نهاية وعد بداية حب .. الفصل السادس .. بقلمي منى سليمان

25.7K 544 2
                                    

الفصل السادس
* جنون عاشق *
ما أن أنهى جاسر كلماته أشاحت سلمى بوجهها عنه فقد شعرت بالخجل من فعلتها فأدار وجهها إليه مرة أخرى و نظر في عينيها و ابتسم لها ابتسامته الساحرة
جاسر: بتخبي عيونك الحلوين عني ليه ؟!
سلمى: " بإرتباك " أنا أسفة  يا جاسر، والله كنت هقولك أمبارح
جاسر: وخبيتي عني ليه أول ما عرفتي ؟!
سلمى. " ببراءة " كنت خايفة تزعل مني وتسيبني و تمشي، بس و الله أنا معملتش كده بقصدي أنا فجأة لقيت نفسي حامل معرفش أزاي
اتسعت ابتسامة جاسر على براءتها ثم أمسك يدها ورفعها لتستقر عند شفاه ثم طبع على باطنها قبلة عميقة سرقت روح طفلته
جاسر: أنا بحبك يا سلمى و مقدرش أبعد عنك واللي عايش جواكي ده حته منك ومني
سلمى: بس أنت قولت مش عايز بيبي دلوقتي
جاسر: بس ربنا بعته و أنا مش هقدر أعترض على أمر ربنا
سلمى: يعني مش زعلان ؟!
جاسر: لا طبعا زعلان
سلمى: ليه ؟!
جاسر: زعلان من نفسي علشان غبي وخليتك تخافي مني لدرجة أنك تخبي عليا حملك
سلمى: أنا أسفة يا جاسر وصدقني مش هعمل كده تاني
جاسر: أنا اللي أسف لأني أناني وكنت عايز أحرمك من الحاجة الحلوة اللي جواكي
سلمى: يعني مبسوط أني حامل بجد؟!
جاسر: "بمشاكسة"تحبي أثبتلك فرحتى عملي
سلمى: ههههههه لا مصدقاك من غير أثبات
جاسر: ههههههههه ماشي يا سيادة اللواء


سلمى: نفسك يبقى عندنا بنوته ولا ولد ؟!
جاسر: بنوته طبعا وتكون حلوة وشبهك كمان
سلمى: أنا بحبك أوي يا جاسر و أوعدك أن مفيش أي حاجة في الدنيا هتشغلني عنك
غمز لها جاسر ثم قرر مشاكستها قليلا فهتف مقلدا طريقتها قائلا
جاسر: أبدا أبدا
سلمى: " بأبتسامة " أبدا أبدا
جاسر: سلمى أوعديني أن عمرك ما تخبي عني أي حاجة تاني حتى لو الحاجة دي هتضايقني
سلمى: أوعدك
جاسر: و أوعديني كمان تخلي بالك من نفسك وما ترهقيش نفسك علشانك وعلشان البيبي
سلمى: أوعدك
ما أن قالت سلمى كلمتها اقترب منها جاسر وأقتطف قبلة من شفاها فبادتله سلمى قبلته بعشق، وما أن أبتعد عنها هتف بصوت غلفه الحنان 

جاسر: يلا كلمي مي وخليها تحجزلك بالليل عند الدكتور
سلمى: حاضر ، هو أنت عرفت أني حامل أزاي ؟!
جاسر: لقيت ورقة التحليل في كشكولك
سلمى: أها طيب ، ممكن أنزل أقولك لتيته أني حامل
جاسر: لا مش دلوقتي
سلمى: أمال أمتى ؟!
جاسر: " بمشاكسة " بعد ما نحتفل بالنونو، تسمحيلي أعاقبك بقى ؟!
حركت سلمى رأسها بالرفض كمشاكسة لجاسر فأبتسم لها و هتف
جاسر: طيب أقوم أنا بقى أدور على مزه كده و لا كده
ضيقت سلمى بين حاجبيها وتطاير الشرار من عينيها ثم وكزته بعنف في كتفه عدة مرات
جاسر: خلاص خلاص أسف يا سيادة اللواء، أنا هقوم أحضر الفطار
سلمى: لا هحضره أنا
جاسر: لا يا عمري معنديش استعداد الشقة تولع بينا و لا يجيلك تسمم و أنتي حامل و بعدين لازم ترتاحي في السرير
سلمى: أنا قولت هحضر الفطار يعني هحضر الفطار خلاص امتحاناتي خلصت ولازم أتعلم أطبخ
جاسر: و أنا قولت هترتاحي علشان البيبي و لما تولدي أبقى أتعلمي، مفهوم يا لمضة هانم؟!
سلمى: " بغيظ " مفهوم
جاسر: أيوه كده ارتاحي بقى على ما أرجع
قبل جاسر مقدمة رأسها ثم ذهب فأمسكت سلمى هاتفها وهاتفت ملك لتخبرها بكل ما حدث
ملك: بتصحيني بدري ليه حرام عليكي ؟!
سلمى: ههههههه أحسن حلال فيكي يا كسلانة
ملك: " بخبث " دي الغزالة رايقة بقى ، عملتي إيه بالليل يا بت يا سلمى، اعترفي ؟!
سلمى: ههههههه احترمي نفسك يا قليله الأدب
ملك: هههههه ما تفهمنيش غلط ، شكلك كدة قولتي لجاسر
سلمى: لا هو اللي عرف لما لقي ورقة التحليل
ملك: اها طيب هههههه
سلمى: بتضحكي على إيه ؟!
ملك: هههههه أصلك على طول مفضوحه كده
سلمى: ههههههه هبله بقى
ملك: ههههههه ماشي يا هبله ، قولتي لجاسر على مشوارنا ؟!
سلمى: لا لسه، بصراحة خايفة ما يرضاش
ملك: نعم يا أختي يعني إيه ما يرضاش لازم تيجي معايا أتصرفي
سلمى: أصلك ما تعرفيش اللي حصل أمبارح
قصت سلمى على صديقتها ما حدث فتعالت شهقات ملك
ملك: ضربتيه بالقلم بجد ؟!
سلمى: هههههه اه
ملك: يخرب عقلك يا قردة، عملتيها أزاي دي
سلمى: يا بنتي أنا كلي مواهب مدفونة هههههه
ملك: طيب يا صاحبة المواهب أتفضلي قولي لسي جاسر على مشوارنا وليلة الحنة بالمرة علشان تبقى خناقة واحدة
سلمى: حاضر هحاول
ملك: بصي أنا مليش دعوة بكرة الصبح هتيجي معايا
سلمى: حاضر سلام
ما أن أنهت سلمى المكالمة، دلف جاسر إلى الغرفة
جاسر: كنتي بتكلمي مي ؟!
سلمى: لا مي زمانها لسه نايمة
جاسر: أمال قمري كان بيكلم مين ؟!
سلمى: " بارتباك " دي ملك
جاسر: شكلك كده عايزة تقولي حاجة
سلمى: " ببراءة " أنت عارف أن فرح ملك أخر الأسبوع ، صح ؟!
جاسر: هههههه اه عارف، قولي اللي بعده بقى
سلمى: أنا عايزه أروح بكرة مع ملك وهي بتشتري فستان فرحها وعايزة أبات عندها يوم الحنة
قالتها سلمى بصوت مرتعش فرمقها جاسر بنظرة غضب ثم هتف
جاسر: "بحدة"خلصتي و لا لسه في طلبات تانية؟!
سلمى: " بخوف " لا مش عايزة حاجة تاني، موافق؟
جاسر: طبعا لا وده أخر كلام عندي علشان ما نزعلش من بعض
سلمى: ليه بس يا جاسر، أنا وعدتها أبقى معاها ؟!
جاسر: أولا أنتي حامل و لازم ترتاحي ثانيا
سلمى: " قاطعته " يا حبيبي أنا صحيح حامل بس مش مشلولة ومش معقولة هفضل في السرير لحد ما أولد علشان خاطري وافق
جاسر: بتستغلي نقطة ضعفي ماشي يا سلمي روحي مع ملك بكرة لكن تباتي بره البيت لا
سلمى: دي ليلة واحدة بس ومي وسوسو هيبقوا معايا
جاسر: ليلة واحدة في بعدك كتير يا روحي
ما أن سمعت سلمى كلماته اقتربت منه وطبعت قبلة رقيقة على وجنته فابتسم جاسر على فعلها الطفولي
جاسر: " بمشاكسة " على فكرة الرشوة دي ما تنفعش علشان أوافق، ده غير أني ظابط و ممكن أعملك قضية رشوة
سلمى: " بدلع " يعني أهون عليك يا جاسوري ؟
جاسر: أكيد مش هتهوني عليا علشان كده هسيبك تروحي تباتي عند ملك مع أنك هتوحشيني من دلوقتي
اتسعت ابتسامة سلمى ولمعت عينيها فرحا ثم هتفت
سلمى: أنا بحبك أوي
جاسر: و أنا كمان بحبك أوي يلا علشان تفطري
همت سلمى أن تقوم عن فراشها ولكن سبقها جاسر حينما حملها فتعالت ضحكاتها
جاسر: هوصلك لحد السفرة علشان ما تتعبيش
سلمى: مجنون
في مساء ذلك اليوم ذهبت سلمى برفقة جاسر إلى الطبيب و تبعهم رفعت، ولم تمض سوى دقائق قليل حتى صدع صوت رنين هاتفه فزفر بضيق ثم أجاب الأتصال
رفعت: الو
فارس: أنت فين ؟!
رفعت: براقب سلمى زي ما طلبت مني يا باشا
فارس: وهي فين دلوقتي ؟!
رفعت: في البيت، ما خرجتش من أمبارح
فارس: خليك وراها و أول ما تخرج كلمني
رفعت: حاضر يا باشا
أنهى رفعت المكالمة ثم زفر بضيق وهتف محدثا نفسه
رفعت: لو عرف أني كدبت عليه هيقتلني بس البت دي بدأت تصعب عليا، ملعون ابو الفقر اللي حوجني لواحد واطي زيك يا فارس الكلب

قال رفعت كلماته ثم رحل دون أن يكمل مراقبة سلمى، وفي ذات الوقت أنهى الطبيب فحص سلمى
جاسر: طمني يا دكتور سلمى كويسة ؟!
الدكتور: الحمد لله الحمل طبيعي هحتاج بس شوية تحاليل
جاسر: " بقلق " تحاليل ليه حضرتك شاكك في حاجة ؟! أرجوك يا دكتور ما تخبيش عليا
الدكتور: "بإندهاش " دي تحاليل عاديه بنعملها في بداية الحمل
سلمى: معلش جاسر قلقان شوية طبيعته كده
الدكتور: يا أستاذ جاسر الحمل لسه طويل و كده هتتعب نفسك وهتوترها معاك والتوتر مش كويس علشانها، عموما هي تقدر تعيش حياتها بصورة طبيعية طالما هي حاسة أنها كويسة
سلمى: الله عليك يا دكتور بتقول حكم
قالت سلمى كلماتها بصوت خفيض وصل إلى مسامع جاسر فكاد يبتسم ولكنه تدارك نفسه، وبعد وقت ليس بالقليل عادت سلمى إلى المنزل بعد أن أجرت التحاليل المطلوبة، وقبل أن تصعد إلى شقتها دلفت إلى شقة الجدة سميرة و أخبرتها بحملها
سميرة: مبروك يا قلب تيته وربنا يعينك يا جاسر بدل ما كان عندك هبله واحدة هيبقوا أتنين
سلمى: ههههههه ماشي يا سوسو قويه عليا
جاسر: " بمشاكسة " أنا أقدر برضو دي هي اللي مطلعه عيني يا تيته وكل شوية تديني رشوة علشان أوافق على طلباتها
سميرة: هههههههه البت دي كانت قطة مغمضه عملت فيها إيه ؟!
جاسر: ههههههه جننتها وغلاوتك يا تيته
استمرت المشاكسة بين جاسر وسميرة عدة ساعات  وما أن عادت سلمى إلى شقتها، حملها جاسر فتعالت شهقاتها
سلمى: نزلني يا مجنون
جاسر: أنا أخدت تصريح من الدكتور وقالي يا جاسر يا ابني أتجنن براحتك قبل الأجازة ما تخلص
سلمى: ههههههه على أساس أن لما الأجازة تخلص هتقعد مؤدب ، يا حبيبي أنت جنانك ملوش لا وقت ولا مواعيد، وقربت أكتب فيك حكاية وأسميها جنون جاسر
جاسر: قصدك تسميها جنون عاشق
قالها العاشق المجنون ثم دلف إلى الغرفة و وضع طفلته برفق على الفراش و قضى معها ليلة سعيدة سرقها من الزمن، وفي صباح اليوم التالي استيقظت سلمى وتناولت طعام الإفطار برفقة المشاكس ثم أبدلت ثيابها واستعدت للذهاب إلى بيت ملك
جاسر: أخدتي الدواء بتاعك ؟!
سلمى: أه من بدري
جاسر: طيب في حاجة بتوجعك ؟!
سلمى: لا

