الاول

34K 352 26
                                    

الفصل الاول
       الحق الاول.......... التعليم 
   ابسط حقوق المرأة.... او بمعني اصح حقوق الطفل ان يكمل دراسته
كما ينبغي ويجدر بالاهل مساعدته.... التعليم ليس فخراً شخصياً ولكنه
يرفع من شأن العائلة ككل.......
في قرية صغيرة من ريف مصر النابض بالحيوية وبالتحديد في قرية صغيرة من محافظة
المنيا عروس الصعيد.....
نري فتاة تجري وسط الحقول لتسرع الي منزلها واخبار والدتها
بظهور نتيجتها ونجاحها بتفوق في الصف الثاني الاعدادي...
كانت ترتدي ثياب ريفية معتادة وتضع شالا مزركشا بالكثير من
الورود تغطي به شعرها الثائر وجزءا من وجهها حتي لا يراها أحد
اخوتها وهي تجري فيغضب منها ويعاقبها... وهذا اخر ما تريده
ففي المرة الاخيرة اصر اخيها الاكبر علي حرمانها من استكمال دراستها
لولا توسلات والدتها حتي امر والدها ان تكمل دراستها حتي يأتيها خاطبا
قادراً على تحمل تكاليفها.. لهذا السبب حاولت بقدر الامكان الا تلفت الانظار
اليها وبهذا تستطيع استكمال دراستها كما ينبغي 
تصل إلى منزلها فهي من عائلة ثرية كما ان اخوتها الاثنين حاصلين علي شهادات عليا
من جامعات مختلفة ولكن ييقي الفكر ثابت حول المرأة في الريف..... ليس الريف ككل
ولكن اغلب القري من محافظات مصر المختلفة لها نفس طريقة التفكير حول المرأة وانها
ستتزوج  لا محالة وبهذا لا حاجة لها لكي تتعلم فهي لن تعمل بالنهاية
تدخل منزلها الذي يبدو من اثاثه العتيق علي علو قيمة قاطنيه حتي فتنادي علي والدتها
بلكنتها التي بها لهجة صعيدية
حياه: ياااااا ماما يا مااااااامااااا
تخرج سيدة من المطبخ تبدو من هيئتها انها طيبة وحنونة بملامحها الهادئة وصوتها الهادئ
الرخيم كما ان من يراها يعطيها عمرا لا يتجاوز منتصف الثلاثينيات ولكنها في الحقيقة
اكبر من ذلك بسبع اعوام فهي في الثانية والأربعين  فهي كالعادة تزوجت في سن صغيرة
كعادة اهل الريف والقري وبالاخص الصعيد
زينب: ايوة يا حبيبة ماما.... ها عملتي ايه بقي في النتيجة
حياه وهي تبعد الشال عن وجهها ورأسها لنري ملامحها الشرقية بعينيها شديدة السواد 
كظلمة ليلة شتوية ماطرة تزينها اهداب كثيفة وينزل من ورائها شعرها الاسود كسلاسل من
الفحم حتي يصل لنهاية خصرها وشفاهها الوردية المكتنزة قليلاً والتي يزينها من فوقها
انفها الصغير  وبشرتها التي اكتسبت من حرارة الشمس لونا اغمق قليلا لتصبح (قمحية اللون)
يزيها طابع الحسن في ذقنها والذي يظهر واضحاً عندما تبتسم
حياه بابتسامة مشاكسة: طبعاً طبعا نجحت انتي عندك شك في
قدرات بنتك ولا ايه يا حاجة زينب
زينب بابتسامة: لااا يا حبيبة امك.. انا طبعا واثقة فيكي
قاطعهم دخول اخوتها... الاكبر  عزام وهو في السابع والعشرين من عمره يمتلك من الملامح  الحادة ما
يجعل الناس تخافه وتخشي قربه من اعينه شديدة السواد وبنيته الضخمة كما انه متزوج ولديه من الاطفال
ثلاث اولاد واخيها الاخر قاسم وهو المحبب لديها فهي تخشي عزام وبشدة وترفض  التواجد معه في اي مكان
اما عن قاسم فهو هادئ الملامح  واعينه بنية اللون  كالقهوة  وبنيته رياضية  في الخامسة والعشرين من عمره
متزوج من ابنه عمه ولديه  طفلتين
ليقتربا منها فيتحدث قاسم اولا: هااا يا حياه عملتي ايه مع اني واثق فيكي اصلا وعارفك
حياه بابتسامة هادئة: كالعادة طبعا الاولي  ع المدرسة
عزام بلهجة غاضبة قليلا: انا مش عارف ايه. فايدة التعليم دا ما البنت في الاول وفي الاخر ملهاش الا بيت جوزها
قاسم بهدوءه المعتاد: بس بردو التعليم مهم في الحياة علي الاقل عشان تبقي غالية في عين جوزها
عزام: وهو التعليم اللي هيرفعها في عين جوزها... لا طبعاً  مهرها الغالي هو اللي هيخليه يفكر الف مرة قبل ما يزعلها
حياه: بس دي كدة بيعة يا اخويا مش جوازه
عزام بنظرة غاضبة: انت ازاي تتكلمي معايا كدة
زينب متدخلة في الحوار الذي اشتد بين الاخوة: حياه اطلعي اوضتك يلا .......
لتصعد حياه الي غرفتها وهي  حانقة للغاية من تفكير اخيها المتخلف كما تري منه بالرغم من تعليمه الجامعي
الا انه يختلف تماما عن قاسم
وينقضي باقي اليوم حتي حل المساء وتجمعت العائلة كلها علي العشاء
علي طاولة الطعام يجلس والدها مهران في المقدمة وبجواره تجلس زوجته وبجانبها حياه
واخيها قاسم وزوجته  مني وهي هادئة الطباع كزوجها تماما كما ان حياه تحبها كثيراً وتعتبرها مثل اختها
الكبري وبناتها الاثنتين (رحمة وعلياء)  وفي الجهة المقابلة يجلس عزام وزوجته عبير التي تمقتها حياه
لانها كثيرا ما تتباهي بانجابها للاولاد لتقوم باغاظة مني دوماً  وتتباهي بقوة شخصية زوجها
كما انها لا تفوت فرصة لعمل مشكلة بين عزام واخوته وبجوارها اولادهم 
الثلاثة خالد وفريد وياسمين
يبدأ الاب بالتحدث الي ولديه: مين فيكم اللي هيسافر مصر المرة دي يخلص الشغل
قاسم: انا يابوي اللي هسافر المرة دي
مهران: طيب يا ولدي تروح وتيجي بالسلامة
قاسم: تسلم يابوي
عزام: عايزك تروح لشركة البحيري تشوف اخبار الشغل وتاخد. منهم الشيك بتاع
الطلبية اللي سلمناها وكمان تشوف التجار
قاسم: حاضر ياخوي
عزام: تحضر دايماً ياخوي ويرجعك لينا بالسلامه
لينتهي الطعام علي هذا المنوال ليصعد بعدها كل الي غرفته دون اضافة المزيد من الاحاديث فهذة هي العادة
لدي العائلة ان لم يكن الحديث ذو اهمية او بمعني اصح يخص العمل فلا قيمة للحديث
........
في تفاعل هنزلها كاملة
فوت+كومنت 20

ليس ذنبي ان خلقت فتاه (مكتملة) Where stories live. Discover now