3||عالم روز

96 19 4
                                    

إتبعني...

أشارت بسبابتها أمام وجهي

تكتفتُ بإستسلام و سِرتُ خلفها،
و بينما نحن نعبر الفراغ الفاصل بيننا،
بادرت بالسؤال:

ما الذي أتى بك إلى هنا؟

شخرتُ ساخراً

مُجازفة خطيرة، مُحاولاً تغيير حياتي، الأملُ فيها شبه معدوم.
و أنتِ؟

حادِثٌ مروري، ألقى بي هُنا مُنذُ ثلاثة سنوات

و قبل أن أُعَبِّر عن فضولي في معرفة تفاصيل أكثر،
إستوقفتني مُتحمسة

وصلنا

تلفتتُ حولي لكنني لا أرى شيء

أين هو؟

أغلق عينيك أولاً، أُريد أن أتأكد بأن كل شيء على ما يرام،
آمُل أن بيثاني لم تتسبب بفيضان نهر عصير الفراولة

تمتمَتْ في نهاية حديثها تقضم ظفر إبهامها بتوتر

من بيثانـ...

وقفت على أطراف أصابعها لتغطي عينايّ،
تراجعتُ للخلف قليلاً،
و ما هي إلا وهلة حتى دغدغت رائحة الفراولة المُحلاة أنفي،
أزحتُ يداها عنّي، و تنَحَّت جانباً بإبتسامة

ذهبت تهرول بين حقول أشجار حلوى القطن الوردية،
بينما أنا وقفتُ مشدوهاً أحدق بالعالم الوردي أمامي،
يقفزُ قلبي لِما أرآه بالرغم من أنني فتىً،
تجمَّعت بعض الجنيات الصغيرة من حولي،
تنشر البريق الزهري كلما رفرفت من مكان لآخر

إستعمل جناحيك، أنت لن ترغب بأن يلتصق المُربى بقدميك

تحدثت من خلفي مما أفزعني قليلاً،
و جُل ما كان بخاطري هو
'كيف وصلت إلى هنا من دون أن أشعر'

إرتفعتُ عن الأرض أحلقُ بمحاذاتها،
بينما هي أخذت تطفو بواسطة غبار زهري تنشره بعض الجنيات من حولها

آسفة على الوضع الفوضوي، نحنُ نقوم ببعض التجديدات

حككتُ مؤخرة رأسي مُتردداً في السؤال

ألستِ بالغة كفاية لإختلاق عالمٍ يناسبُ فتاةٍ في السادسة

ضَحَكَتْ مُطأطِأةً رأسها للأسفل

لقد كُنتُ مُصابة بالسُكري منذُ صغري،
لذلك أختلقتُ كل شيءٍ رغبتُ به و لم أستطع تجربته عندما كُنتُ في السادسة

تقدمت نحونا بملامح هلعة نسخه مُطابقة من روز،
لكن بشعر زهري و أجنحة شفافة تُشبه أجنحة الفراشات

ماذا هناك بيثاني؟

خلَّاطُ المُربى..

توقفت لِتبتلع ريقها

خلَّاطُ المُربى، لقد جُنَّ جنونه، حاولتُ إيقافه لكنني لم أستطع

نعم، أنا أرى ذلك...

أشارت مُؤنبة لها للأرضية

مرحباً!، من تكون؟

رفرفتُ للخلف قليلاً نظراً لِإندفاع بيثاني القوي نحوي

لدينا عملٌ كثير، نتحدثُ لاحقاً

أخذت روز تسحب بيثاني من معصمها مُحاولةً تحريكها

جناحان جميلان

وضعت روز يدها على شفتي بيثاني تكتم كلامها، بأوداج حمراء مُنتفخة،
همست لها بشيء ما و ردت لها الأخرى بشيء آخر،
كتمت بيثاني ضحكتها و أنصرفت مُسرعة،

أراك لاحقاً جونج إن

و لحقت الأُخرى بها.

عُدتُ لعالمي و أنا لا أزالُ أحاول إستيعاب ما يحصُل من حولي،
هذا واقعيٌ كفاية بالنسبة لحُلم!




خلف قضبان التوهم Where stories live. Discover now