الخريف

717 75 291
                                    


في الغباشة العذبة للصباح الباكر وبرودتها المنعشة..

كان تشين في الممر الرئيسي للبيت عند المدخل يُـلبس أخته الصغيرة حذاءها قبل أن يخرجا..

تشين مائلاً نحو أخته وهو يُـدخل قدمها الناعمة برفق في الحذاء : - هل تعلمين إلى أين نحن ذاهبان؟

قالها بطريقة استفهام لطيفة تناسب اﻷطفال.

هتفت الصغيرة بنبرة تحمل بحّة : - إلى الحضانة؟!

ضحك تشين بهدوء لدى سماعه صوتها :

- أجل (يعقد ربطة الحذاء بعناية وهو يتابع حديثه مع الصغيرة بصوت خافت) هل ستشتاقين ﻷوبا أم لا؟

قالت الصغيرة وهي تهزّ رأسها باستمرار :
- إمم.

ابتسم مجدداً في وجهها باستلطاف ثم نهض ليتناول حقيبته المدرسية من على اﻷرض ويرتديها..

سألت الطفلة بصوت عالٍ رافعة عينيها نحو أخيها : - هل ستذهب للمدرسة؟

لم تكن الصغيرة تراعي درجة صوتها فهي كأي طفل ﻻ تحسب حساباً لهكذا أشياء.

وضع تشين سبابته على فمه :
- هش ! .. ماما نائمة..

تساءلت الطفلة مرة ثانية دون أن تخفض صوتها:
- نائمة؟؟

تشين بصوت هادئ حلو : - أجل، أخفضي صوتك.

وسّعت الطفلة عينيها وهي تضع سبابتها على فمها مثلما فعل أخوها وبصوت خافت :
- هش .. ﻻ تتحدث.

من جديد ضعف تشين أمام الصغيرة وانحنى مقبﻻً رأسها بكل ما حمل قلبه من حنان ثم استقام وتركها تمسك اثنان من أصابعه بيدها الغضة.

همس لها وعيناه مركزتان عليها بنظرة رقيقة : - هيا بنا!

راكدة كسطح بحيرة كانت حياة تشين ، تمضي بهدوء وسﻻسة جدول ماء عذب، دون أي أحداث مفاجئة أو أشخاص جدد غير أمه وأخته.

لنقل أن حياته فعﻻً كانت محصورة ضمن أسرته الصغيرة مع وجود بعض اﻷصدقاء من حوله، إﻻ أنه لم يكن يلتقي بأصدقائه كثيراً _كما يفعل اﻷصدقاء عادة_ رغم العﻻقة القوية التي تجمعه بهم.

لقد انشغل معظم الوقت بل كلّه بأمه وأخته، فقد وجد نفسه ملزماً بالعناية بهما بعد وفاة والده بإحساس ذاتيّ بالمسؤولية وبات يقضي أيامه يفكر بهما، ومع الوقت بدأ يجد أن عليه بذل كل ما لديه لأجلهما.

ولكل ما للكلمة من معنى كان تشين مربياً ﻷخته الصغيرة ، متكفﻻً جميع أمورها، ﻷن أمه كانت تغيب أغلب اليوم عن البيت لتعمل.

النجوم التائهة K_BROmanceWhere stories live. Discover now