~ الفصل العاشر ~

13.1K 343 52
                                    

- طلب أشرف من شهاب ان يتحدثان على انفراد وعندما ابتعدا عن مسمع سيرين وعلي سأله بجدية : ما الذي يحدث يا شهاب ..اخبرني من هذه الفتاة التي قررت الزواج بها فجأة دون علم افراد العائلة ولما هي حزينة بهذا الشكل وكأنها على وشك الموت وليس الزواج ؟!

اجابه شهاب بمنتهى الصراحة : انها سيرين موسى الفتاة التي كانت السبب في موت اخي إيهاب وزوجته سماح واريد الزواج بها لكي اجعلها تذوق طعم العذاب وتندم على اليوم الذي ولدتها فيه امها.

بعد سماع ذلك اتسعت عينا أشرف وقال بصدمة : ماذا ؟! 

ثم امسك ذراع شهاب واضاف بصوت خافت : هل جننت.. ان علم والدك بما تحاول أن تفعله سيصاب بسكتة قلبية فوراً ولا داعي لأن اخبرك كيف ستكون ردة فعل أمك ان سمعت بأنك تريد الزواج من الفتاة التي تسببت بموت اخيك وزوجته... ستغضب منك كثيراً بكل تأكيد وربما لن تسامحك ابداً ولن تقبل أن تعيشوا معها في المنزل ذاته.

تنهد شهاب وقال : لهذا قررت ان اتزوج سراً كما انني لن أجعل سيرين تعيش في منزل عائلتي بل في شقتي الخاصة وهناك ستذوق طعم العذاب وستتمنى لو انها ماتت قبل أن توافق على الزواج بي.

جذبه أشرف من ذراعه وحاول أن يثنيه عن قراره بقوله : انت ترتكب خطأً فادحاً يا شهاب لذا تعقل ارجوك... لا تجعل الغضب يتحكم بك والا ستندم كثيراً فيما بعد خصوصاً أن علمت العائلة بهذا الأمر .

لكن شهاب نزع ذراعه ورد عليه بإصرار : لن اتراجع عن هذا القرار يا أشرف حتى لو استمريت بمحاولة اقناعي من الان إلى صباح غدٍ لذا وفر على نفسك العناء لانني لن اغير رأيي مهما حدث.

أشرف : ولكنك ترتكب خطأً فظيعاً في حق نفسك إذ انني واثق من فشل هذا الزواج كما أراك الان ولن تكون سعيداً عندما تعذبها صدقني فأنت لستَ هذا النوع من الرجال ؛ بالإضافة إلى ان العروس لا تبدو سعيدة بقرارك ولا اعلم لما وافقت على الاقتران بك من الاساس .

كتف شهاب ذراعيه وقال بثقة : هي لا تملك خياراً آخر سوى الزواج بي لهذا وافقت مرغمة ولن تجرؤ على الاعتراض ابداً ، على الأقل في هذا الوقت.

فضيق أشرف عيناه وسأله بشيء من القلق : ما الذي فعلته لها حتى تجعلها تنفذ ما تطلبه منها بهذا الشكل دون أي اعتراض ؟!

اجابه شهاب بأختصار : يمكنك القول انني لويت ذراعها لتوافق على الاشتراك في هذه اللعبة .

اغمض أشرف عيناه لثواني ثم تنفس بعمق محاولاً السيطرة على انفعاله وبعدها نظر إليه وأردف قائلاً : حسناً.. افهم أنك غاضب منها كثيراً وتريد الزواج بها لتعذبها انتقاماً لموت اخيك وزوجته رحمهما الله ولكن هل فكرت ما الذي سيحدث فيما بعد أن رزقتما بطفل ؟

~ رواية  نار و جليد / للكاتبة نونا مصري ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن