اللقاء الأول

709 68 40
                                    

  الحادي عشر من أكتوبر، فصل الخريف، العاشرة مساءً
حيث الجفاف و الشحوب الشديد لكل شئ و ذبول و تساقط الكثير من أوراق الأشجار والنباتات؛ مرحلة إنتقالية قاسية لابد منها من لذعة حر الصيف إلي برودة الشتاء.

إرتدت معطفها الشتوي الثقيل و أطفئت أنوار منزلها ثم خرجت منه متجهة إلي منزل السيدة سيلڤيا المجاور لها، طرقت علي الباب و تراجعت خطوات قليلة إلي الخلف، ثوان و فتحت السيدة سيلڤيا الباب بإبتسامة بشوشة واسعة وكانت تفتح الباب علي مصرعه لتفسح لها مكانً لتدلف

"أهلاً يا سيلين، تفضلي يا عزيزتي"

إبتسمت ثم هزت رأسها نفياً و قالت

"شكراً لكي يا فاتنتي هناك أشياء كثيرة يجب علي إنهائها، كنت أود سؤالك عن شيئاً ما"

هزت السيدة سيلڤيا رأسها محثة إياها علي الحديث لتستئنف سيلين بتوتر

"هل تملكي رقم الطبيب الذي أخبرتيني عنه؟"

تهلل وجهها فرحاً وقالت

"بالتأكيد يا صغيرتي، أمهليني دقيقة سأجلبه لكي"

دلفت السيدة للداخل وكانت سيلين تهز ساقيها في توتر و قلق، تنظر حولها تطالع البنايات الشاهقة التي أحجبت منظر البحر عن عيناها، بعد دقائق جائت السيدة سيلڤيا ببطاقة صغيرة أعطتها لها ثم أردفت

"هنا يا صغيرتي مدون عنوان عيادته و رقم التواصل معه، أتمني لكي كل التوفيق"

إبتسمت سيلين ثم قالت

"شكراً لكي يا سيدة سيلڤيا، طابت ليلتك"

"طابت ليلتك يا عزيزتي"

تمتمت و أغلقت الباب بهدوء، إتجهت سيلين إلي بيتها و دلفت للداخل، أضائت الأنوار ثم إتجهت إلي غرفتها المبعثرة بالرسومات والاوراق و الألوان، خلعت المعطف ثم جلست علي فراشها ممسكة بالبطاقة الصغيرة بين يدها، إلتقطت هاتفها و دونت الرقم و بيد مرتعشة ضغطت علي زر الإتصال، كانت تهز ساقيها في توتر حتي آتاها صوت أنثوي من الجهة الآخري

"مرحباً تلك عيادة الطبيب أنس مالك، كيف أستطيع مساعدتك؟"

زفرت الهواء بقوة ثم قالت

"هل يمكنني حجز جلسة في أقرب وقت من فضلك؟"

أردفت الفتاة من الجهة الآخري بنبرة مطمئنة
"بالطبع يا أنستي، ما أسمك؟"

"سيلين إيهاب"

"حسناً يا أنسة سيلين فقط أمهليني بعض الدقائق و سأعود لك"

"حسناً"
تمتمت و إلتقطت قلمها الأزرق الملقي علي الفراش و ظلت يدها تتجول بحرية و إنسيابية علي الورقة البيضاء الماكثة أمامها، في غضون دقائق كانت الورقة الفارغة إمتلئت برسمة ل فتاة صغيرة مبتسمة و ترفع يداها ف الهواء، إغرورقت عيناها بالدموع و تساقطت علي الورقة و أفسدت القليل منها قطع ذلك الصمت صوت الفتاة من الجهة الآخري

Asperger Syndrome || مُتلازمة أسبرجرWhere stories live. Discover now