فصل 1

15.3K 284 1
                                    


صرخت فريدة بكل قوتها صرخة هزت كل القصر....
انتفض سيف الراقد بجانبها وأمسك بها يهدهدها وصرخاتها تعلو تدريجيا ....
سيف بقلق: اهدي يا فريدة...!
طرق الباب يوسف فسمح له والده بالدخول...
يوسف بخوف:في ايه ....ماما بتصرخ ليه ...؟؟
سيف:مش عارف ..ومش قادر اهديها ...!
يوسف: ماما.... اهدي ...في ايه ..!
فريدة بهستريا :إياس ...انا عايزة ٱياس ..
وأخذت تصرخ: أنا عايزة إياس...!
اتصل يوسف بالطبيب ليطمئن عليه فأخبره الطبيب بأنه بخير ولكنه مازال في غيبوبته ..
التفت يوسف لفريدة: هو كويس... الحمدلله اطمني ..!
فريدة ببكاء:لا انا عايزة اشوفه قدامي...!
سيف: مش يوسف طمنك ...ايه بقا ...؟
دخلت بيريهان قائلة:إيه خير ..؟!
يوسف:مش انتي كنتي مع إياس في المستشفي...!
بيريهان: أيوة انا لسه جاية من عنده انطمنت عليه وجيت.. ..!
يوسف :شوفتي ...اهي بيري طمنتك ...!
فريدة بعناد:لا يعني... انا عايزة اشوفه قدامي.. عايزة اخده في حضني ...!
سيف بنفاذ صبر:طب قومي غيري هدومك ...!
نهضت فريدة من مكانها وخرج يوسف يطمأن علي ابنه الذي سكت بصعوبة بعد سماعه لصراخ جدته ...
##$##
وصل سيف وفريدة الي المشفي اتجهت فريدة الي غرفة ابنها في حين ذهب سيف لغرفة الطبيب لكي يعرف حالة ابنه لعل وعسى يطمئن زوجته...
سيف:معلش بقا ازعجناك من اول الصبح ..!
الطبيب: ولايهمك يا سيف بيه ده شغلي ...
سيف:هو إياس أخباره إيه ..؟!
الطبيب:مش هخبي علي حضرتك بس هو للأسف لسه في غيبوبته ...وده بيعتمد علي حالة المريض النفسية ..
صافحه سيف قائلا:شكرا جدا ...عن إذنك...!
-اتفضل يافندم... !
في غرفة ٱياس...
دخلت فريدة الغرفة بقلب يكاد ينخلع من الخوف ...
كابوسها وهي تراه في ظلام دامس لا يعرف طريق الخروج وهي تنادي عليه ولا يعطيها استجابة... كابوس لا تستطيع تحمله ...تصرخ بعلو صوتها عسي ان تتأكد من خروجه ....صوتها لم يخرج في الحلم ...وهي تراه يخر صريعا ....
اقتربت منه لتجلس علي الفراش.... حملت رأسه برفق ووضعتها علي قدميها تحتضنها ....عساه يشعر بها ويعود اليها ....لم تتحمل رؤيته ودموعها أبت أن تظل حبيسة فنزلت تفرغ شحنتها المكبوتة ....
مسحت علي رأسه قائلة بدموع:إياس.... قوم يا حبيبي... لو بتحب مامتك.... قوم يلا....
سيطرت علي شهقاتها لتكمل:عشان خاطري قوم.... إياس مش قادرة أشوفك كده ...مش أنت دايما كنت تقول....كنت تقول إنك هتفضل دايما جمبي ...
بكت بقوة كما لم تبكي من قبل حتي فراق يوسف لم تكن كذلك ....ابنها....وليدها ....يموت أمامها ولا تستطيع فعل شئ له....
مسدت علي شعره بحنو ودموعها تتساقط علي وجهه ....
