الفصل -5- «البطل والدجال»

522 92 244
                                    

أمام النصب التذكاري لمقاطعة تانغانكيكا؛ كاميرا موجهة نحو شخصٍ مجهول ببدلة رمادية، لكن وجهه مختبيء خلف قناع غاز عسكري قبيح ممزق؛ بحيث يُظهر أرنبة أنفه فالجزء السفلي من وجهه..

♟ أيها العالم.. هل تتعجبون لأني لا أتأثر بالوباء.. فعلا أنا الشخص الوحيد المنيع منه على كوكب الأرض.. هل تظنون أني ساحر.. أو فضائي.. أو ربما إله.. لا شيء من ذلك.. أنا إنسان مثلكم.. لكنني المنقذ.. نعم أنا المنقذ.. لأنني تواصلت مع الطبيعة.. وأخبرَتني أسرارها.. وأعطتني مفاتيحها.. هل تعتقدون أن هذا الشيء الذي يجتاحكم وباءًا.. مخطئون.. هذه لعنة.. ولن ينجو منها إلا أولئك الذين اعتنقوا تعاليم الطبيعة بإخلاص.. لا توجد سوى طريقة واحدة لانضمامكم لحزب الطبيعة.. السبيل الوحيد لنجاتكم.. ونجاة أحبائكم.. اقتلوا أولئك الذين أغضبوها.. اقضوا على الملاحدة الذين دمروها.. أبيدو علماء الكيمياء والفيزياء والجراثيم.. فلتحل عليهم لعنات الطبيعة.

جمهور من ستة أشخاص خلف الكاميرا..

- يحيا المنقذ.. يحيا المنقذ..

─━━━━━⊱●◄♟►●⊰━━━━━─

الساعة العاشرة صباحا..
في الإقامة الجامعية جناح الإناث..
لما ولَجْنا الغرفةَ دُهِشنا جميعا لَمّا رحّب بنا الرجل الغريب الذي قاتلناه أمس..

- أهلا.. لقد انتظرتكم طويلا..
- لا أصدق! إنه ذلك الوحش!
- هُوي هُوي هوي.. ألا تظن أن اسم وحش جارح للمشاعر أيها الصوص الصغير؟

نظر نحوي بينما يصطنع ملامحا تجمع بين الحزن والسخرية، ثم أردف قائلا..

- هلا ناديتموني كيني بعد أن ترمُوا لي تلك المسدسات الأربع أيها الصغار؛ قبل أن أحطم صدر هذا المعلول.. اللعنة، لماذا أُخبِرهم باسمي؟

قال ذلك بينما يضع يده على جبينه كاشفا عن أضراسه التي راحت تحتك ببعضها، فيما يضغط بقدمه على صدر إروين الذي أصدر حشرجة وشهيقا على إثر ذلك، فصرخ هانيس..

- أرجوكم افعلوا كما يقول كي لا يؤذي صديقكم إروين وقبل أن تصل النار هنا..

في ذلك الوضع اليائس ما كان منا سوى أن سلمناه الأسلحة، لكن ميكاسا رمت المسدس نحو وجهه، وفي اللحظة التي حاول فيها تفادي السلاح المتجه نحوه كان ليفاي قد ركله بواحدة قذفَته بعيدا عن إروين حتى اصطدم بالجدار خلفه..
حاولَت هانجي استغلال فرصةَ تَشَتُّتِه ومنحِه ضربةً قاضية، لكنه كان مثابرا، إذ تلقاها بركلة قوية رمَاها بها نحو ليفاي فأسقطهما أرضا..

- ابتعدي عن طريقي يا رباعية الأعين وخذي معك ذاك القزم.

كان سقوط ليفاي وهانجي قويا لدرجة جعلتهما يتلويان ألمًا، لكن لم أقف أنا وميكاسا مكتوفَي الأيدي فقد هاجمناه بقوة..
أمسك بعنقي بسهولة رافعا جسمي إلى الأعلى في حين تمسكت ميكاسا بيده الأخرى محاوِلة انتزاع مُديتَه من يده..

لعنة خريسيبوسWhere stories live. Discover now