الشتاء

559 71 376
                                    


هل سبق لك أن كرهت لحد النفور؟ لحد الاشمئزاز؟ لحد الغثيان؟

هو فعل..

ما كان الهواء البارد الشتوي الذي دخل لينعش شوقا الذي استيقظ كما يستيقظ كل يوم ..

صوت صراخ ذكوري مسعور أبحّ بعيد .. صفقة قوية على اﻷرض .. نشيجٌ ونحيبُ فتاة ممتزج بالتهديدات .. ولاولُ امرأة .. خبطة عنيفة .. خبطتان ثلاث .. ويعلو الضجيج من جديد دفعة واحدة.

شدّ الغطاء على جسده الضئيل أكثر فقد كان يشعر بالبرد ينخر عظامه ، رفع رأسه بتثاقل عن الوسادة وشتم بقرف عندما رأى النافذة مفتوحة لكنه وضع رأسه تحت الوسادة محاوﻻً إكمال نومه وتجاهل اﻷصوات القادمة من الخارج.

دقّ الباب دقتان خفيفتان ثم فتح ببطء فدخلت ضوضاء الشجار مع العجوز الذي دخل..

- شوقا بني .. انهض.

خرجت عن شوقا تمتمة بلهجة ناعسة لتُعلم اﻷب كونه مستيقظ..


فهم العجوز وقبل أن يخرج :

- ﻻ تنسى أن تمرّ علي بعد المدرسة، أنا بحاجة لك.

و ذهب.

الحقيقة أن والد شوقا لم يكن كبيراً بالسن لكن هذا ما كان يبدو على مﻻمحه المتعبة دائماً.

رفع شوقا جِزعه العلوي بتكاسل، تنهّد بغمّ كما يفعل ببداية كل يوم، ثم ألقى نظرة على ساعةِ هاتفه الذي يجاور الوسادة..

فكّر منهكاً أن عليه الذهاب إلى المدرسة والمرور بالكثير من المتاعب كالعادة.

آاا.. كيف للأمور أن تكون بهذا السوء هو ﻻ يفهم.

أحنى رأسه بتعب حتى قابل وجهه اﻷرض بينما أستندت يداه عند جانبيه على السرير.

كان في حالة تامة من السكون .. بل من اليأس، لم يعد يُـظهر غضبه وﻻ يحزن، ﻻ يعترض، ﻻ يحاول إيقاف شيء، يترك اﻷمور تؤول إلى ما تريد، فقدَ قابليّة التفاعل تماماً مع ما حوله ، ولم يعد يفعل شيئاً غير تمرير الوقت بقضاء اليوم كما توجب عليه أن يقضيه .. بصمت.

رفع شوقا رأسه عندما سمع أخاه الكبير يكلمه..

كان اﻷخير واقفاً عند عتبة الباب بجسده البدين ونظرته التي تُـطالع اﻷصغر باستحقار، يقضم تفاحة كبيرة بملئ فمه، قال متشدقاً بالكلمات :

- أنت! ألم تستيقظ بعد؟

لم يصدر عن شوقا أي رد فعل اتجاه نظرات أخيه أو لهجته في الكﻻم معه وظل صامتاً، بدا هادئاً للغاية..

النجوم التائهة K_BROmanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن