~ الفصل الرابع ~

12.4K 315 15
                                    

- دخل القاضي وهيئة المحلفين إلى قاعة المحكمة وفي تلك اللحظة صاح منادي بأعلى صوته : محكمه.

فوقف الحضور جميعاً وبعد أن جلس القاضي وجماعته قال بصوته الرزين : بسم الله نفتتح الجلسة.

ثم دق بالمطرقة مرة واحدة فجلس الجميع واخذ يراجع ملف القضية الذي امامه ، بعدها نظر إلى سيرين ووجه كلامه إليها قائلاً : عرفي عن نفسكِ يا ابنتي ، اسمكِ ، عمركِ ، عنوانكِ ومهنتكِ .

في تلك اللحظة وقفت سيرين امام حضرة القاضي والتوتر يصاحبها ، ليس بسبب الرجل المسن الذي سيصدر حكمه بحقها بعد قليل ولا بسبب هيئة المحلفين الذين كانت قسمات وجوههم تنم عن الجمود والجدية ؛ بل كان سبب توترها وقلقها وجود شهاب خطيب في قاعة المحكمة حيث أن هذا الاخير جعلها تشعر بالرعب والفزع عندما لحق بها إلى دورة المياه قبل بداية الجلسة واخبرها بكل وضوح انه سيقوم بسحقها ولن يكتفي بالحكم القضائي ابداً وليس هذا فقط فهو لم ينفك عن النظر إليها بنظرات تُعبّر عن الكراهية والحقد اللذان يشعر بهما نحوها .

ازردت ريقها وقالت برباطة جأش : اسمي سيرين موسى ، عمري اربع وعشرون عاماً واعمل موظفة في بنك *** وسط المدينة ، وانا يتيمة الأبوين لهذا اعيش مع خالتي ناهد زوجة الدبلوماسي منير سالم في شارع *** فيلا رقم 7 .

وتابع القاضي قوله : سيرين موسى أنتِ متهمة بقيادة السيارة بسرعة كبيرة مما تسبب في وقوع حادث سير اسفر عن مقتل رجل الأعمال إيهاب خطيب وزوجته سماح عبد السلام عشية يوم الأثنين الماضي بتاريخ الواحد والثلاثين من شهر تشرين الأول (اكتوبر) ، ماذا يمكنكِ أن تقولي في هذه التهمة الموجهة إليكِ ؟

اخذت سيرين نفساً عميقاً وتحدثت بتوتر شديد وهي تشعر بأن نظرات شهاب مثبته عليها وحدها دون سائر الموجودين في القاعة فقالت : انا يا سيدي القاضي لم أفعل ذلك عن قصد ، ولكنني كنتُ اتناول طعام العشاء برفقة افراد العائلة في تلك الليلة كما نفعل كل ليلة ونتيجة حديث خاص جرى بيننا على المائدة شعرت ببعض الضيق لهذا اردت أن اخرج للتجول في السيارة قليلاً وصادف أن سيارتي كانت في الصيانة لهذا عندما عادت مايا ابنة خالتي إلى المنزل في تلك الساعة طلبت منها أن تعيرني سيارتها لبعض الوقت ، ثم خرجت من المنزل ولم انتبه أنني كنت اقود السيارة بسرعة كبيرة الا عندما وقع الحادث لهذا اصابني الخوف والفزع فعدت إلى المنزل بسرعة وقد نسيت أن اتصل بالإسعاف والشرطة بسبب خوفي ولكن هذا لا يعني انني لا اشعر بالحزن والأسى لما اصاب المرحوم إيهاب خطيب وعائلته ولو انني استطيع العودة بالزمن للوراء لما خرجت من المنزل ابداً في تلك الساعة المشؤومة .

قالت ذلك وتوقفت عن الكلام فسألها القاضي : اهذا كل ما عندكِ ؟

اجابت بثقة مزيفة : اجل يا سيدي.

~ رواية  نار و جليد / للكاتبة نونا مصري ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن