الفَصلُ الثاني

402 32 19
                                    


دَبيبُ أقدامي الصاعِدَةِ لِسطحِ مَنزلي تَدُبُ لَحوافِ قَلبي الرُعب، خُطوَةً بِخُطوَة أتَمايَلُها بِثُقل، هدوءٌ في هَذا الَليل و ما بَعدَهُ هُدوء، أكادُ أسمَعُ صوتَ ضَخاتِ الدَمِ في عُروقي، لا زِلتُ أُقاوِم!
مَن?

الهُدوء

ها أنا الأنَ عَلى حافَتِ ما قَد أسمَيتُهُ بالهَلاك، أُناظِرُ تِلكَ السماء و ما قَد كَساها من سوادِ هذا الغَسَق

" لازلتَ جَميلاً رُغمَ وجودِكَ في هَذا السَواد "
خاطَبتُ مَن كانَ يقبَعُ في وَسطِ السَماء، لَقد كانَ مُشِعاً كَـ عادَتِة بينَما تًناثَرت حَولَهُ النُجومُ مفارِقاةٍ لأسفارِها، وَحيدٌ كما أنا!، بيدأ أن شُعاعَةُ يُفيد، أما أنا فلا أفيدُ بشيئٍ سوا نَثرِ لِخواطِرٍ ذاتُ يأسٍ مَلحوظ

" سُحقاً......... بأيِ وجههٍ أنا ناظِرٌ إليكَ أيُها القَمر?
بأيٌ حَقٍ أُشَبِهُكَ بي? "
صَرختُ بصوتٍ مُجَلجِل، لِحُسنِ حَظي بأنَ لديَ كَهفٌ بعيدٌ عَن الحيِ السَكني و إلا لَظَنَ الناسُ بأني مَجنون.

" *بأيِ حَقٍ أنتَ صارِخٌ هَكذا?
و بأيِ أحباطٍ جَعلتَ السَحابَ تُغَطي القَمر?* "

أتاني صَوتُ هَمساتٍ مِنَ العَدم، تَحدثَ بِكَلامِهِ ثُمَ نظرتُ أنا للقَمر، لَقد تَلاشَى هوَ لَم يَعُد مَوجود، فَكيفَ إختفى?

" *إن كانَ يَستَمعُ مِنَ البدايَةِ لِما تَقول!
فكيفَ لا تُريدُ منهُ أن يَختَفي?* "

شَعرتُ بِسُخرِيَتةِ مِني، أشعُرُ بِقلبي يَحتَرق، هُوَ سَمعَ ما فَكرتُ بِه، كَيفَ هَذا?

" مَن أنتَ لِتَسمَعَ ما قُلتُهُ في سِري? "
و ها قَد إستَرجَلتُ قَليلاً لأتَحَدث، لَأسمَع صوتُ صدى ضَحِكٍ مُخيف، بِتُ الأنَ أعلمُ أنهُ يَسخَرُ مِني

" *و مَن أنتَ لِتسأل......... يا صاحِبَ الكَهف?* "

أجابَني بِما قَد جَعَلَ أوصالِ تَرتَعد، لَكِن بأيِ حَقٍ هوَ يَسخَرُ مِني?، مَنزلي لَيسَ بِكَهف!، أعني أنا فَقط أُحبُ أستِخدامَ الألفاظِ ذاتِ المَعاني الواقِعَة.

" إن كُنتَ رَجُلاً فأظهِر نَفسَك "
أردَفتُ أجولُ بِحَدقيتايَ حولِ المَكان، أُناظِرُ كُلَ صَغيرَةٍ و كَبيرَة، لَكِنهُ مُتَخَقٍ بارِع

" *لَيسَتِ الرِجالُ بِدهاءِ بَثِ رُعبي* "

خاطَبني بِثِقة، لَأجفلَ لَحظَةٌ حينَها أزدَردتُ ريقي الذي نَشفَ وَقتها، ماذا يُريدُ مِني? و لِما قاطَعَ أُمسِيَتي اليَومِية?

" *أتيتُ أُبايِعُكَ على الراحَةِ من خواطِركَ هَذهِ* "

تَكَلمَ لَمَ أتى، أحَقاً سَيجعَلُني أرتاح?

" و كَيفَ عَلمتَ بِخَواطِري? "
أُحاولُ أن أجعلَ مِن لِساني أن تَنفك، لَكِنها تَنعَقدُ أكثر، أنا لا أُنكر بِخوفيَ الأن أنا لا أعلمُ بِماهِيَته?

" *و مَع حُلولِ الغَسَق تَبدأُ خواطِرٌ قاتِلة*
*تُحاولُ قَتلَ صاحِبها بِبطئ!*
*لذا إستَبدِل البُطئِ بالسُرعَة و سَأُسَهِلُها عَليك!* "

و كَـ بدأيةِ كَلامِه هوَ بدأ جِداً وَاثِقاً مِما يَقول، أما أنا فَسأقومُ بٌما يَجعَلُني أرتاح

" أخبرني كَيفَ أرتاح "

" *أربَعُ خُطواتِِ لتَجُرَ قَدماكَ صَوبَ المَوت* "

-

منشن لأي شخص يحب الفصول القصيرة و ربما الغموض 😂👏

-

مَع حُلولِ الغَسَقМесто, где живут истории. Откройте их для себя