الفصل 9

373 10 0
                                    

نار الحب الفصل 9
مراد: لا لم أنس يا ابن عمي
هشام بابتسامة جانبية: إذن لا زلت تذكر أننا أبناء عمومة وأن لي نصيب في هذا المشفى مثلك تماما ويحق لي أن آتي له متى ما أردت
مراد بغيظ ممسكا هشام من رقبته: أي نصيب يا هذا . عم تتحدث  أنت؟ أنسيت أنك طردت من هنا بسبب أفعالك الشنيعة
هشام مفلتا من قبضة مراد: إن مستواك دائم منحط يا مراد. على كل ليس لدي وقت لك الآن لكن أبشرك أني لن أستسلم وسآخذ حقي بيدي غصبا عنك وعن أبوك ذاك.
أكمل هشام كلامه و أكمل طريقه إلى غرفة أم حنين تاركا مراد في ضيق و غيظ شديد.
وصل هشام إلى حنين ورآها من بعيد في موقف الضعف ذاك بعينين دامعتين و ذبول شديد ولم يصدق أنها نفسها تلك الفتاة القوية الشجاعة التي رآها في الجامعة. اتجه صوبها وفور أن رمقته حنين مسحت دموعها.
سها: إن الأستاذ هشام هنا هو من ساعدني وأوصلني الى المستشفى
هشام مصوبا نظره الى حنين: لقد حزنت لما علمت ما أصاب والديك. أسأل الله أن يرحم والدك وأن يشفي أمك
حنين : آمين. شكرا لك على قدومك
هشام: لا داعي للشكر إنه واجبي. حسنا بعد أن إطمأننت عليك سأذهب وأسأل الله ان برزقكم الصبر والسلوان.
شكرت حنين هشام ثانية على قدومه ثم غادر مسرعا وفي طريقه سمع مراد وحسام يتحدثان بالصدفة وعندما انتهى حديث الإثنين ضحك هشام في نفسه وقال بمكر: هكذا إذن يا أستاذ مراد لست سهلا بالمرة ولكن لن أكون هشام الشاوي إن لم أسيطر على كل ما تملك وأكسر غرورك وهيبتك تلك. ثم أكمل طريقه وفي رأسه العديد من الأفكار لينفدها ويثأر لنفسه لم فعل به في الماضي.
                          *****
طوي يوم وحل نهار جديد بكل ماسيحمله معه من مفاجئات .  نهلة تعدت مرحلة الخطر و غيرت غرفتها إلى غرفة عادية. لكنها لم تقم بأي رد فعل فقط تنظر بعينيها  و تنفلت منها قطرات دموع عند رؤية بناتها. وحال حنين و ملاك لم يتغير فلا تزالان تقاومان جميع الظروف رغم كل شيء.
نتائج آخر تحاليل وفحوصات نهلة ظهرت فاتجه حسام الى غرفة نهلة ليطمئن عليها ويخبر بناتها بصحتها .
حنين محدثة حسام بعد أن خرج من غرفة نهلة: كيف حال أمي يا دكتور
حسام: الحمد لله أمك تتحسن لكن هناك مشكلة لا اود أن أخفيها عنكما بعد أن أكدت التحاليل والفحوصات ذلك
ملاك برهبة: أي مشكلة يا دكتور
حسام صمت قليلا ثم أردف بنبرة حزن: كنت أشك أن أمك قد تكون أصيبت بشلل جراء توقف القلب وانقطاع الأوكسجين لفترة
حنين بصدمة مقاطعة حسام : ما. ذا شلل
حسام بلطف: إهدإي يا آنسة . كان هناك احتمال أن تكون والدتكما أصيبت بشلل كلي. ولكن ولله الحمد لم تصب بشلل كلي ولكنها بالرغم من ذلك أصيبت بشلل جزئي في قدميها
ملاك متمالكة نفسها بصعوبة و تذرف بعض الدموع: ماذا يادكتور أتقصد أن أمي. ان أمي لن تستطيع المشي ثانية.
  حسام: إهدإي يا آنسة ملاك. إن أمك قد تتمكن من المشي ثانية بفضل الترويض الطبي لكن هذا متوقف على إرادتها و مساندتكما لها.
حنين متصنعة القوة أمام أختها وأمها التي رأتها تنظر لهما من النافذة: أجل يا ملاك إن شاء الله أمي ستشفى و ستمشي ثانية يا أختي فقط تمالكي نفسك أمامها.
حسام : أجل ياملاك لا تبكي أمامها إن نفسيتها ستؤثر كثيرا على مدة شفائها لا تنسي ذلك.
مسحت ملاك دموعها ونظرت إلى أمها وقالت: أجل فلله الحمد أنها بقيت حية وبقدرة الله ستمشي ثانية
ابتسم حسام لسماع ذلك و أعجب بموقف ملاك ذاك بالرغم من أنها لازالت في التامن عشرة من العمر. ثم استأذن وغادر.
توالت الأيام و نهلة تتحسن يوما بعد يوم.أما حنين فتأخذ المحاضرات التي فاتتها من عند سها وتراجعها في المشفى وألحت على ملاك الذهاب لمتابعة دروسها ومراد لم يعاود الظهور أمام حنين لكن بقي يستفسر عن أمور والدتها دوما من صديقه حسام الى أن جاء ذلك اليوم الذي ستخرج فيه نهلة من المشفى. عملت ملاك على تزيين المنزل رفقة سها أما حنين فكانت رفقة أمها تدردش  معها لترفع معنوياتها ريثما تحين ساعة الخروج.
اتصل هشام بسها ليطمئن على حنين وأحوالها فأخبرته أنه موعد خروج نهلة من المشفى فأخذ سيارته وذهب لهناك ليقم مساعدته لحنين ويقلهما لمنزلهما.
حان موعد خروج نهلة وذهبت حنين لتسأل عن التكلفة فصدمت لما أخبرتها الموظفة بأنها تبلغ50000 دولار. لم تعلم حنين بماذا صعقت وكيف ستدفع هذا المبلغ الضخم ومن أين لها به فهم عائلة بسيطة و حتى منزلهم الذي يعيشون فيه هو في الأصل ملك لعمهم. بعد ان فكرت حنين مليا قررت الإتصال بعمها ليقرضهما ذلك المبلغ لكنها تذكرت المشاكل التي كانت بين والدها وعمها و أن علاقتهما قطعت منذ زمن. لم يكن أمام حنين أي خيار آخر سوى أن تضع كرامتها أرضا وتتصل به.
حنين: ألو عم أحمد. كيف حالك
أحمد باستغراب: أي زمان هذا تذكرت فيه عمك ياحنين. أيعلم ذاك المعتوه أبوك أنك اتصلت
حنين بحزن شديد : إن أبي توفي منذ أيام جراء حادث سير و أمي ستهرج من المشفى اليوم
أحمد بدون إهتمام: إن توفي الله يرحمه. إذن لم تتصلين أكيد انت لم تتصلي لتخبريني فقط بهذا الأمر
حنين متحكمة في عصبيتها و مستغربة من أن قلب عمها لم يتأثر حتى لوفاة أخيه: لا . أريدك فقط أن تقرضين بعض المال لتغطية تكاليف مشفى أمي. ريثما أرجعهم لك
أحمد بمكر: إذن المال هو ما جعلك تتذكريني. لكن لم سأعطيكي فأخي الذي كان بيننا وقد توفي إذن إنسيني ولا تحلمي بأي مساعدة مني. أغلق أحمد الخط وترك حنين غاضبة لا تعلم ماذا تفعل و نادمة على اتصالها به.
طلبت حنين الموظفة أن تسمح لهم بتسديد التكاليف جزءابجزء لكنها إعتذرت. لمح مراد حنين فقرر أن يتجاهلها لكنه أعدل عن ذلك بعد أن رآها في حيرتها تلك فتوجه صوبها وسمعها ترغب في الموظفة لتقسيط السعر ثم تدخل
مراد متدخلا بثقة: لا بأس انا سأدفع التكلفة
استدارت حنين لترى انه مراد فأجابت: لا يا سيد مراد لا أريد أن تكون مدينا لي بأي شيء سأدفع بنفسي
مراد: من أين ستأتين بالمال . سأدفع ويمكنك أن تعتبريهم دينا إلى ان تعيديه
حنين ظلت صامتة إلى أن سمعت شخصا يقول بسخرية: دائما تحاول أن تلعب دور البطل يا سيد مراد. لم لا تقول لها أنك فقط تريد أن تكفر عما فعلته بأختها ملاك. صدمت حنين لما قاله هشام و نظرت نظرة استغراب لمراد الذي احمر و حاول بجهد كظم عصبيته
يتبع

نار الحبWhere stories live. Discover now