The Reunion.

44 0 0
                                    

بينما واصلا طريقهما إلى الامام اثناء تذمر رين حول ذلك الرجل وكيف انه خسر علكته بسببه..نادته فتاه باليابانيه فالتفت الاثنان..ولكنها كانت صدمة كبيرة لهما..كانت الفتاه نسخه حية من رين..تماماً..هي فقط تمتلك صدراً وهو لا..نظر الثلاثة لبعضهم في خوف..حتى سألته هي بشك اولاً:
"هل يمكنني..معرفه اسمك؟!"
اومأ بهدوء وقال:
"ميساما رين.."
ابتلعت ريقها ومدت يدها بضعف مع شحوب واضح على وجهها:
"ايمكنك؟ مطابقه وريدي؟!"
وضع يده حيث الوريد على وريدها تحت انظار ناناميا الحائر..لايفهم شيئاً..والاثنان كانا في صدمة كبيرة..النبض متزامن بشكل غريب!! همس لها بألم في قلبه:
"من انتِ؟"
اخبرته بذات الهمس والالم:
"كوروساكي..رينا.."
عندها لم يكن هناك اي مجال للشك..امتلأت عيناه بالدموع وبدأ يشهق..وتعانقا بقوة وسط الشارع..وحين افترقا استدار لحبيبه وعانقه بقوة تكاد تكسر اضلاعه..والاطول الان يعلم ان صغيره لن يتمكن من الحديث فنظر بعجز نحو الفتاه ذات العينين الدامعتين..ابتسمت واخبرته بينما تجفف دموعها:
"اسفه للقائنا بهذا الشكل..كوروساكي رينا..توأم رين..بسبب خطأ طبي تم استبدال اخي بجنين فاقد للحياه من امرأه اخرى..ولذلك فوجئوا عند رؤيته حياً ولحسن الحظ ابي عندما ولدنا مباشرة بعد غسلنا وضع علينا قلائد باسمائنا..رين ورينا..لذلك لم يتغير اسمه..وهكذا عدنا لنلتقي بعد 27 عاماً.."
هو كان مصدوماً..كيف يمكن ان يحصل هذا حتى؟!بعد ذلك كان رين يبكي وينتحب بشده بينما هو على ظهر عملاقه الذي لم يخبرها بشأن علاقتهما بعد..بينما هي تربت على كتفه وتهدؤه في الطريق نحو منزل العائله الذي في الواقع لم يكن يبعد كثيراً..حسناً كان ينبغي علي ان اقول..قصر العائلة..او قرية العائلة..لانها كبيرة حقاً..املاك واسعه جداً..حينما دخلوا انزل العملاق حبيبه ليوقفه وانحنى يخلع حذاءه بنفسه..كطفل صغير يعامله ويهتم به..اتت الوالدة لترى من دخل وحسناً..كانت هنا الملحمة..الصراخ والبكاء والعناقات والطيار انزوى جانباً..يترك وقتاً لهم..لم يستطع التحمل هو ايضاً..ففي النهاية انزلقت دمعه فقيرة على وجنته مسحها سريعاً..بعد ان هدأ كل شيء وجلسوا سوياً..كانت المرة الاولى ليتخلى فيها رين عن حجر حبيبه..وجلس بجانب والدته..يضع رأسه على صدرها..يلتمس الدفء الذي مالقيه منذ ولد..وهي بكل حب جعلت تمسح على شعره الناعم..بعد فترة هي رفعت رأسه لتنظر الى وجهه..تمسح على وجنته..همست بلطف:
"انظر اليك كيف كبرت..اصبحت رجلاً..اصبحت جميلاً..اخبرني عنك..كيف كانت حياتك بعيداً عن امك؟!"
امسكت بيده اليمنى استعداداً لسماعه..ولكن لفت نظرها خاتمه..شهقت بقوة ونظرت اليه ليبتسم بضعف..اومأ ايجاباً..وهي عانقته بشدة مجدداً..حين افترق العناق سألته بترقب:
"اهي جميله؟!"
ابتسم واومأ مجيباً:
"لا شيء يقارن جمالها.."
"اهي طيبه؟!"
"طيبة العالم اجمع تختزن في قلبها.."
"اهي حنونة؟!"
"حنانها جعلني ابكي لتفكيري بأني لا استحق كل هذا.."
"اتحبها؟!"
"اهيم بها..لا اعيش الا بها..هي صارت هوائي ودونها اموت.."
"اتحبك؟!"
"مارأيت منها الا حباً فائضاً.."
"اين هي؟!"
"امامكِ.."
نظرت للامام..حيث يجلس الطيار الوسيم..فحلت علامات الدهشة على وجهها..سألته وقلبها يدق:
"انت مثلي الجنس؟!"
نظر إليها باستغراب واومأ..فتنهدت وغطت وجهها..وظلت على ذلك الحال مدة طويله..لا احد من الثنائي قد توقع هذا..وسقط قلبهما في معدتهما..الصمت مطبق..في النهاية هي رفعت رأسها وقالت بنبرة هادئه:
"لا عجب انك توأمها.."
رمش بهدوء وعدم استيعاب..لكن في الثانيه التاليه هو سمع صوت فتاه هادئ وناعم ينادي بالانجليزية:
"عزيزتي؟! انتِ هنا؟"
وحين تقدمت نحو الجميع وقفت رينا وعانقت خصرها..همست في اذنها شيئاً لتبتسم وتنحني لهم:
"مرحباً بكما..انا ماندلي جوليا..خطيبه رينا..تشرفت بمعرفتكم.."
وهكذا فهم رين الامر..وضحك بلطف..جلست جوليا بجانب ناناميا فهو المكان الوحيد المتوفر وكانت تبدو عليها الجدية..تتحدث بهدوء تام..حركاتها قليله..وتتكلم كأنها تبلغ من العمر عتياً..هي كانت طويله بشعر قصير اشقر للغايه يكاد ان يصير ابيضاً..نحيله ولكن يبدو عليها القوة..تظنون انها تشبه احداً؟ اه انتم لا تظنون..هي كذلك..فالاقدار ساقت الاخوين لاناس متشابهين ايضاً..هم تحدثوا عن كل شيء..عن تشابهات حياه رين ورينا..عن مفضلات رين وناناميا ليفاجأ الجميع ان ناناميا وجوليا قد تقابلا مسبقاً دون علمهما..فجوليا تعمل في برج المراقبه للمطار الذي استقبل الطائرة التي كان يقودها ناناميا!بعد فترة بدأت جوليا بفرك عينها بشكل ملحوظ..فسألها ناناميا عن ذلك..لتقول انها لاتعلم مالخطب.
"ابعدي يدك وحاولي ان تفتحي عينك..سأرى ان كان هناك رمش عالق ربما.."
فعلت كما طلب منها ليهمهم:
"كما توقعت..رمش عالق.."
امسك بذقنها وبدأ ينفخ على عينها بلطف حتى زال الرمش..وحين خرج هي شكرته بهدوء..غير عالمين بالبراكين الثائره هناك..وفي غمضه عين كان هناك جسد يحتل حجر ناناميا ويسحب وجهه تجاهه ليقبله بكل قوة وعنف..اما جوليا..فقد تلقت صفعه..ثم جرت من يدها للطابق العلوي..في هذه النقطه فحسب لم يتفق الاثنان..العقاب للغيرة الثائرة..حينما فصل رين القبله همس لحبيبه:
"لماذا فعلت ذلك؟ رمشا عالقاً كان ام فيلاً يتسلق عينها..كان يجب عليك اخبار رينا..لاتدع قلبي يشعر بأنك لست له حبيبي..انت ملكي انا فحسب..فهمت نانامي؟!"
بعد ساعتين نظر ناناميا لساعه يده ووقف معتدلاً لينحني باحترام..قال بهدوء:
"معذرة..يجب علينا الذهاب..يجب علي استقبال عائلتي من المطار..ثم هناك اعمال اخرى بشأن الزفاف علينا إنهاؤها.."
ابتسم رين ونهض معه لتتساءل رينا:
"الزفاف؟!"
اومأ شقيقها وقال بلطف بينما يشابك اصابعه مع اصابع حبيبه واضعاً رأسه على صدره:
"نسيت اخباركم ان زفافنا سيكون غداً..وبالطبع اريد منكم ان تحضروا..عائلة ميساما ستكون موجوده ايضاً.."
وهكذا كان يوم ماقبل الزفاف..حيث انهوا اعمالهم ووقعوا على وثيقة الزواج واستلموا ملابسهم وذهب رين ليتلقى عناية بجسده..وفي اليوم التالي..كان يوم الحدث الكبير، في كابينة انتظار المعلم وسط الغابة..كان هاروكو يهدئ من روع ذو البدله الرماديه..الذي كان يروح ويجيء فوق الارضيه الخشبية العتيقه التي كانت تصدر صريراً عالياً بعد كل خطوة..متوتر بشكل لم يكن له مثيل..مهلاً لحظة..هذا ماتوقعتموه صحيح؟! ولكن هذا المشهد لم يكن هناك مطلقاً..بل رين كان سعيداً ومرتاحاً..يؤرجح ساقيه بلطف بينما يدردش مع مرافقيه الثلاثة..معانقاً باقه القرنفل التي بيده..وقتها دخلت والدته التي انجبته وامه التي اعتنت به..الاولى تحمل طوقاً من ازهار بيضاء والاخرى تحمل قطته الحبيبة..وقف عند رؤيتهما بسعادة..ترك باقته على المقعد..وتقدم منهما..كلتاهما قبلتا جبينه..كلتاهما كانتا دامعتين..فواحده انجبته وفقدته..والاخرى ربته ليكون هكذا..كلتاهما ام له..عانقهما بحب شديد..ثم افترقوا ليتوج بطوق الورد..ويحمل قطته الحلوة..ويعود حيث كان..العجيب في هذا كله انه لم تلفظ اي كلمه خلال هذه الطقوس..بل القلوب والاعين والدموع نابت عن الكلمات في هذا كله.. بعد بضع دقائق تم استدعاؤه ليذهب نحو المراسم..وهكذا كان..خرج يسير بهدوء ومعه مرافقوه..ولو بإرادته لركض..على وجهه ابتسامه هادئه مطمئنه..وحين وصل..امسك بيدي حبيبه..ورفع وجهه له..هو انفجر بالضحك امام الجميع فجأة!! مما جعلهم مصدومين..ويضحكون ايضاً..السبب لم يعرفه غير رين..لانه الوحيد الذي يمكنه قراءه وجه حبيبه وملامحه التي لاتتغير..هو علم ان حب حياته متوتر جداً..ويكاد يتبول في سرواله لشدة التوتر..لذلك بدأ يضحك..هو لم يضحك لان الامر مضحك..بل لانه يعلم ان ضحكته الصاخبه تزيل توتر خطيبه.. عد موجة الضحك تلك..كان ناناميا قد هدأ فعلاً..وبدأ الزفاف بطقوسه الهادئة..حتى وصل القس لمقطع الاعتراض..
"قبل ان تتلوا عهودكما..من لديه اعتراض فليتقدم..او ليخرس الى الابد!"
عم بعض الصمت لثوانٍ قليله..ولكن هناك فتاه رفعت يدها ببعض التوتر..قالت بصوت مهزوز:
"ا..انو..انا اعترض.."
رفع رين حاجباً وناناميا تنهد..هذا ماكان ينقصهما..ان تعترض زميله رين على زواجه..اذن لها القس فتقدمت وهي تضم ذراعيها لصدرها بقلق:
"امم..مي..ميساما سينسيه..لا تتزوجه..انت..ستعانِي معه..هو..اعني..لاتريان بعضكما كثيراً..و..امم..انت افضل..اه..انت تستحق شخصاً افضل منه!!"
صرخت بأخر جمله ليهتز كيان رين بأكمله..بقي ينظر نحوها بفراغ..وللمرة الاولى كان رين عاجزاً عن التعامل مع مشكله ما..حين رآه ناناميا هكذا قال لها بهدوء شديد:
"سينسيه..رين اختارني بكل العناء الذي سيرافق حبي وقربي..نحن امضينا سنوات هكذا..مالذي سيتغير فجأة؟ رين يستحق شخصاً افضل..اعلم بذلك..ولكنني اناني متملك لعين وسوف اقف في طريق كل من سيحاول اخذ رين مني او ابعادي عنه..عُلم؟ سينسيه؟"
هي نظرت لناناميا بانكسار وابتعدت نحو مقعدها..لكن المفاجئ ان رين ترك يدي الطيار..وجهه كان خالي الملامح..وجلس على الارض في تهالك..هنا ذو عيني القط شعر بالهلع..هبط نحو عزيزه وقام بهزه:
"ريني..ريني حبيبي!! عزيزي انظر الي!! حبيبي اوه؟! ارجوك؟!"
ولكن..لا استجابة.. هنا حانت من الاطول التفاته عنيفه..شرسه..عصبيه..وفي احدى النوادر الاعجازيه..هو كشر عن انيابه..التي كانت طويله بشكل ملحوظ..مما جعله كقط يرفع ذيله..مستعد للهجوم وتمزيق تلك المرأه بكل حدة..ولكن في اللحظه الاخيرة امتدت يد لتمسح على شعره ليهدأ فوراً وينظر لصاحبها بقلق..همس له:
"هل انت بخير؟!"
اومأ رين بابتسامه ضعيفه..ونهض مجيباً:
"صداع فحسب.."
الاطول علم انها كذبه..وانه سيستخرج كل شيء فيما بعد..وعادت المراسم لتكتمل بهدوء..
"ناميدا رين..اتقبل بميساما رين زوجاً لك؟!"
"اقبل.."
"ميساما رين..اتقبل بناميدا رين زوجاً لك؟!"
اومأ الصغير في خجل..واخرج حروفه بصعوبة فجائية:
"اقبل.."
"بالسلطه الممنوحه لي من الكنيسه البابويه في الفاتيكان..باسم القديسة ماري واليسوع..اعلنكما زوجين..يمكنك تقبيل العريس.."
وهكذا كانت هناك قبله عميقه للغايه بينهما..بعد هذه القبله ابتسم رين واسند رأسه بكل هدوء على صدر حبيبه..وتنهد براحه..هو يؤمن الان ان لاشيء سيفرقهم..ولاحتى مشاعره السيئه بأنه اقل مما "زوجه" يستحق..وقتها همس ناناميا:
"حبيبي..انت تؤمن بي..صحيح؟!"
رفع الصغير رأسه باستغراب..اومأ ايجاباً بحاجب مرفوع..همس له الاطول مجدداً:
"هل ستكون خائفاً بجانبي؟!"
تحير المعلم..لماذا هذه الاسئله الغبيه التي اجابتها معروفة تماماً..عندما رأى الاطول اجابه صغيره في عينيه..هو ابتسم وسأله:
"الن تقوم برمي الباقه؟!"
سرعان مانسي الصغير هذه الاسئله واومأ بحماس ليقفز صائحاً:
"من يريد ان يتزوج بعديي؟؟!"
صاح الجميع بذات الحماس واستدار مغمض العينين..قام الجميع بالعد معه حتى الثلاثة ورماها للخلف..حلقت الباقه عالياً..انتم تتحدثون عن رميه معلم رياضه..وتتحدثون عن التقاطه لاعب كرة سله..حسناً حزرتموها..هاروكو من امسكها..لكنه تذمر بعدها بأسى:
"انا لا املك حبيباً حتى!!"
ولكن هناك من فاجأه بقبله على وجنته وقال بصوت عال:
"لاتتسرع في الحكم هارو~"
نظر لمن فعل ذلك بوجه محمر للغايه وهو حسناً..تلقى اعترافاً رسمياً امام الجميع..من مَن تتساءلون؟! اه من سيكون غير شيبا؟! كان رين ينظر لهم ويضحك في سعاده شديدة..طالباه اكملا نصفيهما..هو كان قد لاحظ انجذاباً خفيفاً من هارو نحو شيبا..وكان يتساءل كثيراً حول علاقه الرجال ببعضهم..اما شيبا..فاعتقد ان هاروكو هو الوحيد الذي لم يكن يعلم انه يحبه..كان رين غافلاً تماماً عن صاحب الشعر الفضي الذي كان يرتب اموراً اخرى..ولم ينتبه الا حينما اعطاه عناقاً خلفيا..قال له بهدوء:
"حان وقت المغامرة حلوي.."
"هاه؟! مغا..مغامرة؟!"
هكذا وجد نفسه يرتفع عن الارض بتلك الطريقه الخرقاء..محمولاً من بطنه نحو مكان مجهول..وحينما رأى ماهو مقبل عليه هو بدأ بالصراخ والحركة العنيفه:
"لللااااااا اعععدننييي من حححييث اتتتييييييتت!!! للااااااهههه!! تتتوووققققفففف!! ااانننززززلللننيييي!!ناه..ناههه..نانا ارجوك لا اتوسل اليك توقف لاتفعل هذا بي ارجوك لا اريد هذا لا لا لا لا لااااااا!!"
