الْفَصل السَّادِس

224 19 2
                                    

جَلَسَت مارِي عَلى الطَاوِلة فِي كَافِيتيريَا المَشفَى تتنَاوَل القَهوة قَبلَ الشرُوع لعَمَلِها. فِي الطَاوِلة المُقابِلَة لمَاري كَانَت هُناك عائِلَة تَستَعِد للخرُوج مِن المَشفَى، كَانتِ الفتَاة تَضَحَك لوَالِدها الذِي كان يُبَادِلُها الحدِيث، فِي الأغلَب كَان الحدِيث عَن سَاقِها المَكسُورة. مَلامِح الفتَاة ذَكَّرت مارِي برُوز فِي أوَل سنة مِن درَاستِهما، و حَقِيبة الظَهرِ التَي كَانت تَحمِلُها الفتَاة ذكَّرَتها أيضًا بحَقِيبة لرُوز.

دَلَفَت مَارِي غُرفَتَها فِي السَكَن الجَامعيّ و شَدَّ انتبَاهَها الحقِيبة الكَبِيرة المَوجُودة عَلى السَرِير المُقَابِل لسَرِيرِها حَقِيبَة الظَهرِ الساكِنَة بجَانِبها، و الصندُوقان المَوضُوعان عَلى الأَرض. إنَّها رَفِيقَةُ السَكَن الَجدِيدَة.

همَّت مارِي تُرَتِب أشيَائها فِي جِهِتها الخَاصَة، فِي انتِظَار رفِيقَتِها و أمضَت فَترَةً مِن الوَقت تُحاوِل تَخيُّل شَكل رفِيقَتِها مِن خِلَال أغرَاضِها، و هُو ما يُميزُ شَخصِيةُ مارِي أنَّها وَدُودة للغَاية، تُحِب تَكوِين الصدَاقات و التَعرُّف عَلَى الآخَرِين.

قَطَع أفكَارَ مَارِي صَوتُ بَاب الغُرفَة و هُو يُفتَح لتَدلف فَتَاة قَمحِية ذَات شَعرٍ أسوَد لَم يَظَهر مِنها سِوَى نِصفُها السُفلِي و وجهُها حتَّى مُنتَصَف عَظمَة أنفِها لمَا كَانت تَحمِلُه مِن كُتب و بِضعَة أكيَاس. نَهضَت مارِي لمُساعدَتِها و حمَلَت عَنْها بَعض الكُتب و وَضعَتهم عَلى الطَاوِلَة

ابتسَمت الفَتَاة شَاكِرَة لمارِي، مَدَّت مارِي يَدَها لتُحَييها قَائلَةً "مَرحبًا، اسمِي مارِي" ، "رُوز .. أنتِ رَفِيقتِي فِي السَكن صَحِيح ؟" بَادَلت رُوز مارِي التَحية و هِي لا تَزَال مِبتَسِمَة.
التَفَتَت مارِي تجمَع بَعضَ كُتُبِها المَفتُوحَة مِن عَلى الطَاوِلة و هِي تُحادِث رُوز "صحِيح، و أرجُو أنْ تَكُون إقَامَتنَا جَيدَة سَوِيًا".

مَـارِي رُوز | Marie Rose.Where stories live. Discover now