4||الأقزام سارقي الأصابع

66 17 2
                                    

أفقتُ من غفوتي كما أسميتها،
ففي عالمي لا يوجد ليل أو نهار،
شمسٌ أو قمر.

شعرتُ بالملل؛ أردتُ أن أذهب لِزيارة روز
لكن يبدو انها منشغلة كثيراً، لا أريد تعطيلها

إستشعرتُ حركة مألوفة من بين الشجيرات،
إلتفتتُ خلفي ظناً مني أنها روز مجدداً،
لكنني تفاجأتُ بضربة في مؤخرة رأسي أودت بي مغشياً عليه

***

ماذا نفعل الأن؟
هل نتولى أمره؟

كلا، هل تريد من الزعيم جاميكان أن يقوم بقطع رأسك
سوف ننتظر وصوله

هذا أول ما أحسستُ به في محيطي،
جفناي ثقيلان للغاية لم أستطع حتى فتحهما،
أردتُ رفع يدي لِأتحسس مكان الضربة،
لكنهما مُكبلتان، و ساقاي أيضاً
إستجمعتُ قواي و فتحتُ جفناي بصعوبة
صرختُ مما رأيتُه أمامي

الأقزام سارقي الأصابع!

كائنات خضراءُ مقززة مرعبة،
تذكرتها فور رؤيتها،
لقد كانت من أسوأ كوابيسي،
رأيتها مرةً في التلفاز عندما كُنتُ صغيراً،
و من حينها كانت أمي تخبرني انهم سوف يأتون و يسرقون أصابع قدمي إن لم أُحسن التصرف،
لكن ما الذي أتى بهم إلى هنا؟
...لا أصدق أنني خائِفٌ منهم الأن

سوف أذهب و اُحضر الزعيم لا تدعهُ يُفلت منك،
لازلنا بحاجة قُربان للتضحية

عظيم!!
و انتهى بي الحالُ كقربان يُقدم للآلهه

ذهب أحد الأقزام بينما تبقى واحد يحرسني برمح طويل بين يديه،
و مما أرى إنه يدَّعي القوة فحسب،
فعينيه المهتزتان و إبتلاعه المتواصل لريقه؛
يثبت أنه يخافني أكثرُ مما أفعل.

كدتُ أن أفقد الأمل في هروبي،
لكنني شعرتُ بهما حُرَين طليقين،
وسيلة نجاتي الوحيدة،
لمعت في رأسي فكرة و إن لم أنفذها بشكل صحيح يكون قد أنتهى بي الأمرُ بلا أصابع

قمتُ بحركة سريعة بقدماي مما جعل القزم أمامي يصرخ فزعاً

لا تتحرك و إلا صوبتُ الرمح في منتصف قلبك

زممتُ شفتاي للداخل و أخذتُ نفساً محاولاً عدم الضحك،
فقد كان بلا حيلة لا يستطيع حمل الرمح بشكل متزن حتى.

لا تخف،  انا لن أؤذيك

إبتلع لعابه وهو لا يزالُ على وضعيته المُُتأهبة

أنا لستُ خائفاً

حسناً، ما أسمُك؟

تلّفظ متردداً يتلفت حوله

سـ.. ستيف

قُلتُ مُدعياً التعب

أنا جائعٌ يا ستيف، أنت لا تريد أن أموت من الجوع،
إذا فعلتُ أنت تعرف ماذا سوف يفعل بك سيدُك

وضع يده على رقبته برعب

لا تتحرك، سوف أذهب و أبحث عن شيء لتأكله

أردفتُ مشيراً لقدماي المُكبلتان

و أين عساي أن أذهب؟

و قبل أن يذهب ذلك الستيف حتى ظهر ظلين مُتطابقان في الهيئة، مختلفان في الحجم.
لا بد من أنه الآخر،
و الأكبر يبدو أنه زعيمهم

و ما هي إلّا ثوانٍ معدودة إستغللتها لِأستقيم على قدماي بصعوبة، و أُحلق عالياً

و بينما كدتُ أصل إلى قمة ذلك الحصن الصخري؛
حتى شعرتُ بشيءٍ حادٍ إخترق جناحي الأيمن،
سقطتُ جريحاً و صُدم رأسي للمرة الثانية،

إقترب مني زعيمهم،
صحيح أنهم أقزام، لكن هذا كان يفوقني حجماً،
أمسك بشعري بقبضته الغليضة و قام برفع رأسي

قُل وداعاً لجناحيك






خلف قضبان التوهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن