القسم 4

126 9 0
                                    

  بعد الانتهاء عاد كلاهما للبيت و طلب منها نام شين أن تغتسل بسرعة لتبدل ثيابها فقالت: ما زال الوقت مبكراً.
فقال نام شين: كلا, فعليك ارتداء الفستان و وضع مساحيق التجميل و وضع بعض اللمسات لتكون إطلالتك جميلة.
نظرت له ميري باستغراب و قالت: مساحيق تجميل؟ أنا لم أضع مساحيق التجميل منذ فترة طويلة كما أنني لا أجيد وضعها. كما أن الفستان الذي أحضرته السيدة كانغ مبالغ به, لا أدري كيف سأرتديه. يبدو بأنني تسرعت بشأن قبولي لهذه الدعوة فلا يجدر بي الذهاب إلى مكان كهذا. أخبرها بأنني غيرت رأيي, يمكنك الذهاب وحدك معها.
أومأ نام شين برأسه رافضاً ثم اقترب و أمسك بيدها ليسحبها خلفه فأفلتت يدها و قالت بحنق: قلت لك لا أريد, لا يمكنني الذهاب و ارتداء ملابس كهذه, أنا أتوتر بوجود الكثير من الناس.
اقترب نام شين منها بسرعة و حملها بين ذراعيه وسط دهشتها و نداءاتها المتكررة له ليتركها و شأنها فقالت: أنت مخادع فما زلت تطيع السيدة كانغ في كل شيء و ليس أنا. أنتما حقاً مخادعان.
فقال نام شين: الأمر ليس كذلك و لكن هناك أولويات للأمور و أنا أتصرف حسبها و اليوم حضورك للحفل هو الأولوية.
أخذها نام شين للحمام و طلب منها الاغتسال بسرعة فانصاعت لطلبه و ما أن خرجت حتى وجدته واقفاً أمام الباب بانتظارها ففزعت قائلة: ما هذا؟ هل بقيت واقفاً هنا؟
أومأ نام شين برأسه إيجاباً فقالت بحنق: أيها الوقح, ألا تعرف معنى الخصوصية؟ ابتعد عن طريقي قبل أن أضربك.
نظر لها نام شين باستغراب: و لكنني مجرد رجل آلي لماذا تشعرين بالحرج مني؟
فنظرت له ميري و قالت بحنق: هيئتك كالبشر و تتحدث كالبشر فكيف لي ألا ...
فقال نام شين: آه, إذاً هذا ما يسبب لك الإرباك. و لكنك لا تكرهينني مثل باقي البشر أليس كذلك؟
نظرت له ميري بحنق و قالت بتهكم: بلى, اليوم شعرت بأنني أكرهك.
أمسك نام شين بيدها فغمز قائلاً: كاذبة أنت لا تكرهينني.
سحبت ميري يدها بسرعة و شعرت بالحرج فابتسم نام شين و اقترب منها و شرع بوضع مستحضرات التجميل لها فقالت ميري: هل تجيد وضعها أم ستجعل وجهي كورقة رسم لونها طفل صغير؟
فابتسم نام شين قائلاً: لا تقلقي لقد بحثت عن العديد من الفيديوهات و تعلمت كيفية وضعها.
تنهدت ميري و قالت: حسناً لنرى ما تعلمته.
و بينما كان نام شين يضع لها مساحيق التجميل كان يقرب وجهه من وجهها ليتأكد من وضعه للمساحيق بشكل صحيح ففتحت عينيها و رأت وجهه قريباً من وجهها فارتبكت و احمر وجهها فقال نام شين: هذا غريب, لماذا ارتفعت حرارتك فجأة؟ هل تشعرين بتوعك؟
فقالت ميري: كلا و لكن أشعر بالحر بسبب الجو.
فخفض نام شين درجة حرارة الغرفة من أجلها و أكمل عمله و بعد انتهائه أحضر لها الفستان و طلب منها ارتدائه ثم أعاد رفع حرارة الغرفة كما كانت و هو يبتسم ثم خرج من الغرفة.
بقي نام شين ينتظر أمام غرفتها و عندما تأخرت بدأ يناديها و يحاول استعجالها و هي تطلب منه الانتظار. كانت ميري تحاول إغلاق الفستان و لكنها لم تستطع فقرر نام شين الدخول عندما شعر بأن تصرفها بدا مريباً. و ما أن دخل تفاجأت ميري و استدارت مولية ظهرها للناحية الأخرى و صرخت بوجهه: لماذا دخلت هكذا؟ قلت لك انتظر.
فقال نام شين: لقد بدا صوتك غريباً لذا كان علي الدخول, ماذا هناك؟
فقالت ميري بإحباط: لم أستطع إغلاق الفستان.
ابتسم نام شين قائلاً: دعيني أتولى ذلك.
اقترب نام شين خطوتين باتجاهها فقالت: أنت لا تسجل صحيح؟
فابتسم قائلاً: اطمئني, أنا فقط من يراك, لقد وعدتك بذلك فهم لا يرون سوى جولاتنا في المحمية لا غير.
اقترب نام شين أكثر و أشار لها لتستدير ففعلت و قد بدا عليها الحرج فقال: هل علي خفض درجة حرارة الغرفة مجدداً؟
فقالت ميري بصوت منخفض: أيها الوقح توقف عن مشاهدة المسلسلات.
ابتسم نام شين و بدأ يغلق لها الفستان و بعد لحظات قال: لقد انتهيت.
استدارت ميري ثم قالت محاولة إخفاء خجلها: ماذا عنك؟ لماذا لم تبدل ملابسك حتى الآن؟
فرد نام شين: سأفعل ذلك الآن و لكن كان علي التأكد من أنك مستعدة أولاً. لن أستغرق الكثير من الوقت.
فنظرت له ميري بخبث: حسناً, هيا أسرع قبل أن أقتحم الغرفة أثناء تبديل ثيابك.
فابتسم نام شين قائلاً: لا بأس فأنا رجل آلي و لا أشعر بالخجل.
أغمضت ميري عينيها قائلة: هيا اذهب.
ضحك نام شين و مضى في طريقه و بعد دقائق خرج و هو يرتدي بذلة سوداء يبدو بغاية الأناقة لدرجة أن ميري أطالت النظر إليه فسألها قائلاً: هل أبدو وسيماً؟
فقالت ميري: كلا, لست وسيماً على الإطلاق.
فأمسك نام شين بيدها و غمز قائلاً: كاذبة, هذا يعني بأنني أبدو وسيماً, لن يتم كشفي بأنني إنسان آلي أليس كذلك؟
تنهدت ميري و قالت: توقف عن فعل أمور مريبة أمامهم كمسك اليد لتحكم إن كانوا كاذبين أو صادقين و إن اضطررت لذلك فلا داعي لتقول كلمة كاذب فأنا و السيدة كانغ سنفهم ذلك عندما تغمز و أيضاً اجعل أمر مسكك باليد يظهر بشكل غير متعمد, هل فهمت؟
ابتسم نام شين و أومأ برأسه موافقاً ثم قال: لقد وصلت السيارة, هيا بنا.
اقترب نام شين و قرب ذراعه من ميري لتمسك به ففعلت و ركبا السيارة حيث كانت السيدة كانغ تنتظرهما فيها و ما أن رأتهما السيدة كانغ قالت: ميري تبدين في غاية الجمال, و أنت نام شين تبدو في غاية الوسامة.
بقيت ميري صامتة بينما ابتسم نام شين شاكراً لها على إطرائها. انطلقت السيارة في حين أخرجت السيدة كانغ جهازاً لوحياً لتعرض قائمة المشتبه بهم من الحضور و بدأت السيدة كانغ تعرفها عليهم واحداً تلو الآخر حتى وصلت لصورة رجل فازدردت السيدة كانغ ريقها في حين حدقت ميري في الصورة بنظرات مختلطة بين الغضب و الألم ثم قالت السيدة كانغ: أعلم بأن هذا سيؤلمك و لكنني خشيت أن ترفضي القدوم إن علمت بأنه سيكون حاضراً. علينا أن نضع حداً لهؤلاء حتى لا يتكرر ما حصل معك يا ميري لذا أرجوك تماسكي و كوني قوية لتتمكني من مواجهته إن ظهر أمامك, هل فهمت؟
فقالت ميري بنبرة غاضبة و حزينة: ألهذا السبب اخترتني لهذه المهمة؟ أنت لم تحضري لي نام شين ليتعلم في المحمية و ما إلى ذلك, أردت فقط الوصول لهذه النقطة و تستغلي ألمي بسبب ما حدث معي سابقاً لأكون جزءاً من لعبتكم, ظننت بأن رغبة الانتقام ستدفعني لفعل ما تريدون, أليس كذلك؟
ردت السيدة كانغ قائلة: كلا يا ميري, هذا ليس صحيحاً, لا تربطي الأمور بهذا الشكل من فضلك. نام شين ليس له علاقة فنحن أردناه أن يتعلم منك في المحمية بالفعل و لكن تم اقتراح اسمك لاحقاً لحضور الحفل مع نام شين لأنها ستكون مرَّتك الأولى لحضوره و لا أحد يعرفك شخصياً و حتى إن عرفوا ابنة من تكونين فهذا لا يسوغ لهم معرفة الكثير بشأنك لأنك لا تختلطين بالناس و أمضيت سنوات في الخارج للدراسة.
نظرت لها ميري بريبة ثم قالت: لنفترض بأنني صدقت هذا الكلام, أخبريني لماذا تحملين على عاتقك كشف هؤلاء الأشخاص, ما هي مصلحتك و من يقف وراءك؟
فقالت السيدة كانغ: ميري أنت تعلمين بأن معهدنا التقني يتم تمويله من قبل الحكومة و يريدون كشف أولئك المتورطين في التمويل الخارجي و كشف أسرار الدولة لأعدائها فقد حدثت بعض الأمور جعلتهم يفتحون تحقيقاً رسمياً بشأنهم لكشفهم و معاقبتهم و معرفة من وراءهم.
ابتسمت ميري بتهكم و قالت: و تريدين استغلال نام شين في هذا, إذاً فأنتم صنعتموه من أجل التجسس حقاً و ليس من أجل حماية البيئة كما ادعيت.
تنهدت السيدة كانغ بضيق ثم قالت: الأمر ليس كذلك, ما سيفعله نام شين في الحفل يمكننا فعله بطرق أخرى, هل تظنين بأن الحكومة بكافة أجهزتها و تقنياتها عاجزة عن مراقبة بعض الأشخاص؟ ميري استفيقي أرجوك ولا تجعلي معاناتك السابقة تثير شكوكك تجاه جميع البشر. أعلم بأنك عانيت كثيراً و لكن هذا لا يعني بأن جميع البشر متشابهين.
ابتسمت ميري بسخرية و نظرت من النافذة ثم قالت: بل جميعكم كاذبون و استغلاليون, جميعكم متشابهون.  

أحببت رجلاً آلياًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن