البارت التاسع

1.2K 103 4
                                    

نظر ضياء إلى مين سوه و قال ساخراً:كنت أظنك صماء فقط و لكن تبين لي بعد ذلك أنك خرقاء أيضاً ،كيف لك أن لا تتعرفي على عريس وعروسه؟

بقيت صامتة وواقفة كالصنم والدموع تنحدر من عينها بدون توقف وهي تنظر في عينيه مباشرة وتتذكر اللحظات التي عاشتها معه من أولها لأخرها

نفِذ صبره فأزاحها من طريقه بقوة وگأنه يزيح شيئاً كان ملكه في ما مضى وذاك الشيء لم يعد نافعاً ولا صالحاً ويتم إستبداله بشيء جديد وأفضل منه بكثير

مر بجانبها وقبل أن يعطيها طهره إستيقظت من شرودها وأمسكت يديه قائلة والدموع لم تتوقف بعد:هل بدلتك الأيام لدرجة لم تتعرف علي ؟لا بل لم تعد تتذكر حبنا

دفع يدها بغضب وقال:ماذا تقولين أيتها الفتاة انا لا أعرفك من قبل، من تكونين؟

مين سوه بحزن:انا الفتاة التي أحبتك من كل قلبها ووثقت بك أكثر من نفسها وأنت تلاعبت بها وتلاعبت بمشاعرها

أخيراً نطقت تلك الفتاة التي كانت تشاهد كل شيء في صمت قائلة:حبيبي من تكون هذه؟؟

وقعت هذه الكلمة على مسامع مين سوه كالصاعقة ومازادها صدمة هي إجابته:لا تشغلي بالك عزيزتي،إنها مجرد خرقاء دعينا ندخل الضيوف بإنتظارنا في الداخل

تقدم بضع خطوات الى الأمام ليسمع صوتاً متألما يقول:لست خرقاء بل لدي إسم لم تحاول ان تتذكره حتى ولو صدفة

توقف عن السير وظهره مقابلاً لظهرها بعدما توقفت عن الحديث ثم أكملت:مين سوه

قالت كلمتها الأخيرة لتركض بعدها الى حيث لا تدري

إنصدم لما سمعه فهل يعقل أن تكون حقاً تلك الفتاة الساحرة هي نفسها مين سوه! لقد تغيرت كثيراً

صدمته لم تكن بسبب انه إلتقى بالفتاة التي كانت تحبه ولا زالت وهو تلاعب بها بل صدمته كانت بسبب لقائه بفتاة كانت عابرة في حياته ولقد تغيرت كثيراً حتى انه لم يتعرف عليها

ايقظه من شروده قبلة على وجنته من تلك العروس التي تمسك بذراعه قائلة:حبيبي دعنا ندخل الضيوف بإنتظارنا في الداخل

إبتسم هو لها ناسياً تلك الفتاة التي قابلها للتو وقال :معكِ حق ملاكي

في مكان أخر كانت مين سوه حافية القدمين و القفطان التي كانت ترتديه ممزق ،وشعرها يبدو كما لو أنه للتو خرج من كهف ما بعد عدة قرون ووجهها اصبح مجلط بألوان مساحيق التجميل التي دابت مع دموع الفتاة

كانت تقف عند مفترق الطرق و ابواق السيارات لا تتوقف لكي تبتعد عن الطريق ومازاد الأمر سوءً هو تلك الأضواء المنبعثة من السيارات وهي ليست في هذا العالم ولا ترى شيء سوى فتيات كثيرات من حولها يضحكن بصوت عال وهنا أول مرة ترى هؤلاء الفتيات اللواتي يشبهنها كثيرا(فتيات من نسج خيالها وهنا أول مرة تراهن)

مغفل في الحب || Fool In LoveWhere stories live. Discover now