2 |متناقضتان|

15.5K 1K 217
                                    

مساء معطر برائحة اللافندر 💚

الفصل الثاني من الرواية *-* قراءة ممتعة للجميع
علقوا عالفقرات 💙
.
.
.
.
.

"ما الذي سنشتريه لافندر؟"

سألت لوسيندا وهي ترمي قطعة شوكلا داخل فمها لترد توأمها دون أن تنظر لها "شيء ما سيجعل منه احتفالا يليق بتخرج آدم."

"ما هو؟"

"المركز التجاري سيساعدنا لنقرر."

أجابت ببرود وهي تشغل السيارة وتقود، أعصابها كانت مشدودة ولم تكن مرتاحة مما جعل لوسيندا تقول "هل أنت بخير؟"

"ربما أنا مريضة."

كذبت للمرة الثانية لتقول أختها "عودي للمنزل ونستطيع شراء أغراض الاحتفال غداً، وأنا سأعود لأكمل سهرتي."

"ستكون من الوقاحة أن تعتذري عن السهر وتعودي له."
منعتها من العودة بأكثر طريقة منطقية تبادرت لذهنها لتومئ إيجاباً، تنهدت مجدداً وهي تقود ناحية المنزل، أما توأمها فقد وضعت سماعات في أذنها وذهبت إلى عالم آخر.

كانت كمية الاختلاف بين التوأمين يجعل الأمر صعباً للتصديق أنهم توأم، فقط الشكل كان دليلاً صريحاً، لكن شخصيتهما المتناقضتين بشكل كامل يجعل منهما لا تتفقان أبداً.

ركنت السيارة في كراج المنزل ودخلت إليه سريعا دون أن تتطق بحرف، هي كانت قد دخلت لغرفتها قبل أن ترمش لوسيندا حتى، ثم نهضت وخرجت من السيارة وتبعتها.

لقد تشاركا الغرفة في مراحل حياتهما الأولى كأي توأمٍ جميل يملك غرفةً بسريرين متماثلين وخزانتين متماثلتين وحتى الملابس كانت متشابهة، لكن ما إن دخلتا الثانوية حتى أصبح لكل واحدةٍ منهما غرفةٌ خاصة كقرار اتخذه والداهم بسبب ملاحظته انعدام التفاهم بينهما.

لوسيندا كانت تسهر حتى ساعات متأخرة من الليل، فوضوية، تحب الصخب والموسيقى الراب، ولأنها تملك صوتاً جميلاً فقد ملأت الغرفة بالآلات الموسيقية التي سهرت الليالي تتدرب على إتقان العزف عليهم.

من الجانب الآخر كانت لافندر تعشق الاستيقاظ باكراً، تهوى الصباحاتٍ بشكلٍ جعلها تبدو مضيئة كجزءٍ منها ، كانت تحب الهدوء والدراسة .. نسمات هواء الصباح الباردة وصوت العصافير والسماء ذات اللون القريب من الأحمر عند الشروق كان الوقت المثالي الهادئ بالنسبة لها، ترتب أوراق دراستها بترتيبٍ لا يتناسب مع فوضوية لوسيندا.

واحدة تريد أن تسهر الليل كله وهي تعزف وتغني، وأخرى تريد الاستيقاظ باكراً لتجلس في الهدوء وتدرس أو تتأمل سماء الصباح وحسب، وكل الاختلافات الأخرى بينهما جعلت الجميع يدرك أن بقاء هاتين الفتاتين في غرفة واحدة سيكون كارثة حتماً، وهذا ما دفع والديهما ليفرغا غرفة الضيوف لتكون غرفة واحدةٍ منهما.

Twin | توأمWhere stories live. Discover now