البارت السابع

1.3K 98 14
                                    

"لم أره منذ وقت طويل ،ولما رأيته كان قد فان الأوان"

إنتضر جونغكوك طويلاً لمجيء تلك الصديقة لوداعه لكن المسكين خاب ظنه وعندها فقد الأمل من مجيئها و إستقل الطائرة برفقة رفاقة التي ستشق الطريق جواً إلى المغرب بعد دقائق قليلة

ها قد شقت الطائرة طريقها بين السحب الغائمة وهو لم يودعها،  في الواقع هو حزن كثيراً لكن رغم ذلك قدم أعذاراً كثيرة لنفسه الى أن إقتنع بأن عدم وداعها له بسبب كثرة اعمالها فقط ولم تتعمد فعلها

في شقة مين سوه كانن جالسة قرب النافذة وتكتب يومياتها كالعادة ولا علم لها بما يجري أو أي إتجاه تجهزه لها الحياة :

"الورقة والقلم هما صديقاي ورفيقا دربي لا يفشيان أسراري مهما كانت لا يملان مني مهما شكيت و مهما سردت عن أحلامي لا يقاطعاني  ولا يخبراني أن أحلامي مستحيلة حتى وإن كانت كذلك ولا يعترفان بالمستحيل فقط، يشاهدونني بصمت ربما يريدوني أن أواجه العالم بمحاسنه وبمساوئه و ربما يريداني ان أعيش اليوم بنصيبه والغد لا زال بعيداً وفي كل الأحوال أنا فخورة بهما لأنهما صديقان وفيان وهما محقان فهذا الكون صعب الإنسجام معه به صخور وبه أشواك وبه عقبات وأيضاً به حياة وهواء ومياه وكل شيء فيه منظم ومحكم حتى وإن بدى لنا عكس ذلك وخير مثال على ذلك أن السماء لا تمطر لا وروداً ولا صخوراِ والقمر مهما غاب عن النجوم يعود لها مرة أخرى والشمس بهما إختفت بين السحب ستنتصر في الأخير وتظهر من جديد لتنير هذا الكون ،وأنا مهما تعثرت ومهما سقطت لن أستسلم للحياة بل أنفض غبار اليأس والألم وأتمم طريقي .لأن العيب ليس في ان اسقط بل العيب في ان اسقط ولا أعرف كيف أنهض.أريد أن اعيش وحيدة وبمفردي لست بحاجة لأشخاص كثر في حياتي ،لا أريد عدواً يقلل من معنوياتي ويشكك فيها ،ولا أريد أيضاً صديقاً يرسم لي أملاً لأكتشف في الأخير أنها كانت مجرد أوهام، لكن ماذا بشأنه هل علي ان أختبره لكي أعلم إن كان يستحق أن يكون في حياتي أم أتجاوزه وأنسى؟! أنني أعرف شخصاً يدعى جونغكوك لكنني قبلت صداقته فقط من أجله وليس من أجلي ولماذا أنا مهتمة به لهذه الدرجة؟ ،أظن أنني سأتغير فقط من أجله أنا سعيدة لأنني تغيرت ولو قليلاً ،سأذهب إليه اليوم لزيارته و ستكون مفاجأة له لقد إشتقت إليه وأنا قد إعتدت على إهتمامه بي وعلى طيبة قلبه ،وداعاً مذكراتي ووداعاً قلمي سأعود لكما لاحقاً "

جهزت نفسها وغمرتها السعادة لأنها ستذهب إلى صديقها الذي إعتادت عليه بسرعة

بعد ساعة كانت تقف مين سوه أمام منزل الفرقة، رنت الجرس مرات عديدة ولا مجيب و لكن فجأة فتح الباب

مين سوه بقلق: مرحباً ألا يوجد الشبان هنا؟

الخادم:ومن تكوني ،أانت من المعجبات ؟عجباً ،الا تعلمين أنهم قد سافروا اليوم؟؟!

سقط فكها من الصدمة وعاد البرود الذي كان يخيم وجهها وولت عائدة نحو منزلها

ها هي تسير بين شوارع كوريا والرؤيا تصبح مشوشة شيئاً فشيئاً ،فجأة أصبح المطر يهطل بغزارة والكل يجري ويهرول لكي لا يتبلل بمياه المطر ما عداها هي كانت تسير ببطئ  وتتخيل أنه نفس الموقف يتكرر مرة أخرى لقد شعرت أنها لن تراه مرة أخرى و أنها قد فقدته الى الأبد ،ولما هي مهتمة لفراقه لهذه الدرجة من يكون هو في حياتها إنه مجرد صديق ؟!لقد إعتادت عليه حتى أنها قررت أن تتغير من أجله و لكن يبدو أن للقدر رأي آخر ففي كل مرة تخذل

مغفل في الحب || Fool In Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن