الفصل التاسع: الحُب الخجول!

8.3K 460 87
                                    

السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله 👏

لأُمنياتك المستحيلة:

‏﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا ﴾

ــــــ ـ ــــــ ـ ــــــ ـ ــــــ ـ ــــــ

تنهدت فاطمة بانزعاج واضح بينما ترفع وجهها من الوعاء الذي وُضع فيه ماء ساخن مع بعض الأعشاب، أزالت الغطاء من على رأسها وجففت جبينها من حُبيبات العرق لتقول بضيق:" هل تُريدون قتلي، لقد أحترق وجهي من شدة الحرارة، أُريد أن أكون قبيحة ما دخلكم أنتم؟!".

ـ أولا هذا يُسمى " حمام بُخار" وهو يجعل بشرة وجهكِ طرية وناعمة، وثانيا لم يتبقى على زواجكِ سوى يومان لذا توقفي عن التذمر حتى تكوني بأبهى حُلة.. أجابتها مُزن بعملية كأنها خبيرة تجميل.

ـ هٌنالك الكثير من الأشياء عليكِ فعلها قبل يوم الزفاف مثل رسم الحناء، واختيار ثوب الزفاف وثوب "الجرتق" والذهاب لصالون التجميل.. أخذت لمياء تُعد لها بينما باقي الفتيات يضحكن على شكل فاطمة التي بدا عليها الهلع.

مُنذ أن أخبر يوسف جدها بموعد الزواج بدأ الأهل والجيران بالتوافد إليهم لمساعدتهم كعادة سودانية عريقة. وفي هذه الفترة
مُنعت فاطمة من الخروج بما يُسمى
بـ" حبسة العروس" حتى يتم تجهيزها للزواج و الاعتناء بها عناية فائقة؛ لتكون الأجمل يوم زفافها.

ذلك الاهتمام الزائد جعلها تشعر بالغضب؛ فهي لم تتعود عليه يوما، كما أنها تكره أن يٌجبرها أحد على فعل شيء لا تُريده.

هربت فاطمة إلى غُرفتها عندما اشتغلت الفتيات برؤية " الشيلة" ـ الملابس التي يجلبها الزوج لزوجته ـ لتأخذ هاتفها عندما أضاء باسم يوسف.

ـ ماذا تُريد؟ أجابته ببرود قبل أن يصلها صوته لتشعر بالأحراج فهي دائما ما تُفرغ عصبيتها فيه!.

ـ وعليكم السلام ورحمة والله... أراد تذكيرها لتُغير فاطمة من نبرة صوتها ثم حادثته بهمس:" أنا أعتذر كنتُ غاضبة"

ـ من الذي أغضب زوجتي قبل يوم زفافها؟!

مجرد سماعها لكلمة " زوجتي" سبب لها قُشعريرة في جسدها وكأن الفراشات تحوم في بطنها! وكم أرادت أن تُلقي الهاتف بعيدا حتى لا تسمع المزيد من هذه الكلمات فمُنذ أن تم عقد قرانهما في المحكمة وهو لا ينفك من مُغازلتها بها!.

ـ أنت بالطبع...

ـ ما الذي فعلته؟ سألها بنبرة هلعة.

ـ لن تُخرجي من المنزل بعد اليوم فزواجك قريب، لن تقومي بالأعمال المنزلية فيجب تجهيزكِ للعُرس، عليكِ أن تزيدي من وزنك قبل الزواج فأنتِ نحيفة جدا. لقد زاد وزني وكُل هذا بسببك أنت... هتفت فاطمة فجأة وفي داخلها شعور بأن حديثها غير منطقي ولا يمُت له بصلة، لكنها ببساطة أرادت شخصا تتحدث إليه.

 كيـاﻥ [قصة شاب مُسلم] Where stories live. Discover now