[٨]- ذلِك اليَومُ مُجددّا؟ | الأخِير

4.8K 473 621
                                    

"يا لها من لحظات مؤلمة هي تلك اللحظات التي أمضيها خالي الوفاض مِن وجودِك
يالَ بؤس كلماتِي التي حاولت بها التعبير عما يخالجني مؤخرا بصمود
يا لي مِن نفسٍ ضعيفة هامَت في الحزن معلنة الهزيمة
و يا لها من دموع كالنار تحرق كياني المهدود"

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

هو و أخيرا خرج من المشفى لمنزله و ما أن وصل هو ووالديه حتى دخل غرفته بهدوء مغلقا الباب بالمفتاح، رمى بجسده على الأرض بقوى خائرة و عقل متعب يحدق في اللاشيء، و قلبُه يستغيث ببقية أعضائه ناشرا ألمه فيها

‏كل ما يراه في عقله هو صورة هوسوك و كل ما يسمعه هو صوته من حديثه في الأمس

‏"كنا وحيدَيْن، ملأنا وحدة بعضنا و من ثم رحلت و تركتني أتخبط في جدران الوحدة مجددا"
همس يونغي محدثا نفسه بإسهاب و عدم تركيز

‏"ليست الوحدة هذه المرة و حسب، الخوف و الألم و الانكسار أيضا"
أكمل حديثه

‏انكمش على نفسه بجسد مرتجف ضعيفٍ و تساقطت دموعه، الوقت كان يمر بطيئا لكنه لم يشعر به، كان غارقا في بحر أفكاره بشكل مُهيب

‏"يونغي، العشاء جاهز ألن تأكل؟"
سألت والدته من خلف الباب لكن يونغي لم يجب، كان أضعف من أن يجيب حتى

‏"يونغي؟ هل أنت بخير؟"
نادت بقلق

‏نهض يونغي من على الأرض و فتح مفتاح الباب و جلس على مكتبه لتدخل والدته بعدها

‏"هيا لتأكل"
طلبت خشية من انهيار صحته أكثر من انهيارها حاليا.. لكن يونغي لم يجبها للمرة الثانية

‏"أعلم بأن الأمر صعب عليك، لكن الحياة لن تتوقف يونغي، عليك الاستمرار"
قالت بينما اقتربت منه تعانق ظهره، قَلبُها ينتحب ألما لرؤية قطعته المتبقة في حالة يرثى لها.. تراه ينظر للفراغ و كأنه لم يستمع لها، كأنه غير مدرك بتواجدها

هو في أسوأ حالة قد رأته فيها، و هي لا تدرِ كيف بإمكانها إعادته لهذا الواقع

لم تدرك بأنه يستمع لها.. لكنه كان أضعف من أن يجيب.. كيف و هو كلما حاول التركيز لم يرَ إلا هوسوك و هو مسلّم روحه لربه و كيانه لإجراءات المستشفى التي حكمت عليه بالذهاب لثلاجات الموتى؟

• سُوبْ للْأبَد • |JHS & MYG [مُكتَمِلة]Where stories live. Discover now