5||إستيقاظ

82 18 5
                                    

أضرِبُ برأسي مراراً على ذلك الجدار الصخري المليئ بالنتوءات البارزة؛ أريد الإستيقاظ من هذه اللعنة
لكن كان ذلك بدون فائدة،
حتى بعد رؤيتي لدمائي تتخلل شقوق الأرضية الترابية

أريد الإستيقاظ،
أريد العودة لمنزلي و عائلتي،
لا أريد أن أكون سعيداً بعد الآن،

رَوَت عبَراتي الأرض من تحتي،
حيثُ لو كان هنالك بذرة فيها لَأنبتَت

شعرتُ بيدٍ على كتفي،
نظرتُ لها بلهفة بعد أن إبتلعتُ اللُعاب البارد المُتجمع في فمي

روز...

نطقتُ بِأكثر النبرات إنكساراً،
حاوطتني بذراعيها، و لولا هذه الحبال لكنتُ بادلتُها لِأُهدئ من روعي،
إبتعدتْ بسرعة لِرؤيتها الخدوش العميقة في مقدمة رأسي

ما الذي حدث جونج إن؟

وجهتُ مُقلتيَ الحمراوان للزاوية حيث يقبُع جناحيَ المُقتلعان، إتسعت عيناها، و أنزلت رأسها للأرض لتخفي ملامحها،
سمعتُ بعض خطوات الأقدام في الخارج،

عليكِ العودةُ الأن قبل أن يروكِ

أنا أردتُ فقط أن أقوم بتوديعك قبل أن أرحل

أنزلتُ من كتفي خائباً،
و ضاق صدري لقولها ذلك،
هل سوف أُترَكُ في الظلام بمفردي؟...

إلى أين ستذهبين؟

سوف أستيقظُ قريباً

كيف لك أن تعرفي بهذا؟

لقد خرج عالمي عن السيطرة،
لقد إختفى الجميع و تدمر كل شيء،
لقد إختفت بيثاني و عدتُ وحيدة مجدداً،
مما يعني...

زَفرَت و شدت على قبضتها على فستانها،
إسترسلت و لا يزال رأسها مُنكساً للأسفل

...أنني إقتربتُ من واقعي

هل أنا أيضاً سوف أستيقظُ قريباً؟
لم يتبقى لدي شيء

أنت محظوظ؛
حلمُك قصير جداً

أستقامت تنفض الغبار عنها و ألقيتُ لها نظرة أخيرة

أراكِ قريباً إذاً؟

تبسمت بينما تضم كفيها خلفها، تمشي بخطواتها للوراء حيث وجهها لا يزال مُقابلاً لي

من يعلم؟... رُبما

عدّلَت وجهتها و تسللت مبتعدة عني

عاد الأقزام مجدداً،
زاد عددهم هذه المرة،
بحيث تبدو أنها القبيلة بِأكملها

أضرموا ناراً كبيرة،
و تجمعوا من حولها يغنون و يرقصون و يقومون ببعض الطقوس الغريبة

تقدم أحدهم نحو الزعيم

نحنُ جاهزون أيها الزعيم جاميكان

صرخ زعيمهم

فالتُجهزوا الأضحية

وضعوا رِباطاً على عيني بحيث لم أعد أستطيع رؤية شيء،
جسدي يرتعش خوفاً و أنا أهمس لنفسي بأن كل هذا سوف ينتهي قريباً،
سمعتُ صوت أنصال السكاكين وهي تُحدد،
بعدها ألم فظيع لا يُحتمل أحسست به على أصابع قدمي،
صرختُ بقوة مُستيقظاً

أتنفس بقوة لدرجة آلمت صدري،
رأيتُها تمسحُ على رأسي و قد إستُبدلت نظراتها القاسية لأُخرى تفيضُ حناناً

أُمي...

عاد الوخز مجدداً على أصابع قدمي بحيثُ أطلقتُ صرخة صغيرة

سألني ذو المعطف الأبيض

هل تشعرُ بذلك؟

أومأتُ له موافقاً

إذاً مُباركٌ لك، لقد نجحت العملية، و سوف تستطيعُ قريباً الإحساس بكامل قدميك

تنفستُ الصعداء، و لم أستطع كبح دموع فرحتي في أحضان والدتي

أنا آسفة بُني،
لقد كُنت خائفة من أن أعطيك أملاً مزيفاً،
و أن يخيب ضنك و تتحطم بعدها،
لكن مُجازفتك كانت بمحلها

فُتح باب الغرفة بقوة و قد كان خلفه ممرض يلهث بشدة

أيها الطبيب عليك أن تأتي،
المريضة بارك روز... إستفاقت من غيبوبتها

~تمت~

خلف قضبان التوهم Where stories live. Discover now