في اللسعة الباردة

503 74 326
                                    


على حافّـة ديسمبر أصبح الجو بارداً للغاية لكن شعاع شمس خفيف وهادئ كان يدخل الصالة في ذلك اليوم، شعاع شمس هادئ تسلل بصمت إلى الصالة حيث كان تشين جالساً على اﻷريكة بينما كانت أخته الصغيرة تتململ وهي تدور في اﻷرجاء.

أما أمه وبما أن اليوم عطلة نهاية اﻷسبوع فقد استغلت الفرصة للاسترخاء أمام التلفاز ومشاهدة شيء ما وهي تجلس بجانب ولدها.

أمسكت الصغيرة طرف ثوب أمها وشدته هاتفة بوجهٍ يعبّر عن الضجر والسأم وبنبرة تحمل الكثير من الدﻻل :

- ماما .. ماما..

أخفضت اﻷم نظرها عن التلفاز إلى ابنتها وابتسمت بلطف قبل أن تقول :

- ماذا تريدين يا صغيرتي؟

شدت الصغيرة ثوب أمها وهي تتمتم بإلحاح مشيرة للخارج..

تنهدت اﻷم :
- حبيبتي الجو بارد.

لكن الصغيرة ظلت تلح حتى تجاهلتها اﻷم وعادت إلى المشاهدة وهي تدلك كتفها الأيسر باليد اليمنى وتتألم.

إلى ذلك الحين كان تشين منهمكاً بكتابة واجبه المدرسي بهدوء، يجلس على الطرف المقابل ﻷمه بشكل معاكس لمسند اﻷريكة الجانبي ووجهه ناحية أمه، يجلس منحنياً بجزعه العلوي على الدفتر الذي يكتب فيه، واضعاً إحدى ساقيه تحته والساق اﻷخرى تتدلى نحو اﻷرض.

الكنزة الصوفية الناعمة التي ارتداها مع البنطال القطني اﻷسود أطفت على شكله طابعاً دافئاً ومجبباً، وأعطت خصره النحيل إحساساً أكثر هشاشة وغضاضة.

عندما سمع تشين صوت تأوهات أمه رفع رأسه وسأل بصوت منخفض مناسب لهدوء الجو من حولهم :
- ما بك أمي؟

كان في نبرته لهفة ونغمة لطيفة، ابتسمت اﻷم لما التمسته من اهتمام في صوته :
-

ﻻ شيء حبيبي .. مجرد آﻻم بسيطة من الوقوف المطول في العمل وهكذا أمور.


ترك تشين ما بين يديه ونهض ناحية أمه ليقف خلفها ويبدأ بتمسيد أكتافها بتروي و رفق، رفعت اﻷخيرة يدها ووضعتها على يد ابنها بامتنان وهي تبتسم له بحنان، وطوال هذه الفترة ما كانت الطفلة لتتوقف عن التململ واﻹلحاح بشأن شعورها بالضجر ولم تكتفي بالكﻻم فعادت تجذب أمها وتحثها على النهوض.

أعادت اﻷم رأسها للخلف بتعبير مرهق من صغيرتها بينما ظل تشين يمسّد أكتاف والدته بصمت.

كلمته اﻷم مديرة رأسها للخلف تحاول النظر إليه :
- تشين حبيبي؟

رد تشين :
- نعم ماما.

النجوم التائهة K_BROmanceWhere stories live. Discover now