'1'

1.5K 145 59
                                    

بِسم الّله.🌸
-

-أكتوپر، الخامسةُ مساءاً ، فرنسَا،:

أشخاصٌ يتجوّلون في المكان، صوتُ قهقهاتِ الأطفالِ في الأرجاء، رائِحةُ المخبوزاتِ الذّكيّةِ الّتي تطغى على المكان، النّسيمُ الّلـطيف الّذي يجعلَ الجوّ مِثالِيّاً، الحُبّ والسّعادةُ المُتواجدانِ في كُلّ مكان، مِن الرّكنِ الصّغيرِ الى الأماكِن الواسِعة.

تِلكَ الأجواءُ كانَت لـتُسعدَ بـدُونِ شكٍّ أيّ شخصٍ مُتواجِد هُناك، لكِن كانَ الحالُ معكُوساً معَ إيڤانچلين، حيّثُ كانت تجلِسُ في المَقهى وسطَ دوّامةِ تفكيرِها، حقيبةُ سفَرِها بـجانِبها وتُفكّر في جميعِ الإحتمالاتِ السّيّئةِ الّتي قد تحصُلُ لها.

"لا بأسَ إيڤا، سـتكونينَ بـخيّر." حدّثت نفسَها، تُطمئِنُ حالَها."سـتعودِينَ وسـيكونُ كلّ شيّءٍ بـخير، لا بأسَ إذا تأخّرتِ لـبعضِ الوقت."

ظلّت تُحاولُ إستجماعَ قُوّتِها، فِكرةُ أنّها في بلدٍ غريبٍ لم تذهبُ لهُ مِن قبلَ سِوى في محطّةِ وقوفِ القطار، وأنّها لا تُجيدُ إستخدامَ الفرنسِيّةِ الّا في الكلماتِ المشهورةِ تُرعِبُها.

"تعرّضتِ لـمواقفَ أسوأ مِن ذلِك ، لا بأس." عاودت عادَتها الّتي بدَت نوعاً ما غرِيبةً في منظورِ أهلِها، مُحادثتُها لـنفسها تُحاولُ طمأنةَ ذاتِها.

كانَت نوعاً ما لا تُحِبّ الإختلاطَ بـالأُناسِ حولها بـسببِ صداقاتٍ وعلاقاتٍ فاشِلة، فـفضّلت أن تُبقيَ ما بـداخِلها لـذاتِها فقَط، لـأنّها لا تظُنّ أنّه أصبَحَ بـمقدُورِها الوثوقُ مرّةً أُخرى والمُخاطرة، فـكانَ حدِيثُها لـنفسِها شيّئاً عادِيّاً بـالنّسبةِ لها.

"مساءُ الخَير، تُمانعينَ إن شارَكتُكِ الجُلوس؟ هذا هُو المكانُ الوحيدُ الفارِغ." قاطعَ تفكِيرُها صُوتُ شابٍّ يطلُبُ الإذنَ بـالفرنسِيّةِ مِمّا جعلَهُ صعباً عليّها فِهمُ طلبِه، حتّى أشارَ على الكُرسِيّ المُقابِلِ لها لـتحرّكَ رأسَها بـالإيجابُ لهُ بـبُطء.

إبتسمَ لها بـلُطفٍ وهو يضعُ حقيبتَهُ السّوداء على الطّاولة، لـتأخُذَ هيَ نظرَةً عليّه، شعرٌ مُصفّفٌ بـعناية ولِحيةٌ تتناسبُ مع ملامِحِ وجهِه، يرتدِي بِذلةً رسمِيّة وملامِحُه مُختلطةٌ بـبعضِ الجمود، لكِن إبتِسامتُه الّـلطيفة كانت لا تزالُ على شفتيّه.

"أشكُركِ يا آنسة على سماحكِ لِي بـالمُشاركة." عاودَ يقُولُ بـالفرنسِيّةِ بـالإبتِسامةِ ذاتِها لـتبتسمَ هيَ بـتوتّر.

"ا..انا لا أُجيدُ الفِرنسِيّة." قالت لهُ، آملةً ان يتفهّمَ انّهُ لا يُوجدُ سبيلٌ للـنقاشِ بيّنهُما، وأنّهُ نوعاً ما يُريبُها.

"هذا رائِع، وفّرتِي الكثير!" قال، يتحدّثُ الإنجليزِيّةَ مِمّا فاجَئَها، كثيراً!

"انتَ تتحدّثُ الإنجلِيزِيّة؟ إلهِي هذا جيّد..أعنِي أجل." قالت، بعضُ الحماسةِ طغَت نبرَتُهتا، لكنّها سرِيعاً عادَت الى توتّرها مِمّا زادُه حيرَة.

 The Dice » L.P {Completed}Where stories live. Discover now