الفصل السابع: ﻏَﯿر ﻣُتوقع!

8.3K 503 82
                                    

السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله 👏

وصيـام القلـبِ مُختلِـف!
تراه يصـوم الدهر كُلـه ويفطر
حين يـرى الهِلال.

ــــــ ـ ــــــ ـ ــــــ ـ ــــــ ـ ــــــ

جلس يوسف في كُرسي خشبي بُني اللون مُتأملا الغُرفة للحظات، كانت صغيرة الحجم يُطل بابها على غُرفة الجلوس التي لم تكن بعيدة عنهما مما سمح للجميع برؤيتهما دون الاستماع إلى حديثهما. أعاد أبصاره نحو فاطمة التي بدت مُنزعجة لسبب ما!، هو حقا أنبهر من جمالها هذا اليوم فهذه أول مرةِ يراها ترتدي لونا غير الأسود ويرى فيها هذا الجانب الأنثوي الخجول.. فقط لو كان يملك حقا عليها لأمَرها بمسح هذه الزينة التي تضعها على وجهها والتي لا يرغب لأحد غيره بالنظرِ إليها!.

ـ توقف عن التحديق بي لهذه الدرجة؟ سمع صوتها المُنزعج ولاحظ حاجباها المقرونان ليقول لها من فوره بعد أن زين ثغرهُ بابتسامة هائمة:" تُسمى في الإسلام الرؤية الشرعية ".

ـ كُنت تُحدق بي هكذا في المرة السابقة فهل تُسمى أيضا رؤية شرعية؟ سألته باستفزاز وشعرت بنشوة الانتصار لكنه أجابها بنبرة غريبة:" حاولت أن أغُض بصري عنكِ لكنني لم أقدر! كُلما أغمض عيناي تقفز صورتكِ في خيالي، حتى عندما أنام يُزورني طيفكِ عنوة فماذا أفعل إن كنتِ أنتِ السبب؟!".

" هل على قلبها أن يخفق بهذه الطريقة من مُجرد كلمات قد يكون كاذبا في قولها؟" سألت نفسها بتعجب وأمسكت طرف ثوبها حتى تستعيد شخصيتها الباردة ثم ردت عليه بثقة:
" كاذب، كلكم كاذبون".

ـ عفوا!.

همس لها بحيرة لتُكمل حديثها بنفس النبرة الحادة:" لا تدعي البراءة فأنت تُدرك مقصدي جيدا.. جدي، جدك، الاتفاق، وأخيرا اجباري على الزواج منك من أجل حماية عائلتي! ".

يوسف كان يتوقع حلول هذه اللحظة ولكن ليس بهذه السُرعة؛ فعائلته تنتظر قرارهما في الخارج ولا يعلم أحد مُنهم بالاتفاق الذي عقده مع جده.

ـ لن أُنكر الأمر، لكنني وافقت على هذا الزواج من أجل حمايتكِ أولا، ومن أجل شيء آخر لا أستطيع أخباركِ به الأن.

ـ من أجل حمايتي؟ هتفت فاطمة بضيق وجزت على أسنانها:" هل تراني غبية؟ هل أبدو لك كطفلة؟ عُمري ثلاثة وعشرون عاما إن لم تكن تعلم! جدك الموقر تخلى عن القضية لكن بشرط تزويجي لأحد أحفاده وأنت كُنت حفيده المُطيع الذي لا يرفض له أمرًا حتى ولو كان على خطأ، فكيف بربك ستحميني؟!".

ـ الشخص الذي أختاره جدي للزواج بكِ لم يكن أنا، بل كان شخصا آخر لن يكترث لأمركِ وسيعذبك طوال حياتك.

ـ وأنت الفارس النبيل الذي قبِل التضحية بنفسه حتى يُنقذني من ذلك الشرير! عفوا منك سيد يوسف ولكننا لسنا في فيلم هندي حتى أُصدق حديثك.

 كيـاﻥ [قصة شاب مُسلم] Where stories live. Discover now