أتي سيف إليها وجد حالتها مزرية.... تحتضن ابنها ودموعها تهطل كالمطر علي وجهه.... وتكتم شهقاتها بيدها
اقترب منها وأبعد رأسه ليعيدها لوضعيتها الأولي ..وأمسك بيدها ينهضها وخرج بها دون صوت ...
احتضنها بقوة فأطلقت لشهقاتها العنان ...فخرجت كالصراخ تكتمه في حضن زوجها ....وليدها سيضيع ..لن يعود ....
تركها سيف لتخرج ما بداخلها عسي أن يرتاح قلبها ...ولكن هيهات ....قلب أم يشعر بابنها ان يرتاح وابنها يتألم....
****
سقطت في وادٍ ملئ بالقلوب السوداء ...أصبحت مجرد سراب... مرت ريح قريبة من هنا والتقطته ...ابتعدت عنه ..حاول الإمساك بها فاختفت... تاركة إياه يلفه الظلام من حوله ... أغمض عيونه بقوة يجمع شتات نفسه ... ولكنه لم يجدها ..دار بعينيه يمسح المكان ولكن لا أحد ...بحث حتي تعب ...ولكنها لم تأتي ...
" إبان أنا وأنتي بقينا واحد يعني اللي هيحصلك هيكون حاصلي أنا قبلك "..
وقد تحققت المعادلة والمقولة عادلة" روحان تفرقا فلم يعد هناك شئ اسمه حياة "..
أنبأ الجهاز الموصل بقلبه توقف الحالة ..
فوضي عمت كل أنحاء المشفي كل الأطباء تجمعوا في غرفة واحدة ...كلٌ يعمل من أجل قلب أم انفطر علي وليدها ولم تتحمل ما جري فسقطت في اللاوعي...
خرج الطبيب بعد مدة فجري الجميع اليه :ابني ماله ...؟!
الطبيب:الحمدلله رجعنا النبض تاني ....لكن للأسف هو دخل في غيبوبة ...
فحصها الطبيب وبعدها طلب سيف عربة اسعاف لينقلها للقصر ويبعدها عن هنا ....فيما طلب من يوسف المكوث بجانب أخاه ...
###$###
في منزل الشافعي ...
أنهي الطبيب فحصه علي مني ثم خرج ..
دثرتها بتول جيدا بالغطاء وخرجت خلفهم ...
مصطفى: طمني يا دكتور ....هي عاملة إيه ..؟؟
الطبيب: مش هخبي عليك المريضة اتعرضت لصدمة عصبية كبيرة ...ممكن يكون أثر سلبي عليها...زي مثلا متقدرش تتكلم ..أو إنها تفضل نايمة... بس مش غيبوبة ..
بتول بدموع :وهي هتفضل كده لحد امتي ..؟؟
-والله ده يتوقف عليكم انتوا لو قدرتوا تخرجوها وتخلوها تغير جو ...أعتقد ده هيكون أحسن ليها ...!
حازم:إن شاء الله.... شكرا يا دكتور ..
أوصل حازم الطبيب الي باب المنزل وعاد إليهم ..
حازم:طب دلوقتي هنعمل إيه... ماما مش هتوافق إنها تسافر ...؟!
مصطفى: مش عارف ...لما تفوق يبقي لينا كلام ...
دخلت بتول لغرفة والدتها واقتربت من الفراش أمسكت يد أمها تتوسلها بدموعها قائلة:عشان خاطري يا ماما قومي بقا ....متسبينيش أنتي كمان ...قومي بقا ...
زادت دموعها وهي تقول:ماما....أنا حاسة بوجع كبير اوي ..متحرمنيش من حضنك ....عشان أعرف اديه لاولادي....
لا تزال غير مصدقة لموت أختها ....رفيقتها ...حبييتها ..ماتت لن تأتي مرة أخرى ...من إذا سيكون بجوارها ..من سيؤنبها علي شجارها مع زوجها ....من ستغضب منها وإذا ملت منها انقلبت لحرب الوسائد....
دخل مصطفى بعد رحيل حازم ليطمئن علي ياسمين التي لم تعقب ساكنا منذ أن سمعت الخبر ...وجدها علي حالتها تلك ...تنهد بحزن فكما يقولون المصائب لا تأتي فرادى.... بل مجتمعة لكسر ظهر الانسان.....
اقترب منها ليسحبها لأحضانه.... ممنيا نفسه قبلها بأن تكون الأمور علي ما يرام ....
بكت في أحضانه بقوة وجسدها يرتجف وشهقاتها تعلو...
مسد علي رأسه وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله... حرام عليكي يا بنتي ....هلاقيها منين ولا منين.... قومي اغسلي وشك وشوفي ابنك ...
بتول ببكاء:أنا مش مصدقة اللي حصل ده ...مش قادرة أستوعب ده ....؟!
مصطفى: الموت علينا حق... ربنا ادانا أمانة وخدها مننا ..
بتول:بس الفراق صعب... صعب أوي ...مش قادرة أتحمله.
مصطفى: مسير الأيام تنسي ...والحياة هتستمر...
بتول:بابا ...عشان خاطري خليك جمبي ...اوعي تسيبني..
مصطفى: وهو انا بقا حيلتي غيرك دلوقتي.... ربنا يصبرني....!!
نهضت بتول متجهة ناحية الحمام... فيما اقترب مصطفى من فراش زوجته ونظر إليها بحزن داعيا الله بأن تكون الأمور علي خير ...والله يصبره علي فقدان ابنته وحبيبته ...
لا أحد يشعر ما يشعر به الآن... فهو لم يفقد فقط ابنته ...بل كانت رفيقته... دائما ما كان يتحدث معها وعنها ...ابنته التي لم تفرح بعد بعرسها ولم تزف بعد لحبيبها ...التي كانت الدنيا تقف لهم بالمرصاد....تنهد بحزن والتفت ليخرج....
###$##
في منزل حازم ...
دخل حازم غرفة ياسمين وجدها تتطلع للسقف بشرود وبجانبها جلست ابنته ...
أنزل الصغيرة من عاي الفراش وطلب منها الخروج واللعب خارجا.... انصاعت الصغيرة له وخرجت...
اقترب هو من الفراش ومسد علي شعره بحنو قائلا:ياسمين ...قومي بقا يا حبيبتي ....
انهمرت دموعها بصمت فهي لم تصدق أنها فقدت أختها ...صديقتها التي كانت منبع أسرارها وحلولها دائما تجدها معها وعندها هي فقط تجد الراحة بعد مشوار طويل تقضيه لتعود لها .. ..
ياسمين بدموع:ماتت ...ماتت يا حازم...!
دمعت عينيه قائلا: كلنا لها ...ربنا يصبرنا...
ياسمين:هي ماتت كده يعني مش هشوفها تاني... يعني مش هنتخانق انا وهي ونشوف مين فشاره احلي من التاني ....يعني هي خلاص مش هتضربني لما اغلط وتجري ....يعني هي راحت...
حازم: إن لله وإنا إليه راجعون ...ده عمرها ...
بكت ياسمين: يارب ...يارب ارحمها...
حازم: قومي... قومي عشان ماما كمان تعبت ...خليكي مع بتول ....
نهضت ياسمين هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين.. فقد كان يوسف الذي منذ وصوله الخبر وهو يتصل بها يطمئن عليها وهي لا تجيب.... وهو لا يستطيع ترك أخاه....
مسحت دموعها وردت :ألو...
يوسف بقلق:ياسمين.... كل ده عشان تردي ...!؟
ياسمين: انا كويسة يا يوسف ...متقلقش. !
يوسف: يعني انتي كويسة وقومتي ...ده حازم قلقني وانا مقدرتش اجي واسيب ٱياس ...
ياسمين: لا انا كويسة متقلقش ...هكلمك تاني ...
يوسف:ماشي ...بس طمنيني ..
ياسمين:حاضر.... سلام....
-مع السلامة....
أغلقت الهاتف مع يوسف والتفتت لحازم قائلة:هو إياس عامل إيه. . ؟!
حازم:إياس لسه في الغيبوبة.....ربنا يشفيه ويصبرنا ..
ياسمين بدموع:اللهم آمين. ...
حازم:قومي يلا. ..وانزلي عشان تقعدي مع بتول ...
ياسمين :حاضر.....!
نهضت ياسمين واغتسلت ثم نزلت لتساعد بتول وتقف بجوارها ....داعية الله بأن يصبرهم جميعا ....
###$###
في شركة السيوفي ...
جلس شريف بمواجهة محاميه قائلا:والقضية ناوية تخلص امتي ....!؟
المحامي:والله يا باشا ....شغلك فادنا كتير ...لكن ظهور جثة البنت ده عمل مشاكل برضو ...
شريف:الله مش انت قولت انها هتخلص بنهاية البنت ..
المحامي: عشان كده هيبقي سين وجيم وانت اللي في وش. ...لان القضية كانت ضدك ودلوقتي الاتهام هيبقي ليك مشتبه فيه انك القاتل ....!
ضحك شريف بقوة قائلا:مهو انا القاتل فعلا....المهم القضية دي تخلص الأسبوع ده فاهم....؟
المحامي :تحت أمرك ياباشا ...
خرج المحامي فيما دخلت سكرتيرته ذات الملابس الفاضحة ...
مايا: شريف بيه أنا كده خلصت شغلي .!!
شريف:أيوة بس لسه مستني لينا ...!
مايا: لينا اتصلت بيا ومش هتيجي .!!
شريف:طب اسبقيني أنتي وأنا وراي مشوار أخلصه وأجيلك.....!
مايا: أوك ...وقبلته علي وجنته قائلة:باي بيبي ...،
التفت بكرسيه ينظر من النافذة بشرود فعقله في آخر مكان .....
##$##
في المشفي...
دخل يوسف غرفة أخيه وألقي ٱليه نظرة مشفقة حزينة علي ما وصل الأمر به ...اقترب من السرير وسحب كرسيا وجلس عليه....
تنهد يوسف قائلا بصوت مختنق:تعرف انا مكنتش أتصور أبدا إني ممكن أعيش دلوقتي ...طول مانا كنت عايش لوحدي كنت خايف أصحي علي خبر موت حد فيكم ...كنت عايش مرعوب ...كنت طول الوقت مرعوب ...رغم إني مكنتش بقابل فريدة كويس إلا إني كنت ببقي أموت من الفرح ....الحاجة الوحيدة اللي كنت بحسدك عليها هي وجودك جمب فريدة ...ابتسم بسخرية وعيناها بدأت تدمع قائلا:كنت دايما تحسدني وأنا صغير علي 7 سنين قضتهم في حضن فريدة ما بالك أنت بقا ب22 سنة ...أكتر حاجة فرحتني هو انت لما جيت وبقيت صاحبي كنت حاسس بإن بقا ليا ضهر أتحامي فيه ...اوعى تتخيل في يوم إني هسمحلك تبعد عني إياس قوم ...بدات دموعه بالهطول ليكمل:عارف لو حصلك حاجة ....مش هسامحك يا إياس فاهم ....
قبض علي يده بقوة لعل أمنيته تصل إليه ويستيقظ ...
صداقتهما كانت من نوع آخر ...صداقة أخوية .....
خرج من الغرفة ذاهبا ليأخذ كوب قهوة عله يساعده في التغلب علي الصداع الذي يداهمه من قلة النوم....  

رغم التحديات (قلبي لك ج3) للكاتبه أميرة صلاحOnde histórias criam vida. Descubra agora