5

9.1K 235 4
                                    

جلس هاشم مقابل أمجد يحكي له تفاصيل ما جمعوا عن شريف .. ولكن كان هو الأسرع حيث تخلص من كل الأدلة التي كانت تدينه ...
هتف أمجد بغضب وهو يلقي بالقلم : وبعدين بقالنا ..أربع شهور ولسه مفيش أي حاجة مسكناها عليه !!!
هتف هاشم بهدوء: مانت عارف إنه مش لوحده ..أنا حاسس ان في حد بيسربله معلومات من هنا !!!
هتف أمجد بسخرية: أنا ولا أنت ولا عادل ..مهو مفيش حد يعرف الموضوع ده غيرنا .!!!
حك مؤخرة رأسه بحرج: مش قصدي حاجة والله..بس أصلها حاجة تجنن 6 شهور من وقت ما راقبته مفيش عليه شبهة واحدة!!!.
-هي القضية خلاص اتقفلت !!!؟
- ايوة ..خصوصا بعد موت الشاهدة وإياس اللي رافض يتكلم مع أي حد !!!!
تنهد أمجد بحزن وهو يقول: ولا هيتكلم ... المهم دلوقتي عملت ايه في اللي طلبته منك!!؟؟
هتف هاشم بضيق : والله...مفيش أي حاجة ..كل الأماكن اللي بيروحها معروفة ...ده حتي بطل يروح البيت بعد خناقته مع أخته وباباه اللي طرده!!!
-وأخته؟!!
ضحك هاشم وهو يقول بخجل: لا دي بقا عليك... أنا عندي مراقبة من البيت ..والصراحة ابني مش حمل بهدلة!!
ابتسم له متفهما وتركه بعدها وخرج ورأسه يكاد ينفجر من كثرة التفكير ...!!
________________
جلس إياس بغرفته ومقابله جلست سايا التي لم تتركه منذ أن عاد للمنزل سوا أيام امتحاناتها...
اقتربت منه سايا لتكتب شئ علي جبس يده.... ثم ابتعدت..."بحبك يا خالو "...
سايا:عارف يا خالو . ..لما قالوا إنك في المستشفي أنا قعدت أعيط كتير أوي. ...بس بعدين قولت إنك محتاج ترتاح فسيبتك ترتاح مني ....بقا عشان لما ترجع أقعد أرسمك براحتي.......
أشار إياس ناحيتها لتقترب ثم قبلها واحتضنها بذراعه السليمة..... فالتمعت عيونها بلمعة الفرح......
سايا:أيوة بقا ....أنا كنت عارفة إنك مش هتقدر تعيش من غيري .....!
لم يستطع منع ابتسامته من الظهور وهو يحتضنها بقوة ..
دخل أدم مع ندي وكل منهما يحمل قطعة من الشيكولاتة...
أدم: Eyas ....Come with me to play together
)إياس ...تعالي معي لنلعب سويا )...
نظرت نحوه الصغيرة بعدم فهم فقربها منها وأشار لسايا بأن تخبرها ما قاله ذاك الصغير الأجنبي.....
سايا: عايز يلعب مع خالو ...
ندي :وأنا اعب ...(وانا العب)....
مد يداهما بالحلوي خاصتهما ليعطياها لإياس...
التقطهما إياس منهما ....وأمسك بهما ليقسمهما بالعدل.... ثم أعطياها لهما.....
صعدت الصغيرة للفراش واقتربت من إياس وقبلته وهي تقول:قول ندي.....أنا ندي.....
ابتسم إياس وقبلها وحاول أنزالها من عليه لكنها أبت وتمسكت به بقوة أكبر وهي تصر قائلة:لا قول ندي....
قلدها الصغير قائلا:قول أدم .....أنا أدم ....
زم شفتيه في انزعاج تام وهو يري الحاح الصغيران واصرارهما علي التلفظ بأسمائهما....
إياس: ا...ا....إبان...
______________________________________
في الأسفل....
جلست بيريهان مع والداها لشرح الحالة التي يمر بها إياس.
بيريهان: هو ده كل حاجة ...فكده لازم يغير جو... حاولوا تقنعوه بأنه يسافر لأي مكان ..