جاسر: طيب ممكن أجي معاكي ؟!
سلمى: لا
جاسر: هقعد بعيد و مش هضايقكم
سلمى: برضو لا
جاسر: طيب خدي بالك من نفسك و ما تبعديش عن الحراسة ولو حسيتي أنك تعبانه أرجعي البيت على طول
سلمى: حاضر
جاسر: وما تتأخريش عليا
سلمى: حاضر
طبعت سلمى قبلة رقيقة على وجنته ثم رحلت، وبعد مرور أربع ساعات هاتف جاسر طفلته
سلمى: الو
جاسر: وحشتيني
سلمى: و أنت كمان
جاسر: هتيجي أمتى ؟!
سلمى: خلاص ملك جوه بتدفع الفلوس و هنمشي
جاسر: جوه فين ؟!
سلمى: في المحل
جاسر: أمال أنتي فين ؟!
سلمى: خرجت بره علشان أكلمك
جاسر: واقفه لوحدك ؟!
سلمى: لا ما تخافش الحراسة معايا
جاسر: طيب مش خايفه حد يخطفك ؟
سلمى: " بدلع " لا مش خايفة
جاسر: و لا حتى خايفة من المجنون اللي واقف وراكي و عايز يخطفك
ما أن سمعت سلمى كلماته ألتفتت إليه فوقعت عينيها على العاشق الواقف خلفها واتسعت ابتسامتها العذبة
جاسر: وحشتيني
سلمى: أنت بجد مجنون
جاسر: أنا بحبك
سلمى: و أنا بدوب فيك
كاد جاسر أن بجيبها ولكن قاطعه صوت ملك
ملك: مش محتاجين أتنين ليمون و شجرة ؟!
جاسر: أنا تعبت من كتر ما بدعي عليكي
ملك: هههههه خلاص بطل تدعي عليا ده أنا حتى لسه هدخل دنيا
جاسر: و الله محمود ده أحسن عقاب ليكي مش كده يا سلمى ؟!
سلمى: ههههههه أنا بالذات بلاش أتكلم في موضوع العقاب ده أحسن
عادت سلمى إلى المنزل برفقة جاسر، و بعد مرور عدة أيام استعدت لتقضي ليلتها في منزل ملك
جاسر: مصممة برضو تباتي هناك و تسيبيني؟
سلمى: معلش يا حبيبي كلها كام ساعة وأشوفك تاني وبعدين ما أنت كمان رايح عند محمود
جاسر: بس أنا هرجع البيت تاني لكن أنتي لا
سلمى: ما أنا سيبالك قطتي تونسك


جاسر: بس أنا مش عايز قطتك أنتي، أنا عايز قطتي أنا
سلمى: جاسر سيبني أمشي قبل ما سيادتك تتهور
انفجر جاسر ضاحكا على كلماتها ثم ضمها إلى صدره و همس في أذنها
جاسر: بقىتي مشكلة
قبل جاسر مقدمة رأسها ثم أوصلها إلى بيت ملك و في المساء علت أصوات الفرح
ملك: " بحزن " محدش فيكم هيرقص معايا ؟!
حنان: ههههههه حظك زفت
مي: هههههه عندك حق با حنان البت دي فقر
ملك: حبكت يعني تحملوا كلكم مع بعض
سلمى: هنبقى نخلي محمود يشوفلنا الموضوع ده علشان تحصلينا
ملك: البت دي بقت قليلة الأدب منك لله يا جاسر

سلمى: و الله لو دعيتي عليه تاني هضربك ويقولوا العروسة المشوهة
انفجروا جميعا ضاحكين على مزحة سلمى، وبعد عدة ساعات انتهت السهرة وذهب كل منهم إلى فراش، و تشاركت سلمى مع ملك فراشا واحدا لكنها لم تستطع النوم و أخذت تتململ يمينا ويسارا
ملك: يا بنتي حرام عليكي بطلي فرك و نامي بقى كل اللي في البيت ناموا من بدري
سلمى: مش جايلي نوم خالص مش عارفه ليه
ملك: مش جايلك نوم و لا وحشك النوم في حضن جاسر ؟!
سلمى: هو أنا لو رجعت البيت تزعلى مني ؟!
أعتدلت ملك في جلستها ثم رمقت سلمى بنظرة اندهاش وهتفت
ملك: أنتي أتجننتي يا بت الساعة ٢ بالليل
سلمى: أنشالله تكون ٥ الفجر هروح لجاسر
قالت سلمى كلماتها ثم أسرعت في أبدال ثيابها
ملك: " مازحة " بركاتك يا شيخ جاسر
ابتسمت سلمى على مزحة صديقتها ثم غادرت مسرعة، وما أن رآها مصطفى ذهب إليها
مصطفى: في حاجة يا مدام ؟!
سلمى: عايزة أرجع البيت
مصطفى: تحت أمرك ثواني هبلغ الأستاذ جاسر ونتحرك على طول
سلمى: لا معلش عايزة أعمله مفاجأة فبلاش تكلمه
مصطفى: تحت أمرك بس حضرتك هتركبي معايا لأن الوقت متأخر
ركبت سلمى سيارة الحراسة ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى عادت إلى منزلها وأخذت تبحث عن جاسر فوجدته ينعش جسده تحت المياه في حمام غرفتهم الخاصة فأسرعت لتبدل ثيابها ولكنها سرعان ما صرخت بأعلى طبقات صوتها وهتفت
سلمى: ألحقني يا جاسر

نهاية وعد بداية حب ( عشقك جنون) - منى سليمان (الجزء الثاني لسلسلة نهاية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن