؟" قُلتُ وَ أَنا أَضع يَدي عَلى قَلبي حَتى لا يَخرج مِن مَكانه

" لَقد أَحضرت مُعلمة شَقيقكِ وَ هاتفتني و أنا في مُنتصف الطَّريق، لَديه القَليل مِن الحُمّى، لابدّ أَنّك انتظرتِ كثيراً" قَالت بِقلق مُعتذرة، " سَنتحدث في البيت"

حَاولتُ التنفس بِطبيعيّة " بالطّبع أُمّي، أتمنى أَن يكونَ بِخير"، سَمعتُ صَوتَ جاد يُنادي أُمّي لِذا أخبرتها مُودّعةً أَنّ تَغلق لخطّ

جَلستُ بِالمقهى مُحدّقةً بِالطّاولة أمامي، أَخرجتُ وَرقة حَجز الطبيبة وَ وَضعتها دَاخِلَ كِتاب الفَرنسيّة. طَلبتُ بَعض الشّاي الأَخضر لِلمرّة الأُولى هُنا وَ دَفعتُ لِلنَّادل ذو الشعر البُرتقاليّ, إِنّه يَعمل مساءً, لِمَ هُوَ هُنا ؟ لِمَ الجَميع بِمكانهم الغَير الاعتياديّ؟

أَزلتُ نَظارتي ثُمّ  أَغلقتُ عينايّ وَ ودفنتُ رَأسي بين ذِراعيّ عَلى الطاوِلة, كانت اُغنية Old boyfriends تَتردد في المكان لِتزيدَ كَآبتي, بَدأَ دِماغي يَسترجع كُلّ شيء وَ يَصنع الكَثير مِن السيناريوهات السّيئة وَ السّوداويّة,  الشّيء الجَيّد بِهذا أَنّ حَتى لَو حَدثَ الأَسوء, لَن يَكون بِسوء ما يَخترعهُ  رَأسي.

رَأيتُ حِذاء أَحَدهم بِجانب الطَّاولة, لِمَ يُصرّ الجَميع عَلى مُقاطعة أَفكاري؟ أَرجوك, أَيّاً مَن كُنت، لا تَتكلّم مَعي. أَردّتُ أَن أَصرخَ هَذه الكَلمات.

" هَذه الحَلوى عَلى حِساب المطعم" تَمتمَ أَحدهم. لَم أَرفع رَأسي وَ لا لِحظة. هَذا المطعم مِن أَفضل المَطاعِم بِلندن وَ دَائِماً مُزدحم, الطّعام الفخم وَ الأَثاث الرّاقي وَ البسيط, لا أَعلم لِمَ آتي هُنا. حِينَ رَفعتُ رَأسي كانَ النّادل قَد ذَهب, أَكلتُ الحلوى بِعجل عَلى غَيرِ عادتي وَ شربتُ الشّاي الَّذي بَرد.

حَملتُ حَقيبتي، ارتديتُ نَظّارتي وَ شَققتُ طريقي نَحوَ النّادل لِلحساب "تَفضّل" أَعطيته المَال, أَعاد لي الكَثير مِن المَال، " خُذ حِساب الحلوى"

" إِنها عَلى حِساب المَحل، إِنها هَدية لِلزبائِن الدائِمين" قالَ مُبتسماً.

نَظرتُ لِلخَارج قَليلاً وَ إِذا برودلي و بِآدم أَمام المطعم يَتكلّمان, عَادت عَيّنيّ لِلنادل بِسرعة " شُكراً لَك." صَمّتُّ ثُمّ سَأَلته مُخفضة صَوتي بِسرعة  "أَهُنالكَ بَابٌ خَلفي لِهذا المَطعم؟"

" عُذراً مَاذا قُلتِ؟" رَفعَ رَأسه مِن الخَزنة

" لا شيء, يَوماَ سَعيداً"

نَظرتُ لَهما منَ الدّاخل مَرّة أُخرى وَ أَنا أَخلعُ نَظارتي " فَقط بِأَسوأ الأَحوال سَأَتظاهر بِأَنّني لَم أَراهُما" وَ وَضعتُ سماعاتي. خَرجتُ وَ أَنا أُهرول " شُكراً لِله. لَقــ.." قُلتُ بِداخلي, وَ إِذا بِيد تُمسكُ بِكتفي "game over نينا" ضَربتُ جَبهتي وَ لَففتُ جَسدي

" مَاذا؟" قُلت

" مَرحباً مُجّددّاً, نينا؟" قَالَ آدم. أُريد أَن أَقتلَ هَذا الشّخص, تَخيلتُ نَفسي وَ أَنا أُمسكُ بِمطرقة كَبيرة

انتقلت عَيناي لِبرودلي خَلفه " مَرحباً برودلي"

" مَرحباً, كَيف الحَال؟" قَالَ مُبتسماً

" أَنا جَيّدة" ابتسمت قَليلاً, نَظرَ آدم لِبرودلي ثَمّ حَرّك عَينيه بِاتجاه المَطعم, لَكنّه نَظرَ له ثُمّ بَقيَ مَكانه

" مَاذا؟" قَال آدم مُحاولاً تَصنع أَنه لا يَعلمُ شيئاً

تَمتمَ برودلي " ا. ذ.ه.ب"

" لِمَ؟" ابتسم، داس برولي عَلى قَدمه.

" لَديّ مَا أَقوم بِه, لِذا عُذراً" قُلتُ وَ أَنا أُكمل طريقي

هَزّ هاتِفي مُعلناً عَن وصولِ رِسالة ' هَل حَدثَ شيء جديد مَع سندرا؟ '

' لا'


فَتحتُ مُلاحظات هاتفي ' المُلاحظة الثّانية: ابحثي عَن مَطعم أَو مَقهى جَديد'

Вы достигли последнюю опубликованную часть.

⏰ Недавно обновлено: Oct 15, 2023 ⏰

Добавте эту историю в библиотеку и получите уведомление, когда следующия часть будет доступна!

A Little Hope | القليل من الأملМесто, где живут истории. Откройте их для себя