الفصل الخامس:ﻗَرار ﻣَﺻيري

8.1K 496 74
                                    

السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله 👏

أنـتِ مُـرة كالقهـوة، ولگـن التخلص مـن إدمانُـكِ شـيء صعـب..

ـــــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـ

تحرك يوسف في غرفته ذهابا وإيابا وقد تمكن الغضب منه، حاول بشتى الطُرق أن يستوعب حديث جده لكنه لم يقدر! " متى سيُغير جدي من أفعاله؟ " سأل نفسه مرارا وتكرارا لكنه لم يجد اجابة لسؤاله ليستلقي على فراشه بوهن. حاول اغماض جفنيه لكنه تذكر على الفور المُحادثة التي دارت بينه وبين جده يوم زيارته له...

حال خروج فاطمة من المنزل في ذلك اليوم سلّم يوسف على أفراد العائلة ثم لحق بجده الذي دخل إلى مكتبه. فتح الباب بعد أن طرقه عدة مرات ليتفاجأ من وجود مهند في الغرفة ومعه والده يتحدثان إلى جده...

ـ أنا المُصاب هُنا وأنا من لي الحق في سحب القضية أو لا، ما دخلك أنت بالموضوع؟.. صاح مُهند بغضب بينما يُمسك جانبه المُصاب.

ـ جلال أطلب من ابنك أن يصمت ويلتزم حدوده معي.. قال الجد ببرود قاتل ليهتف الآخر بحدة:" كيف تُجبر الرجل على تزويج حفيدته مقابل تخليك عن القضية، هل أنت واعي لِما تفعل؟!".

ـ كلمة واحدة وسأجعلك تندم طوال حياتك.. هدده بعنف لينظر جلال إلى ابنه نظرة عتاب جعلته يتراجع إلى الوراء ثم جلس على الأريكة مُمسكا معدته بألم.

ـ أذهب إلى غرفتك فأنت لم تتعافى بعد.. قال له الجد بقلق ثم أكمل حديثه بثقة:" بالنسبة لهذا الزواج فأنا لن أتراجع عن قراري أبدا وأنا مُتأكد بأنه سيوافق!".

ـ ألم تتغير بعد؟.. سأله يوسف بهدوء محاولا عدم خوض أي نقاش معه؛ فهو قد فقد عقله منذُ سماعه لفكرة الزواج ولا يدري ما سيفعل إن تمكن الغضب منه!.

ـ لا تتدخل في أمر لا يخصك.. أجابه الجد بلؤم ثم جلس على كُرسيه راسما ابتسامة عريضة على ثغره.

يوسف يتساءل احيانا كيف لهذا الرجل أن يكون بهذه القسوة وهذا القلب المُتحجر؟!.

ـ جدي العزيز أرجوك اسمعني للحظات.. حاول أن يُحادثه بلطف علّه يستجيب له لكنه ضرب طاولة مكتبه بعنف وقال بتهديد:" قراري لا يعترض عليه أحد، لذا لا تُناقشني في الأمر" ثم تناول عصاه وخرج تاركا المكان لهم... عاد يوسف إلى الواقع ليتنهد بضيق، حمل هاتفه وأتصل على ابن عمه مُهند..

ـ السلام عليكم، كيف صحتك اليوم؟ سأله باهتمام وبعد سماع اجابته قال له بتوتر:" هل حادثت جدي مرة أخرى بشأن قراره؟".

ـ نعم.. أجابه مهند ثم أكمل " أنت تعرفه جيدا هو لا يُغير رأيه بتاتا، كما أنه اختار الشخص الذي سيزوجه لتلك الفتاة! ".

هل شعرتم يوما بكتلة ثلجية تُوضع على قلبكم فجأة لتمنع نبضه؟... هكذا كان شعور يوسف في تلك اللحظة وكأن ذكرها مع شخص آخر بات يُعتبر جريمة بحد ذاتها ناهيك عن فكرة زواجها من شخص آخر.

 كيـاﻥ [قصة شاب مُسلم] Where stories live. Discover now