5 || الفصل

5.7K 468 625
                                    

●●●

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


●●●

ليس ثمة بالحياة صُدف بل قدر، ليس ثمة اختيار بل مسار، و ليس ثمة حُب من أول نظرة بل ثمَة حُب من قبل الخِلقة

فحين تتواصُل موجات البصر و تهيجُ ندري أن ما أمامنا ليس سوى رياحا تحتّم علينا لقاؤها مُذ فُلقنا من علقة و أن اللّقاء ليس سوى سببا ليرقى البحر السّاكن بعظمته إلى صهوة الولع حيث يتخبط و يتكسر بلا هوادة، فلا المطر يذيب موجه و لا مرأى السماء المرصعة بالنجم يشتّت الأفئدة عنه أو رعدها الزّاجر يكتُم صوته

و قد دريت أنك رياح عاتية مذ هبت عيناك بنعومتهما للمرة الأولى وسط مقلتي الفارغتين و ملأتاهما بك، لحظتها رُفعت روحي من الأرض دون أن تترك أثرا لجثماني المُنصهر في كيانك كما رُفع اليسوع إلى الفردوس روحا و جسدا !

و أنّك أنتَ ذلك الفردوس المغدق بالِنعم الذي يأبى أن يحتويني ذلِك الجحيم معنى، الرقيق في الاحتراق، الخشِن في الخمود، ذلِك الوادي الذي تبعثرت فيه أشلاء فكري و تحطمت عِظام إرادتي في درجة أخرى منك

و ها أنا ذا أتحول يوما بعد يوم إلى رماد، رماد مستعد لمنافاة ما كُتب له من استراحة سرمدية غير خائف أو مذعور من استعار جديد و الاحتراق بك حبا حتى نهاية الدُنيا.. حتّى الأبد

أنتَ يا ذاتَ النيران التي باتت تُعذبني بالبُعد كفى جزرًا و مُد أسرَك صوب شاطئي، امسح كل ذكرى مقيتة ظلت بجوفي، فإنّك تؤذي و لا تتأذى

فُطِرت على حُبّك

كان يُميت الوقت الذي يمر ببطء في انتظاره لها بقراءة إحدى الروايات التي لم تطلها يداه من قبل تحت مُسمى كتمان جالسا بمكتبة الكنيسة إلى كرسي بمحاذاة النافذة المطلة على حديقتها الخلفية، ما حوله عدة أرفف شاهقة عظيمة بها ما لذ و طاب لمتضور دائم للعلم فلا مساحة شاغرة أو نُزل سانحا لكتاب آخر

منغمس هو في ما بين يديه حد انعدام شعوره بالساعات التي قضاها حتى صبا تلك الصفحة. تلك الصفحة تحديدا وقف عندها إذ كبلت اهتمامه كاملا كأنه المعني برسالة سجينة الورق و كأنما هي ذاتها سجّانة فكره الأزلية... ميني التي لم تُشرف بعد

القِسُّ لا يُحبّ || The Priest Doesn't Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن