36|جوادٌ وفارس|

1.7K 161 237
                                    

«يا للملل!» تمتم الأشقر بخفوت وهو يجلس متكتفًا يحدق بجدته و..

ضيوفها؟

أسرتها؟

لم يعلم حقًّا، وهذا جعله يزفر بسخط وقد تشوشت المعلومات في عقله، ثم تلاقت عينيه مع حفيد خال والدته الأكبر، ليشيح بهما ببطء وملل، فيقعان على خال والدته الذي يتحدث مع جدته يحكي عن حياته وكيف قضاها.

ماتت زوجته وتركته مع ابنة وحيدة أنجبت فتى، ثم بعد ما يقارب السنتين مات زوج الإبنة والأخيرة حبلى لتضع بعدها بأشهر توأم فتاة وفتى وتلفظ أنفاسها الأخيرة.

«يا لها من قصة!» تمتم بهدوء وهو يحدق به قليلًا ولا ينكر أنه يشبه جدته كثيرًا، بشعره الأبيض المسترسل، وعينيه الخضراوين الحادتين، وطوله الفارع يمكنك الجزم أنهما أخوين.

أما أحفاده فالأكبر هو أدهم، ذو شعر أسود وعينان أكثر سوادًا كوالده، ويكبر ياسين ببضعة أشهر، وربما قد يكون بينه وبين عزام سنة تقريبًا، والآخر أيهم بشعر عسلي مائل للأشقر وعينان خضراوان كوالدته، وتوأمه توليب بشعر كشعره وعينان كعيناه، ويكبران أريج ببضعة أشهر.

«يشبهان جدتي كثيرًا، صحيح؟» كان صوت أريج من همس له ليلتفت لها على يمينه قاطعًا تحديقه ويومئ بخفة، وعلى عكسه كانت تبدو أكثر تقبلًا لهم.

«لا يبدو أنكَ تتقبلهم!» قالت بابتسامة بأول ما طرأ على عقلها، فالتفت لها متسائلًا «هل هذا واضح علي؟»

رفعَت حاجبيها كتأكيد، فتنهد ثم تحدث بأول ما فكر به حال قدومهم «لمَ سيظهرون بعد كل هذا الغياب؟ هذا ما يقلقني»

«ماذا تقصد؟» همسَت بتشوش لحديثه المفاجئ وهي ترمي نظرة سريعة للثلاثة الجالسين مقابلها، فتحدث مصارحًا «أقصد ملكية ختم العائلات النبيلة»

نظرة استنكار غلفت عينيها وهي تدرك مقصده، ثم همست بدهشة «أنتَ لا تظن أنهم جاؤوا لأجل ذلك، صحيح؟»

ورغم اعتراضها على حديثه وترددها من الإيمان به، فقد اكتفى بهز كتفيه بلامبالاة  ثم همس «من يعلم!»

***

بعد قرابة الساعة، اعتدل عزام بوقوفه حالما انفتح باب الجناح، وقابله ياسين الذي خرج بوجه ممتعض متوجهًا إليه، مما جعله يبادره بالسؤال «ماذا بك؟»

«متى سيبدأ تدريبنا مع الصياد؟»


أسرع الأشقر يسأله هامسًا، فرفع عزام حاجبًا باستنكار، ثم أعطى نظرة سريعة لسليم ولآدم الواقفين على بعد بضعة أمتار منهما، وشخص آخر لم يعرفه بدا أنه مرافق شقيق كريمان، ثم أعاد نظره لياسين وسأل هامسًا بحيرة «ماذا بك؟ لقد كنت معترضًا على أمر التدريب حتى اليوم!»

||خذلان : سقوط نجم||Where stories live. Discover now