•الفَصل الثاني•

212 29 10
                                    


.

انبثقت أشعة الشمس من العدم، وطلّت على الأرض.
كانت العصافير تزقزق بكل مكان، مصدِرة أغانٍ يُسر المارّ بسماعها.
حينها فتح عينيه ببطء، أبعد خصلاته البنية عن وجهه لينهض متألمًا بسبب نومه السيء، التفت يمينًا ويسارًا يبحث عن أحد ما، لكنه لم يجد سوى ورقة ملونة .. نُقش عليها عمالقة وآلهة بصورة مخيفة، بدا وكأنهم يتقاتلون!

أشغلت عقله، مدّ يده ليسحبها راغبًا بالقراءة، وبين هذه الرسوم تضمنت مستطيلًا حيث تم الكتابة فيه.
«كل هذا بدأ منذ لحظة ولادة الثلاثة، حينها دبّ الرعب العالم، فقامت الآلهة بتقييدهم، ليس وكأنها لم تكن تعلم أن المعركة قادمة، وهي نهايتهم المحتومة!»

كان يقرؤه بصوت مسموع، وما لبث أن انتهى حتى قلب الورقة مستعجلًا للتكملة.
«لم تَسعد الآلهة كثيرًا بعد تقييدهما، إذ تلا ذلك موت بالدر، ومع هذا قامت بتقييد لوكي ..
النهاية المكتوبة، حاول الكثير تغييرها، لكنهم يئسوا بالفعل عندما دخلت العوالم التسع في شتاء دائم لثلاث فصول!»

نهض متحمسًا، الرغبة الشديدة للاستمرار تحرقه! ما الذي حدث بعدها؟
هذا ما أراده بالفعل! ما بعد الصفحات الممزقة، بعد استمراره بقراءة كتاب عن الميثولوجيا النوردية، وما جعله يتوقف هي الأوراق الممزقة والمفقودة، والكتاب الذي انتهى مع عبارة أخيرة «حتى بدأت علامات المعركة بالظهور .. »

لكن، كيف سيعرف ما تبقى؟ هذا ما كان يشغل باله، وما فعله هو السير مع عينين مفتوحة بقوة، كادت تخرج من مكانها حقًا!
كل ما يركز به هو البحث عن ورقة أخرى .. وأثناء ذلك، قفز أرنب صغير أمامه.
فزع بيتر وأوشك على التعثر، لكن ما لم يدعه هو انتباهه للورقة التي بفم الأرنب، وحينها أطلق العنان لقدميه خلف الكتلة البيضاء تلك.

«أمسكتك!» وأخيرًا صرخ بحماس بعدما رشى الأرنب بجزرة كانت قريبة منه .. جلس على الأرض بسعادة غامرة ليكمل قراءته.

«الظلام يكتسح العوالم! كل هذا بسبب ابتلاع الذئبين (سكول وهاتي) للقمر والشمس .. اظلم كل شيء، وهكذا استطاع لوكي وفنرير من الهرب.
عزف إيكثر على قيثارته، استعدت العمالقة وقدمت لفيكريد، كان الشرق بقيادة هيرم، والشمال مع سفينةٍ تدعى (ناكلفار) بأمواج البحر والطوفان الذي أحدثه جورمنكاند.»

عقدت حاجبيه بفضولٍ قاتل، وسرعان ما قلب الورقة ليرى ما حدث ..

«كل شيء في انحدار! عمالقة النار بقيادة سورت أتت من الجنوب، وناكلفار قامت بحمل لوكي وسورت إلى ساحة المعركة.
هيل وكارم وحتى الأموات، كلهم اتجهوا للساحة، هذه النهاية ..
نفخ هيمدال ببوق كيلار، حذّر الساكنين.
كل شيء كان مقبولًا، حتى التهم نيدهوك (التنين) جذور شجرة الحياة إغدراسيل .. اهتزت العوالم! ها قد بدأ الهجوم!»

تَحت ظِلال إغدراسيل|| مسابقة الخيال~Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang