الفصل الرابـع: ﺑِدايـةٌ الٳﻧتقَـاﻡ

9.1K 526 107
                                    

السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله 👏

ما أنبل قطعة السكر
حين أعطت الشاي كل ما لديها،
ثم اختفت..!

#محمود_درويش
ــــــ ـ ــــــ ـ ـــــــ ـ ـــــــ ـ

وقف مازن أمام والدته والتوتر بادي على ملامح وجهه ليقول لها بعد أن أحرقتهُ بنظراتها المُعاتبة:"حسنا أنا أعترف لقد كذبنا عليكِ، ولكن هذا البحث مهم جدا بالنسبة لنا ويجب أن نُكمله مع بعضنا كما أمرنا المُعلم".

ـ أنا أعتذر خالة رُقية لأنني كذبتُ عليكِ وأخبرتكِ بأن عائلتي تعرف بشأن تأخري عن العودة.

ـ مؤيد أنت فتى مؤدب جدا وهادئ أياك أن تستمع لأفكار هذا الأحمق الطائش لأنه سيوقعك في المشاكل... أجابته رقية بعطف.

غمغم مازن ببعض الكلمات الغاضبة لكن نظرة واحدة منها جعلته يختبئ خلف يوسف ذاك الذي فقد السيطرة على نفسه بالمرة كان كمن تعرض لصدمة قوية فهو لم يفهم بالضبط كيف للقدر أن يجمعهما أكثر من مرة وفوق كل هذا يكتشف بأنها تعيش في الحارة المجاورة لحارتهم وإخوتهما أصدقاء منذ زمن طويل.. فهل يا تُرى صادفا بعضهم قبل الأن.. هل سارا يوما بنفس الطريق دون أن يدريا بذلك! كل تلك الأفكار جعلته ينشغل عمن حوله حتى أفاق من شروده حين رأها ترحل مجددا من أمامه، فهل سيتركها تختفي هكذا كما المرة السابقة؟!.

حال خروج فاطمة من ذاك المنزل نظرت إلى أخيها بعتاب ليُخلل خُصلات شعره بتوتر ثم قال:" أنا أسف لقد حاولت اخباركِ بأمر تأخري هذا الصباح لكنكِ كنتِ ذاهبة إلى العمل على عجل ولم تسمحي لي بقول شيء".

ـ أيها الأحمق لا تفعل بي ذلك مجددا، كدتُ أن أموت من شدة الخوف.

عاتبته بينما تعانقه ليهتف مؤيد بحرج:" أنا لم أعُد صغيرا حتى تقومي بعناقي هكذا، كما نحن في طريق عام". كادت فاطمة أن ترد عليه لكن سماعها لذلك الصوت جعلها تجفل للحظات.

ـ يبدو بأنكما تُحبان بعضكما كثيرا.. قال يوسف محاولا عدم النظر إليها ليُجيبه مؤيد بحرج:" أختي تقلق علي أكثر من أللازم".

نفخت فاطمة خديها بانزعاج ثم لكزته في كتفه ليضحك الآخر بخفة، تلك الحركة البسيطة جعلت يوسف في حالة من الخِدر لكنه لملم شتات نفسه ليقول لهما بينما يتجه نحو سيارته:" سأقلكما إلى البيت فقد شارفت الشمس على المغيب ولم يبقى سوى ساعة على موعد الإفطار".

ـ سنتدبر الأمر لوحدنا.. أجابته فاطمة بسرعة لينظر لها مؤيد بحدة ثم خاطب يوسف بقوله:" شكرا لك لا داعي لإتعاب نفسك فمنزلنا ليس ببعيد".

ـ أعلم ذلك، لكنكما لن تجدا مركبة عامة بسهولة.

بدا مؤيد مُقتنعا بحديثه ليهمس لأخته:" هو على حق فيما قال ثم هل نسيتِ رهف لابد بأنها قد قلبت الدُنيا ببكائها".

 كيـاﻥ [قصة شاب مُسلم] Where stories live. Discover now