فريدة:وهو أنا كنت ساكتة يعني ...دانا من أول ما جه وأنا بحاول أخليه ينطق ولا أي حاجة....
يوسف: إذا كان علي النطق فكله تمام.... وأنا أعرف مين اللي هيخليه يوافق....
سيف: ازاي دي بقا ....؟!!!
يوسف: ازاي دي بقا خليها عليا....!
سيف:يوسف مش عايز أخوك يتعقد أكتر ...
يوسف:مش ماما راحت لطنط مني وكله تمام... خلاص يسيبوا الباقي عليا....
أتت مي ببطنها الممتلئة قليلا وجلست بجوار يوسف بتعب ...وظهر جليا علي صوت تنفسها العالي ...
ضحك يوسف قائلا:بطتي المليانة جات....
ضرته بخفة وهي تقول بغيظ: مين البطة دي ...دي خطيبتك أتخن مني ....!
شرد يوسف قليلا ثم تصنع المرح: بقا عود الكبريت تخينة..
مي:طب بذمتك مين اللي أحلي ....؟
ضحك يوسف بقوة وربت علي بطنها قائلا:حبيبة خالها دي
مي بغيظ:قولتلك ولد ...مش بنت ...
تصنع الضيق وهو يقول: بس انا عايزها بنت... !
مي :باسم عايزه ولد...!
يوسف بغضب:تعرفي لو جات بنت لانتي اختي ولا أعرفك...
ملامح الجدية علي وجهه جعل قلبها يهوي ارضا رعبا وخوفا ....هي لن تستطيع الاستغناء عنه او حتي مخاصمته ...ليس بعد كل هذا الغياب يعود لمفارقتها مرو اخري ...شردت في ملامحه ولم تشعر بدموعها التي تسير علي وجنتيها ...الا عندما شعرت يد يوسف التي طالما ذاقت حنانها تبعدها عنها ....
يوسف باعتذار: كنت بهزر والله.... انا آسف ...
احتضنته فقط... دائما ما كانت تهرب الي حضنه منه وإليه ..طالما اغتاظت بيريهان رغم صغرها بأن يوسف يعتني بمي ولا مكان بيريهان عنده او في قلبه .... كانت دائما ما تلجأ للبكاء حتي يحمله يوسف ....أحيانا تنام بغرفته لتغيظ مي.... ولكن كان وضع إياس في قلبها مكانا خاصا في المنتصف....تعلم أن بيريهان كانت تحب إياس لانه يلعب معها... كونا صداقة جميلة دامت حتي انهت دراستها في الثانوية قبل ان تسافر لتنهي تعليمها في الخارج مع يوسف.. كما اصرت فريدة علي ذلك ...
وهو لم يخذلها دوما ...لقيت بيريهان ما لم تلقاه مي ..حضن يوسف وأمانه وصداقة إياس .....
في الأعلي...
صرخت ندي وضربت أدم علي اختطافه لحلواها . أمسك إياس بأذنه وهو يقول مؤنبا: مش عيب لما تضرب بنت .. ؟!
دمعت عينا الصغير وهو يقول: هي أخدت بتاآتي (بتاعتي).....I want mine!!
ضحك إياس علي لغته تلك فود ضربه ولكنه حمله قائلا وهو يقلده: هي بنت صغيرة ...( small girl.. .
عبس وجهه وزم شفيته في ضيق طفولي ...فهو لم يدرك بعد كيفية التعامل مع الفتيات...
نزل من علي الفراش والقي نظرة حانقة لإياس قبل ان يغادر الغرفة ....
تبعه إياس وحمله فبكي الصغير في حضنه ....نزل إياس الدرج وانضم ٱليهم ليجلس بجانب فريدة التي ابتسمت بسعادة وهي تري ابنها يداعب الصغير وضحكته تصدر من قلبه ....صرخ الصغير طالبا عون أبيه في التخلص من إياس...حمله والده وأبعده بعيدا عنه ...
تسطح إياس علي قدمي فريدة قبل أن يصرخ بصدمة: إيه ده ...؟!
فريدة:في إيه مالك ...؟
اقترب من مي وأشار لبطنها:إيه ده ...أنا فاكر إني سبتك كده ....
ضحكت مي وهي تقول : عشان تعرف إن غيبتك طولت ....!
ضيق بين حاجبيه بتعجب :يعني انا كنت بموت وحضرتك عايشة مع الأستاذ باسم عادي....!
تدرج وجنتيها حرجا دعاه ليحتضنها ويبعد عنها الاحراج الذي سببه لها قائلا:مبروك يا حبيبتي ...يارب تجيبي ولد..
صرخت مي بعجز:لا كده كتير.... !
نظر نحوها بعدم فهم لسبب صراخها فقالت بيريهان ضاحكة: بس عشان هي من شوية عيطت بسبب الموضوع ده ...
يوسف:لا انا عايز بنت اربيها واجوزها لأدم ...
هتف إياس بعجز :لا انا عايز ولد يخلي سيف يتلم ويقعد جمب امه في البيت ...وكمان سايا تلاقي حاجة ترسمها غيري...
ضحك يوسف قائلا: إن كان كده ماشي... اهم يحلوا عن ابني شوية ....
علت ضحكاتهم جميعا وعاد إياس لحضن فريدة التي التمعت عيونها بسعادة ابنها الذي طال غيابه ..لم تصدق ما فعله معها الأسبوع الماضي وانهياره الذي شهدته لأول مرة ..لم يحدث هذا من قبل ولكن بكائه في حضنها وهو يردد "أنا آسف مكانش قصدي حقك عليا" جعلها تلوم قلبها علي تحمله هكذا ورضت به ليعود بعدها لأحضانها....
وسيف الذي سعادته غير وهو يري لأولاده وهم مجتمعون سويا ....
__________________
في أحدي العمارات متوسطي الحال...
رن جرس المنزل في إحدي شقاتها.....اتجهت لتفتح الباب فصدمت من الطارق.... حاولت غلق الباب في وجهه ولكنه كان أقوي منها وأبعدها عن الباب ليفتحه علي مصرعه....
ضحك قائلا:إيه يا صوفي استقويتي عليا ولا أيه... ؟؟
صرخت به صافي: اطلع برره يا شريف....!!
شريف: وبعدين... هتبلغي البوليس وتنتقمي لصاحبتك..؟! قال كلمته الأخيرة واتبعها بضحكة سخرية دوت في المنزل..
صافي:مش أنا عملت اللي انت عايزه سيبني بقا في حالي.... كفاية أنك قتلتلي عمي وابني اللي مشافش الدنيا وكملت علي صاحبتي.... حرام عليك سيبني بقا..
أتي زوجها من الداخل علي صوت صراخها فوجدها تبكي وتنتحب وشريف أمامها يضحك بقوة.....
محمود بغضب:عايز إيه يا شريف ...؟؟
شريف:جاي أطمن علي بنت عمي...إيه ممنوع... ؟؟
محمود: أيوة ممنوع... و أنت غير مرحب بيك..
شريف بغضب:أنا أجي وقت مانا عايز وبراحتي.... ومتنساش نفسك... ؟!
نهضت صافي وأبعدته بقوة ناحية الباب وهي تصرخ: اطلع برره ....اطلع برره يا شريف....!
شريف:هطلع بس مش هسيبك غير لما أطمن منك...!!
أغلقت الباب بقوة بعد خروجه وجلست علي الأرض معطية ظهرها للباب وهي تنتحب.... جلس بجانبها زوجها واحتضنها لتبكي في حضنه وشهقاتها تعلو....
صافي ببكاء:قتلها وأنا سكت ...أنا مستاهلش حد زيها ولا حتي عمي أنا مستاهلش حاجة خالص...!
محمود: هدي نفسك يا حبيبتي.... ربنا مبيسبش حق حد ..
صافي:تفتكر ربنا خد مني ابني وعاقبني كده ...
محمود: استغفري ربك ...ابنك راح عشان نصيبه ميجيش..افتكري قصة سيدنا موسي مع الخضر لما قتل الولد ...سيدنا موسي مكانش مصدق إنه قتله وقاله "لقد جئت شيئا إمرا"....فسيدنا الخضر قاله إيه "أما الغلام فكان أبواه صالحين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا"......."وما فعلته عن أمري ...ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا "صدق الله العظيم ....
صافي:صدق الله العظيم ....يارب سامحني ...
محمود: يارب....قومي بقا اغسلي وشك ...
نهضت وهي تتذكر مصيبتها التي لم تنساها ولن تفعل..
******
صرخت بوجه ٱبان بأن تهرب قبل ان يلحق شريف بها ويقتلها كما فعل مع عمها .......اقترب شريف منها وجدها علي قيد الحياة ...حاول اللحاق بإبان لكنه وجدها قد غادرت بصحبة إياس. ..
عاد لصافي سمع أنينها وهي تضع يدها علي بطنها ودموعها تنزل بحسرة تنحت وجنتيها. ...
نزل لمستواها ليهمس بفيحيح أفعى: ابنك ولا عمك ..
نزلت دموعها بقهر وهي تشعر بروحها تسلب منها ..
عاجزة عن الرد ...عاجزة عن الحركة.... عاجزة عن الدفاع عن جنينها الذي لم يرى الدنيا بعد....
شريف: ابنك هيروح قبل ما تفرحي بيه .... ولا عمك اللي راح ....
نزلت دموعها بقهر قائلة: ابني....!
نهض من جانبها ونظر إليها بانتصار قائلا: شاطرة ..
دقائق وصعدت عربة الاسعاف تنقلها للمشفي البعيدة كليا.
اتصل شريف بمحمود بعدما اطمئن من ناحية صافي....
دخل شريف إليها وجدها منهارة بعد سماعها لخبر فقدانها لابنها...
جلس علي الكرسي بجانبها قائلا: دلوقتي الصفقة اتغيرت ....عمك راح وابنك كمان ....
أجشهت في البكاء وأكمل متجاهلا : بس لسه في جوزك وأختك شهد ....
جحظت عيناها بغضب ونهضت من مكانها تصرخ في وجهه وتضربه بهستيريا...
دخلت الممرضة علي صوت صراخها.... ابعدوها عنه بصعوبة واعطوها حقنة مهدئ نامت ودموعها تهطل ...لتذهب بعدها للاوعي... .
أتي محمود بعدها بساعة نظرا لبعد المكان...
استقبله شريف علي باب الغرفة قائلا:البقاء لله...
صدمة احتلت كامل جسده ولم يحرك ساكنا وعيناه امتلأت. بالدموع ...
وضع شريف يده علي كتفه مواسيا: ربنا يعوضك ..
نظر اليه بعدم فهم فأكمل شريف:ابنك مات ...
نزلت دموعه بألم فقط البارحة عرفا بخبر حملها والآن ضاع ....
أكمل شريف بحزم: لكن لو مراتك كترت في الكلام هتحصله ....
لم يفهم محمود كل ما قاله وشريف لم يعطي نفسه فرصة للشرح....دخل محمود الغرفة ليري زوجته بوجهها الشاحب متسطحة علي الفراش وهيئتها تدل علي انها كانت تعاني قبل وصوله ...اقترب من الفراش وجلس بجانبها ليحتضن رأسها ودمعاته تلو الأخري هبطت لتستقر علي وجهها ....
استيقظت بنهاية اليوم لتبدأ في الصراخ بحضن زوجها ..بعدها هدأت بعدما ذرفت تقريبا كل دموعها ....قصت عليه كل ما حدث معها ومع إبان ورؤيتها لعمها إسماعيل يقتل أمامها .....ابتلع ريقه ليسطر علي اعصابه فالآن قد فهم تهديد شريف له .....
محمود: وانتي ده اللي هتعمليه...
صافي بصدمة: انت بتقول ايه ...عايزني اسكت علي موت عمي وابني ...
نظر اليها نظرة ذات معني وهو يقول: لا خالص... روحي قدمي بلاغ... بس ساعتها هيكون ضد شريف لانه قتل عمك وابنك وجوزك وشهد اختك ....
احتضنته وهي تبكي وشهقاتها تعلو ...شريف قد حاصرها من جميع الاتجاهات ولن تجد منفذا لها منه ...
بعدها عادت للمنزل الذي يكون في منطقة نائية كما طلب شريف منها ذلك... اخذت زوجها وبقيت عائلتها تحت منظاره ...وعندما علمت بموت إبان من اختها انهارت كل حصونها فشريف قد انهي كل حبيب لديها وبقي القليل ..أغمضت عيناها ... اسكتت لسانها .....وصمت اذنيها فقط تتلمس ضوء امل بصحبة زوجها الذي بقي لها والتي لن تسمح بأن يصيبه أي مكروه ..!!
__________________
خطت بخطوات متثاقلة وقلبها يكاد يخرج من مكانه من شدة الخوف والرعب ..لا تعرف ما ستقوله او كيف تبرر ...لكنها تريد وبشدة أن تراه تطمئن عليها لعل قلبها تهدأ دقاته ولكن كيف ستكون ردة فعله ...لم تصدق ما أخبرته به الممرضة بأنه خرج من مدة وعاد لمنزله ...ابتلعت ريقها وتقدمت في خطواتها ...
ما كادت تخطو نحو باب القصر حتي وجدته أمامها بشحمه ولحمه ..كاد أن يصطدم بها لولا أن رآها فعاد بخطواته للخلف ... ابتلعت ريقها بخوف ...ظلت تحدق بوجهه باشتياق كم تمنت احتضانه او لمس وجهه ..أطرقت رأسها بخوف رغم هدوء ملامحه إلا أنها تعرف أن خلفها بركان غضب لو خرج لالتهمها....
ظلت صامته وهو لم ينبت بحرف كأنه يشعر بها تلملم شتات نفسها لتتكلم أولا... لم تكن تظن أنها ستقابله فجأة كانت لتحضر نفسها وتختار كلماتها في مدة انتظارها له لكن ....
- هتفضلي كده كتير ..
رفعت وجهها إليه يقابله دموعها التي تأبي النزول ..
ابتلعت ريقها وهتفت بتوجس: حمدلله علي السلامة..أنا كنت جاية أشوفك بس ..!
مد يده وهو يقول: طب اتفضلي ..
توجهت خلفه للأريكة الموضوعة في الحديقة وهي مازالت تنتقي كلماتها ...
جلس مقابلها ولم يحد نظريه عنها وكأنها يراقبها أو يستشف ما تفكر به ...
هتفت لينا بقلق : أنت عامل إيه دلوقتي ؟؟!
أومأ برأسه وهو يقول: الحمدلله ...
وأشار ليده الملتفة بالشاش وهو يكمل: بس لسه ايدي زي مانتي شايفة !!
هتفت بحزن : ان شاء الله تكون كويسة وتقدر ترجع زي الاول وأحسن !!!
ابتسم ممتنا وهو يقول: كنت عايز أشكرك علي زيارتك في المستشفي !!!
هتفت بتوتر: كنت بطمن بس ...
قاطعها وهو مازال مبتسما: تشربي إيه ؟؟؟!
هزت رأسها نافية وهي تقول: لا مش عايزة ...كنت بس بطمن عليك!!!
نهضت وهي تقول: آسفة ع الإزعاج...!
هتف بما يشبه الرجاء وهو يقول متجاهلا كلماتها الأخيرة: خليني أشوفك تاني!!!
نظرت نحوه بصدمة وهي لا تصدق ما يتفوه به ..يريد رؤيتي حقاً...
تصنع الحزن وهو يقول: ولا أنتي مش عايزة تشوفيني...
قاطعته بسرعة وهي تقول باندفاع: أنت عارف إني أتمني أشوفك دايما ...لأني بحبك ...
همست كلمتها الأخيرة وهي لا تعرف كيف نطقتها فلقائهما الأخير كان مملوء بغضبه منها...
مد يده لها قائلا: يبقي اتفقنا علي موعد إن شاء الله....
احتضنت كفه بكفها وهي تقول بسعادة: اتفقنا ...
التقطت حقيبتها بعدها وهي تركض فرحة وعيناه تراقب مغادرتها ليغادر هو أيضا يذهب لعمله الذي أجله عندما رآها ...لم يكن يعلم أن وقحة لهذه الدرجة ... كيف تجرأت علي فعلتها بعدما فعله أخيها القاتل ...
زفر بحنق وهو مازال ينذكر كلام امه حول ارتباطه من جديد ..كيف له بأن يرتبط بأخري وقلبه احتلته إبان ..كيف يسمح لنفسه بأن يخونها ويخون حبهما ..تتلالأت عيونه لتسقط واحدة أبت الحبس وانهمرت تخفف عنه وتحتضن وجهه ...  

رغم التحديات (قلبي لك ج3) للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن