ماضي بيتر

824 79 20
                                    


أظلمت السماء وتساقطت الأمطار بغزارة، وبين كل ثانية وأخرى يدوي هزيم الرعد في الأرجاء مسبباً رعباً لا حدود له.

هكذا كانت مدينة نيويورك في ذلك اليوم، خلت الشوارع من المارة بينما إزدحمت الطرقات بالسيارات المتوقفة نتيجة للإزدحام، وفي تلك الأثناء كان هنالك أمر يحدث في مكان ليس ببعيد...

دخل بيتر إلى مرآب ذلك المبنى، المكان مظلم ورطب وهادئ إلى حد غريب، أول فكرة دارت في رأسه أن عليه أن لا يتهور ويدخل وحده إلى مكان ضيق مظلم غريب، فهذا أحد النماذج التي تم تحذيرهم منها خلال دراستهم لفنون قتال الشوارع.

خاصة وكونه قد ابتل بسبب المطر وفقد قواه، تلك الشحنة التي قتل بها الرجل آخر ما خرج منه وحالياً هو كأي فرد عادي بدون مميزات. لكنه ليس ممن يهربون من قتال بسبب أمر كهذا.

تقدم بيتر إلى الداخل بخطوات ثابتة وهادئة واضعاً يديه في جيبي بنطاله، الظلام دامس ومع كل خطوة يخطوها كانت أصوات الضجة في الخارج تبتعد شيئاً فشيئًا...

أكان المكان كبيراً إلى هذا الحد؟ هكذا فكر وهو يضيق عينيه محاولًا تشفي ما يوجد من حوله.

فجأة شعر بشيء ما يتحرك فتوقف عن المسير، قد يكون لا يرى لكنه يحس ويسمع، الآن هو محاصر من العديد من الأشخاص، أصوات تنفسهم تخترق سمعه.

تنهد... لابد أن الأمر سيكون متعباً!

ومن العدم أشعلت أربعة شعلات في  زوايا المكان فبدا له جلياً الموقف الذي وضع نفسه فيه، قرابة الخمسين رجلاً من رجال العصابات يحاصرونه وجميعهم يحملون عصياً وهراوات وسكاكين بمختلف الأحجام.

تلك الإبتسامة الخبيثة والتي تعني: لقد أوقعنا بك، تملأ وجوههم.

لم يبد على بيتر الخوف أو التوتر بل ظل هادئاً يرمقهم ببرود.

ومن بينهم تقدم شاب وحيد، التفت بيتر ناحيته ومن تلك الإبتسامة الواثقة استنتج بيتر أنه زعيمهم. بدا في أواسط العشرينيات شاب طويل قوي البنية ويبدو عليه الذكاء، ذو شعر بني وعينان بنفس اللون.

إبتسم هازئًا وهو يرمق بيتر من أعلى رأسه لأخمص رجليه، قال: إذاً هذا هو من قتل مارك؟

ظهر من خلفه الرجل الآخر والذي كان مع القتيل: نعم... لقد قتله أمام عيني.

أومأ الشاب ثم تقدم مجددًا وقال: لم أظن يوماً أن القدر سيجمعني بأحد منكم بهذه السهولة.

أضاف بهزه من رأسه تجاهه: أنتَ... أخبرني ألستَ أحد الإسبيشل؟

بدا الإندهاش واضحًا على وجه بيتر، كيف لهذا الصعلوك أن يعرف عنهم؟

The Special One.Where stories live. Discover now