{ الفصل الثالث عشر-ساعةُ الصِفرِ }

7.6K 777 1K
                                    

الثاني عَشر من اكتوبر - 8:30 مساءا :

كانت كارا تقفُ امام مرآةَ غُرفتها بملامحٍ خاليةٍ من اي تعبير، ساكنة بهدوءٍ سامحةً لتلك السيدة ذات العمر المتوسط بترتيب ثيابها العسكرية الرمادية لتفرد شعرها الاشقر الطويل بتسريحةٍ بسيطة جمعت بعضاً من خصلات شعرها الامامية الى الخلف بربطهما بطريقة ناعمة وتركت باقي شعرها حُراً.

كانت تائهةً بعالمٍ مُظلم فلم تعد تشعر بصفاءِ الهواءِ حولها، حتى باتت تشعر بالاختناق الشديد. نبضاتُ قلبها المرتعشة من جونغكوك كانت لحناً موسيقيا يفضحُ خوفها من خسارتها في هذه المعركة التي انتظرها الاخيار منذُ امدٍ بعيد، لم تراه حتى الان واخذت ترتجفُ منه، ماذا لو قابلته في ساحة المعركة؟ ماذا لو اخذ محاولاً إثارةَ اعصابها والاستهزاء بما تفعل؟ ماذا لو فشلت في قيادةِ هذا الجيش! ماذا لو قُتِلَ جونغ ان؟! جيمين؟! سيونغ هيون او اي شخصٍ اخر؟! 

ستدخل تلك الساحة معتمدةً على مخيلتها الواسعة ككاتبة لا أكثر! حاولت اقناع نفسها بأنها الان تعيش رواية ملحميةً وهي بطلتها؛ لذا فقيادةُ الجيش والخروج من الحرب فائزة سيعتمدُ على كونها كاتبة ماهرة ذات خيالٍ واسعٍ ومعرفةً جباره! ماذا عن ايمانها بالرب؟ هل سيساعدها ذلك ايضا؟ هل سيجعل الرب الفوز من نصيبها؟ ام سيجعلها شهيدةً في سبيلِ هذه القضية؟ 

سُحبت من دوامةِ افكارها المُعتمةَ تلك بسبب صوتٍ مُريحٍ لمسامعها، تمنت بالفعل ان يأتي إليها ليحدثها قليلا فقد باتت تستمدُ القوةَ منه..

" لا تخافي، سيكون كل شيء على ما يرام "
بهمسٍ قريب من اذنها اليمنى همس جونغهيون برقةٍ راسماً على شفتيه ابتسامة ناعمة بعدما اخذ الدرع الفولاذي من تلك السيدة ليسمح لها بالخروج وتركه وحده مع محبوبته الصغيرة

" انا.. انا لستُ شجاعةً بما فيه الكفاية لقيادة الجيش.. ارجوك! افعل ذلك انت! لا أريدُ أن...!! "
قالت ذلك بتوترٍ حتى تغيرت نبرتها للتوسل قبل ان يقاطعها  

" لو لم تكوني شجاعةً عزيزتي، لما نزلتِ سابقا تبحثين عن جونغ ان عند اختفاءه في منزلكِ قبل ان تأتي الى هنا بصحبة الحُراس "
قال بعدما رفع ناظره الى المرآة ليسمح لعينيه العسليتين بالنظر الى عينيها مُحاولا زرع بعض الثقةِ فيها بأبتسامة اكثر اتساعا

سادت لحظاتٌ من الصمتِ بينهما حيث اخذ هو يُهيء دِرعها الفولاذي ليُلبسها إياه، بينما كارا كانت تتأمل هدوءه العميق، كيف له ان يكون هادئا لهذهِ الدرجة؟ ألا يعلم أن لكل حربٍ خسائر! ماذا لو خسر فريقهم شخصاً مُهِماً؟ هل هو على علمٍ بنتائج الحرب؟

ارتعش جسدها بعدما سمعت رده الذي كان يحمل اجابته على اسئلتها وجحظت عينيها مُستمتعةً الى كلماته.. 

ابن الشيطان || نبضWhere stories live. Discover now