الفصل -2- «نظرية هانجي»

672 105 338
                                    

في العام ثمانية ومِائتين قبل الميلاد؛ كان أحد الفلاسفة يراقب حمارا يأكل التين، فصرخ قائلا.. "سأعطي للحمار شرابا من الخمر النقي لغسل بطنه من التين"، ثم أخذته نوبة عارمة من الضحك حتى فارق الحياة!..

آرمين أرليرت

✎﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

- اللعنة عليك يا آرمين.. هذا ليس وقت كتابة الخواطر، تعال وساعدني في حمل إروين..
- آسف يا ليفاي أنا قادم..

وضعتُ مذكرتي تحت إبطي، بعد أن وضعتُ قلمي في جيب الصدر على سترتي، وناديت ليفاي ..

- إنتظرني لحظة، سأجلب قناع إروين..
- وكأنه سيحتاج إليه بعد الآن!

وضَع ليفاي ذراعَ إروين اليمنى على منكبيه، وفعلتُ نفس الشيء مع ذراعه اليسرى، ورفعناه متقدمين بخطى متعثرة فيما تُجرّ قدميه خلفنا، كان ثقيلا جدا، لا سيما وأني تحملتُ العبء الأكبر؛ لأن ليفاي كان أقصر مني قليلا..

- هل لاحظتَ هذا يا آرمين؟ كأنّ إروين يحاول المشي!
- حقا؟! لم أنتبه لذلك، إنه يحاول الخَطوَ فعلا!

واصلنا المشي عائدَين صامتَين لأن زميلنا إروين أخذ الكَلِمة وحده، إذ ظل يضحك طوال الطريق بصوت يصمّ الآذان..
كان جميع من هم أقل من خمسة عشر سنة تقريبا ممن أصابهم الوباء في اليوم الأول يموتون في هذا اليوم الثالث بطريقة بشعة بعد أن يهربَ جهازُهم التنفسي من أجسادهم على شكل قطع دموية فيما يحاولون الضحك مُكرهين، كان ليفاي ينهاني عن النظر إليهم.
إستغرقنا وقتا طويلا في طريق العودة حاملَين إروين ونحن في خوف من الناجين الذين تحولوا إلى وحوش تنهب كل شيء، كنا نقترب شيئا فشيئا من الدخان الأسود المتصاعد من حريق مشتعل منذ أمس ويزحف رويدا نحو إقامتنا..
بعد ساعتين من الكفاح وصلنا إلى باب الإقامة.
لم يكن الحارس هانيس أمام البوابة، آمل أنه لم يُصب بالوباء..

- ليفاي! هل هذا صوت هانجي؟
- نعم يبدو أن تلك المجنونة استنشقت الوباء..
- لا أظن ذلك.. هذا ليس صوت ضحك، أظن أنها تعارك شخصا ما!
- آرمين! أسرِع إليها ربما هاجمها السارقون..

تركتُ ليفاي يجرُّ إروين إلى غرفتِنا وانطلقتُ بسرعة..
ركضتُ إلى الجهة المقابلة حيث توجد إقامة البنات، متجاوزا الطريق الذي يفصل بين الإقامتين، وما إن ولجتُ إلى الساحة حتى رأيتُ خمسةَ رجال يقاتلون هانجي بعد أن منَعَتهم من السطو على غرفتِها..
بعد لحظات لحِق بي ليفاي..

- أحسنتَ آرمين، لم أتوقع منك هذا، كيف صرَعتَهم؟
- لا..في الحقيقة.. لقد سبَقَتني ميكاسا، أنا لم أفعل شيئا..
- هذا يفسر حالتهم المزرية.

لعنة خريسيبوسWhere stories live. Discover now