~ رواية نار و جليد / للكاتبة نونا مصري ~

~ الفصل الرابع عشر ~

- انتفضت سيرين من مكانها بسرعة عندما لمست ذراع شهاب بعدما عانقها وتبين لها انه مصاب بالحمى فقالت بنبرة هلع واضحة : يا الهي ، انت تحترق يا شهاب إذ أن حرارتك مرتفعة جداً وهذا ليس جيداً ابدا ً!

سعل شهاب وازدرد ريقه الجاف بصعوبة ثم قال بنبرة صوت أبح : ليس بي أي شيء... هي نامي ودعيني أنم ايضاً.

قال ذلك ثم رفع ذراعه اليمنى وغطى بها عيناه تجنباً لضوء المصباح الساطع الذي سبب له الازعاج ، اما هي فلم تذعن لطلبه بل نهضت عن السرير قائلة : يجب أن نفعل شيئاً لخفض حرارة جسدك اولاً وبعدها يمكنك النوم .

ثم توجهت فوراً إلى المطبخ ؛ فتحت الجزء العلوي من الثلاجة واخرجت بعض مكعبات الثلج وضعتها في وعاء عميق وسكبت فوقه مياه باردة وبعدها امسكت منشفة صغيرة نظيفة وعادت إلى الغرفة... كان زوجها مستلقياً على ظهره لا يرتدي سوى بنطاله وذراعه ما زالت تغطي عيناه بينما اكتسى صدره بحبات العرق البارد وجبينه وعنقه كذلك ؛ وضعت وعاء الماء جانباً ثم بللت المنشفة متجاهلة برودة المياه على بشرة يديها وأردفت : هيا ابعد ذراعك عن وجهك لأتمكن من وضع المنشفة على جبينك.. هذا سيساعد على خفض حرارتك ولكنه ليس كافياً إذ يجب عليك تناول دواء خافض للحرارة ومضاد حيوي.

سعل شهاب مجدداً وغمغم دون ان يبعد يده عن وجهه : كفي عن ازعاجي ودعيني أنم فانا لا احتاج مساعدتكِ .

في تلك اللحظة لم تستطع سيرين تمالك أعصابها اكثر من ذلك وصاحت به بعصبية : توقف عن عنادك هذا ودعني اقوم برعايتك ، ولعلمك أن الحرارة المرتفعة قد تقضي عليك إن لم نجد لها حلاً سريعاً لذا لا خيار امامك سوى أن تدعني اهتم بك لهذه الليلة او اعطيني رقم هاتف طبيبك الخاص لأتصل به واطلب منه القدوم إلى هنا فوراً .

ابعد شهاب ذراعه عن وجهه ورفع رأسه قليلاً لينظر إليها ثم قال بانزعاج : لا تتفوهي بالهراء.. ان الساعة متأخرة جداً الان ولا يمكننا ازعاج اي شخص بالمجيء إلى هنا.

فقالت بإصرار : إذاً يجب عليك أن توافق على رعايتي لك ولا تقلق فأنا اعرف تماماً كيف اتعامل مع هذه الحالات الطارئة ، والان يجب أن تضع هذه المنشفة المبللة على جبينك لبعض الوقت حتى تنخفض حرارتك وانا سأصنع لك شاي الزنجبيل والليمون مع العسل لان هذا المشروب يعد افضل علاج منزلي لمكافحة نزلات البرد .

رد عليها شهاب بشيء من العصبية : لقد قلت لكِ بأنني بخير ولا اريد مساعدتكِ لذا توقفي عن تمثيل دور الزوجة الصالحة فهذا يثير اشمئزازي.

تألمت سيرين داخلياً بسبب ما قاله إذ انها قلقه عليه حقاً ولا تمثل اي دور ولكنها قررت ان تتجاهل كلامه واضافت : سيساعدك الشاي الذي سأعده لك كثيراً لذا ابقي هذه المنشفة على جبينك رجاءً .