استمر الصراخ..ولكن ناناميا لم يكترث له..بل واصل مسيره نحو الهاوية التي تكاد تقتل رينه رعباً..وصراخ الصبي مازال يتعالى..
"نانا ارجوك لا اقسم اني لا استطيع ناناااا!! هل تريد قتلي في يوم زواجنا؟ هل تريد تقديمي قرباناً للمسييح؟؟!"
ضحك الاطول بصمت وقال:
"لسنا وثنيين لنقدم القرابين حبيبي.."
"اذاً افلتني ايها اللعين لماذا تريد ان تفعل هذا بي؟؟!"
حينما اخيراً وضعه على الارض حاول الهرب ولكن الجسد العملاق قطع عليه الطريق..فجلس عند قدميه معانقاً اياها بتوسل ودموعه هبطت بالفعل:
"نانامي ارجوك لا اريد هذا..ارجوك همم؟ اي شيء اخر الا هذا..ارجوك اتوسل اليك!!'
ولكن ناناميا..هل سيتراجع؟! اوه كلا ليس عند هذا الامر..قال بصوت حازم:
"ناميدا رين! قف على قدميك حالاً!"
وهنا رين علم انه لا مهرب..ابتلع ريقه ووقف بركبتين مرتجفتين..تمسك بجسد حبيبه المنتصب كيلا يقع..ولكنه يكاد يموت خوفاً بالفعل..تقدم للامام مع صغيره معتذراً حول الدراما التي حدثت قبل قليل..وطلب من العاملين ان يبدأوا تجهيزهما..
"كلاكما في مرة واحدة؟!"
اومأ ناناميا وهكذا بدأوا يلفون الاحزمة حول سيقانهم ويضعون حول اكتافهم وخصورهم احزمة تربطهما ببعض..وحين انتهوا امسك الاطول بوجه صغيره وهمس:
"اخبرتني انك تؤمن بي..وتجد امانك معي صحيح؟! لذلك..لاداعي للخوف حبيبي..لا داعي للخوف طالما انت بين يدي..لا اريد ان ارى دمعه رعب وانا حي ارزق تهبط من عينيك..لاتخف..وتمسك بزوجك جيداً..واذا غالبك الشك فقبلني فحسب.."
هنا شعر رين بأنه كان غبياً لفعل هذا كله..تمسك بجسد عملاقه واومأ..مازال هناك بعض الخوف ولكنه سيتشجع..وقفا على الحافه سوياً ليعد العمال العد التنازلي..وحين وصلوا للرقم الاخير..صرخ الطيار بأقوى مايملك:
"احبكَ صغِيري رين!!"
تردد الصدى في الوادي بينما يهبطون للاسفل بتسارع مخيف..نحو البحيرة هناك..رين كان قد توقف عن التنفس..وقلبه ينبض بشدة..قبضته تكاد تتمزق..لكنه لوهلة قرر فتح عينيه..وحينما فعل هو رأى صدر حبيبه العريض يحيط به..والهواء يحرك شعره بقوة..كان الامر كالسباحه في الهواء..كانت فكرته مضحكة لذلك بدأ بالقهقهة..صاح بصوت عال هو ايضاً:
"احبك ايها العملاق الاخرق!!!"
كانت هذه تجربه رين الاولى لقفزة البانجي..ولكن حبيبه؟! حسناً نحن نعلم انه طيار..لذلك..نعم هذا لاشيء بالنسبة له..على اي حال بعد الانتهاء منها اتى العمال ليساعدوا الاثنين في التخلص من البدله الحزاميه المرهقة للعضلات..حين خلعوا خاصه رين العامل شهق برعب..وحين نظر له رين باستغراب هو قال:
"كيف تمكنت من الثبات في هذه الاحزمة؟! انها واسعه عليك للغاية ايها الطفل!!"
وحسنا رين ملامحه اظلمت وكور قبضتيه مبتسماً كمن ينوي قتل من امامه دون عودة..وحين اكمل العامل حديثه كان الانفجار:
"الستما الثنائي الذي تزوج؟! لماذا تزوجت في عمر صغير! هل دخلت الجامعه حتى؟!"
هنا المعلم اراد لكمه ولكن عملاقه امسك به وهو يضحك بينما يسمعه يلقي بالشتائم..
"ايها العجوز الاخرق افتح عينيك جيداً!! امتلاكي لجسد صغير ليس من شأنك مطلقاً!! ضع رأيك في مؤخرتك المترهله!! وانا حر في زواجي اياً كان عمري!! اتغار لانك تضع رجليك في القبر يا مؤخرة الكلب الفاسدة؟! ايها المتعفن قصير النظر عمري ست وعشرون عاماً واقترب من السابعه والعشرين اللعنه!! افلتني نانا ودعني اقتله لاعلمه الا يتدخل في شؤون الاخرين تباً له دعننيي القنه درساً!!"
لحسن الحظ العجوز المسكين لم يفهم ماقاله المعلم لان رين تحدث بلغته الام..لذلك وسط ضحكات عملاقه هو تم اجباره على الصمت والتوقف عن الشتم واللعن والصراخ..حينها قال له ناناميا:
"آسف سيدي ولكن..حبيبي حساس تجاه حجمه الصغير..لذلك هو لا يحتمل اي تعليقات من هذا النوع.."
اتت رينا وقتها وقامت بسحب شقيقها ليغادرا المكان نحو مساحه الزفاف مجدداً وبقي الرجلان يتحدثان..
"ولكني لم اقل شيئاً خاطئاً..انه اصغر من المعتاد.."
نفى ناناميا بابتسامه وقال:
"بل هو كبير حقاً..عمره 26 عاماً..ومعلم رياضه محبوب من طلابه.."
اتسعت عينا العامل المسكين وفمه فتح باتساع..صاح في ذهول:
"هذا مستحيل!! اذا كنت جاداً فلابد انك تبلغ من العمر 30 عاماً!"
حك الاطول رأسه وقال بحرج:
"ليس تماماً..عمري 29 عاماً سيدي.."
وهكذا امسك العامِل قلبه بقبضته لينهار على الارض..كان يبحث بيده الاخرى عن شيء في جيب بدلته..وحين كاد يستسلم اخرج له ناناميا العلبه من جيبه الاخر بعد ان جثى لمساعدته..وضعها تحت لسانه بكل هدوء وتركه ليستعيد انتظام دقاته..اثناء ذلك ضحك بخفوت..اعمارهم سببت صدمة للرجل المسكين..حينما انتهى كل شيء عاد ناناميا للجميع ليرى انهم ينظرون نحو شيء ما بتركيز..حينما اقترب اكثر كان شقيق جوليا يغنِي لفتاه يحبهَا اغنِية راب قدِيمة!
"تعَالي وحلقي معي فتاتي..انا هو المختار مع حرف S على صدري..انسَي حبيبَك السابق..هو لا يعلم ماهو الحب..هو فقط رسب في الاختبار..بالاضافه الى انه لا يعاملك جيدا..هو يتركك تبكين طوال الليل..انظري؟ هو كالكريبتونايت..انا اتيت لامنحك القوة..كي تستطيعي تركه وراءك..يمكنك اعادة كل شيء من البدايه فقط اضغطي زر الاعادة..لانه لا يفهم انك فريدة من نوعك..لطيفه جداً مثيرة جداً وفقط رائعه جداً..سأحارب حتى مماتي لاجعلك ملكي..ابداً لن اهملك..لن املك وقتاً لازعاجك..وسأحترمك دائماً..لانك ككنز مدفُون..واعدك بأن احبَك..من الان والى الابد.."
وحسناً الفتاه بالفعل انهارت بالبكاء..ورين تساءل..اهو يوم الاعتراف العالمي بالحب؟!بعدَ انتهاء الزفاف..وعودة الجَميع لمنَازلهم..كانَ دور الاثنين ليستَريحا من العَناء..حمَام دافِئ اسَفل الدّش كان كَفيلاً بجعلهما يسترخِيان..عِناق خَلفِي لطيف وسطَ البُخار..همسٌ خَافت قَليل..كلاهُما كان متعباً..لذلك انهَيا الحمام وسارَعا للسرير بعدَ تجفِيف شعرهمَا..حِينما استقَرا اسفَل الغِطاء الدافِئ..هَمس الاكبر:
"رينِي..تعلَم انِي اكرَه الكذِب..صَحيح؟!"
ابتسم الصغير مغمض العينين وهمس:
"لكُل كذبه عشرون قبله..هذا هو القانون.."
ولكن الاطول تنهد واجابه بيأس:
"لا آبه بهذا القانون الان..فقط اخبرني.."
الصَغير رفع يده لكتف زوجه عاري الجذع..فتح عينيه برفق وهمس:
"لمَاذا؟ مالذي يجعلك ترغب في اضافه هم آخر على هذا الكتِف الذي يكاد ينحنِي..والكاهِل الذي يوشك على ان ينكسر..هَماً آخر؟"
لكن نظرات عيني القِط كانت تنتظِر..ورين علم انه لن يتراجع..تنهد وقال:
"حقاً لا شيء..فقط..دائماً ما كنت افكر بأنني لا استحقك..انت افضل مني بكثير..وايضاً..اروع مني بكثير..انت فقط تستحق شخصاً افضل..وبالامس حينما رأيتك مع جوليا كنت افكر بشيء مثل..اوه..لماذا هما يناسبان بعضهما بشكل مقزز؟! لماذا جوليا تبدو كشريك مثالي لناناميا؟! كان الامر يزعجني بطبيعه الحال..منذ بدايه علاقتنا كنت اشعر بهذا الشعور..وكايدي سينسيه كانت تبغضني لانك رفضتها لاجلي..برغم انها قالت تلك الكلمات لي..ولكن اليوم..حينما اخبرتني انني استحق شخصاً افضل منك؟ حينما صرخت بتلك الجمله..شعرت بشيء ما في داخلي ينهار..وربما يبنى..شعرت وكأن الدنيا تحطمت فجأه..ولكنها عادت لتتشكل مجدداً..هذا جعلني افقد نفسي لوهله..جعلني ادرك اننا متساويان ربما..ولولا ذلك..لما تمسكت بي..ولما حاولت حتى هذا اليوم ان تزيحني بقوة..هذا كل مافي الامر.."
بشكل مفاجئ..سمِع رين شهقة مكتُومة..رفع رأسه ليرى مشهداً يراه للمرة الاولى..في علاقتهم التي امتدت لست سنوات..كانت هذه مرته الاولى ليرى فيها ناناميا يبكي..كان حبيبه قوياً دائماً..صلباً..لايظهر عواطفه وضعفه وضحكه الا لصغيره..لكنه لم يصل لمرحله البكاء ابداً..الدموع الوحيدة التي رآها رين هي كانت بسبب تقطيعه للبصل..ولكن دموع اخرى؟ لم ير مطلقاً..كان عملاقه يبكي..بحرقه..الكثير من الدموع بللت الوسادة..عيناه كانتا مغلقتين..ولذلك رين شعر بالهلع..جلس معتدلاً ليسحب معه الاكبر ويقابله..كان يبكي كطفل صغير استيقظ وسط الظلام بسبب كابوس لعين..
"حبيبي!! انت..انت تبكي؟!! اوه..اوه الهِي ماذا يحصل؟؟! مالذي يجب علي فعله؟؟! اه هل قلت شيئاً سيئاً؟ الهي الرحيم!! نانامي يبكي!! انا..اوه..مالذي يبكيك؟؟!"
كان رين يتحرك هنا وهناك بخوف ورعب وهلع..ضائع تماماً..ولكن اخيراً هو فكر باحتضانه..سحب رأسه لصدره وبدأ يمسح على شعره ببطء وهدوء..وحينما لم يكن هذا ذو فائدة هو بدأ بالغناء..صوته ليس بذلك الجمال ولكن..بالنسبة للوضع الحالي كان مهدئاً فعالاً..فبعد بضع دقائق العملاق توقف عن البكاء ورفع رأسه..وحسناً شكله كان مخيفاً! شعره الطويل ساقط على وجهه..عيناه الصفراوان تحول بياضهما لللون الاحمر وانتفخ ماتحتهما..كان الامر سيئاً للغايه..عند ذلك همس رين بلا وعي:
"تبدو كمصاص دماء حقيقي.."
مما جعله يضحك بخفه بينما يتخلص من سوائله الانفيه في منديل..تنهَد بعد ان انهى نِصف علبه المنادِيل وقال:
"هذا مايحصل عندما نبكِي..البُكاء سيء اقتصَادياً..وجَالب للصدَاع ايضاً!"
استلقى على السرير متذمراً بآخر جمله..وهو بدا للاخر طفلاً لطيفاً للغايه..استلقى بجانبه مجدداً وسأله بلطف:
"اخبرني..مالذي جعلك تبكي؟!"
رفع ناناميا كتفيه..فكر بهدوء لبعض الوقت ثم اردف:
"لا اعلم حقاً..كنت سعيداً..وفي ذات الوقت قلقاً..وغاضباً..والكثير من المشاعر اختلطت..وشيء ما قام بسد مجرى تنفسي..وعيناي صارتا ضبابيتين..وبكيت..فقط هكذا.."
ضحك رين بلطف وهمس بينما يعبث اسفل ذقن حبيبه:
"هكذا اذاً؟!"
اومأ ناناميا واصدر صوتاً يشبه غرغرة القطط الراضيه..وهنا رين جن جنونه..غطى وجهه بيديه وانتحب:
"الهي ارحم قلبي الصغير..هذا الرجل سيقتلني قريباً.."
ضحك الطيار وشده اليه مجدداً..همس له بابتسامه مغمض العينين:
"افعل ذلك مجدداً..انه مريح.."
ورين لم يصدق ذلك..كان سعيداً جداً بهذا الامر..فصار يداعب ذقن حبيبه وفكه الحاد بانامله الرقيقه..وربما يترك بعض القبلات..حتى انتظم تنفس الاطول وصار صدره العريض يتحرك بهدوء..دلاله على انه قد نام..حينما تأكد رين بأن عملاقه نائم حقاً..نهض من السرير..اخذ وشاحاً وغطى كتفيه باهمال..فتح باب الشرفه وخرج بهدوء يجلس هناك..الصمت يعم المكان..الشارع في هذه الناحية هادئ جداً في الليل..تنهد بعمق وهمس:
"لاتحب الكذب؟ مارقم هذه الكذبة ياترى؟ هكذا يكون البكاء؟! ليس وكأنك لاتبكي في ذكرانا بحرقه كل عام حينما اتظاهر بالنوم..الهذا السبب تعمدت الاعتراف لي في يوم وفاته؟ تبتسم في وجهي طوال الوقت وانت تحمل جبالاً من هم وحزن واسى؟ غبي..احمق..هذا لايسعدني مطلقاً..تعود من عملك بعد غياب اشهر..منهكاً..قدمك غير ثابته على الارض..تنسى كيف تقود السياره..تخبرني بكل لطف انها كانت رحلات جيدة..ولكنك لاتعلم مقدار الانين والسعال الذي يخرج منك حين تنام..شخص يئن وكأنه طعن الف مرة..كيف لرحلاته ان تكون جيدة؟! لاتتذمر حول رئيسك مطلقاً..ولاتشتكي من زملائك..هذا لايعجبني ابداً..لايروقني قناعك المخادع هذا ابداً..لا احبه!! لا اريده!!اخلعه!! اخلعه!!"
شد بقوة على قماش سرواله..والدموع هبطت بصمت..ليشعر فجأه بذراعين تحيطانه وصوت زوجه المبحوح يهمس:
"اخلع ماذا؟! مالذي يبكيك وسط الليل حبيبي؟!"
مسح رين دموعه واستدار..سأله بهلع:
"منذ متى انت هنا؟!"
رفع الاطول كتفيه وقال:
"للتو اتيت..كنت تردد اخلعه بكل اصرار.."
تنهد رين وقال بينما يمسح دموعه:
"لاشيء، عد للنوم نانا. "
دفن الاطول رأسه في عنق صغيره وقال بصوت اجش:
"لا استطيع النوم بدونك، جسدي يعطي انذاراً بأن قطتي ليست هنا. "
تنهد الاقصر مجدداً، لم يكن له مزاج يسمح له بالتعامل مع زوجه حالياً، لذلك امسك انفسه بقوة ورفع رأسه قائلاً ببرود:
"عد للسرير. "
صرخ الاطول بألم وفرك انفه الذي صار احمراً:
"مؤللللمممم!! انه انفي كما تعلم!! "
رفع رين حاجباً، استدار للاطول وقال له بهدوء:
"اتريد ان اشد شعرك عوضاً عن انفك؟! "
ابتلع ناناميا ريقه، اومأ نفياً، وسار للسرير كطفل مطيع.

лунный светWhere stories live. Discover now