الخِطاب الثالث

943 91 9
                                    

الرابعة عصراً منتصف أُغسطس؛ ذروة الصيف و الموجات الحارة المتأججة نهاراً، والنسيم البارد المنعش ليلاً.

زفر بضيق و هو يتخطي حشود الطلبة المُتجمهرة بكل مكان ف اليوم كان أخر يوم لهم بالسنة الدراسية الأخيرة، إستطاع بعد مُدة العبور من بينهم و الخروج من الجامعة.
ذهب إلي الحديقة الصغيرة المجاورة للجامعة، دلف إليها و إختار مكانً يستظل به من شمس أُغسطس اللاذعة. جلس علي مِقعد مُستَظل بشجرة عِملاقة الحجم، كثيرة التفرعات، بها بعض الزهور بنفسجية اللون، إبتسم بشرود؛ البنفسج هو لونها المُفضل.
أزاح حقيبته عن ظهره وضعها بجانبه ثُم أخرج منها دفتره الصغير و قلمه الذي يضعه بداخله و بدأ يكتُب

"عزيزتي سيلين..

اليوم هو أخر يوم لنا بالجامعة، بقدر ما أمقُت هذا المكان؛ لكني كُنت مُضطر للذهاب إليه لأنه المكان الوحيد الذي يُمكنني أن أراكِ به عن قُرب.
سأشتاقُ لكِ حد الجحيم يا سيلين، لا أعلم كيف سأستطيع ألا أراكِ بإستمرار حتي و لو كان عن بُعد. أتمني أن يُحالفني الحظ و أستطيع رؤيتكِ مرة أخري يا جميلتي.
لا تفقدِ الأمل يا سيلين، كونِ قوية يا عزيزتي.

كُل الحُب."

زفر بقوة مُحاولاً إبتلاع الغصّة المُتجمعة في حلقه و مسح بظهر يده الدموع العالِقة بأهدابه ثُم قطع الورقة برفق من الدفتر و ثناها و أخرج من حقيبته ظرفاً قُرمزياً وضع به الخِطاب ثم وضعه هو و الدفتر في حقيبته، أغلق حقيبته ثُم وقف مُغادرً الحديقة.

خرج من الحديقة في طريقه إلي منزِلها، واضع يداه داخل جيوب بنطاله الأسود يُدندن بصوتٍ شبه مسموع إحدي الأغاني التي إعتادت والدته غِنائها له دوماً

"أخبرتيني مُنذ إسبوع "أتُصدق أني لن أبتعد عنك أبداً؟"
إذا إشتقت لي، فقط إبحث عني و ستجدني في مدينة النجوم"

توقف عن الغِناء حينما وصل إلي منزِلها و شاهدها تدلُف إليه. إبتسامة واسعة إرتسمت علي ثغره الصغير، رؤيتها حتي لو من علي بُعد تجلب لقلبه البرئ البهجة و السعادة.

ظل يتلفت يمينً و يسارً حتي يتأكد من عدم وجود أحد في المكان و أخرج الظرف من حقيبته و سريعً ذهب و وضعه داخل صندوق البريد الخاص بها و إنطلق بعدها عائداً لمنزله يُكمل دندنة الأُغنية

"أعلم أني سأكون مرساتكِ
فقط إغلقِ عينيكِ و إشعرِ
سأكون إلي جواركِ في أي وقت تحتاجيني به"

________________________________

حقيقي شكراً من كل قلبي علي كل الكلام الحلو و الدعم الجميل منكم 💜💜

أي إنتقادات حتي الآن؟

دمتم حلوين 💜

Asperger Syndrome || مُتلازمة أسبرجرWhere stories live. Discover now