👍 #قصة_رائعة

93 5 0
                                    


💖✨ أوصيكَ أنْ تزورَ الإمام عليه السلام بمثلِ هذا اليقين* ✨💖

🌸🍃 تنقل زوجة *المرحوم الميرزا تقي زركري رضوان الله عليه* هذه القصة التي رواها لها زوجها قبل وفاته بعدّة سنوات:

" قصدتُ مشهد في إحدى السنين لزيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، وفي أحد الأيام دخلتُ بكلّ أدب لأزور، كنتُ أقرأ الزيارة الجامعة وأنا حذر من أن يشغلني شيءٌ عن التوجّه خلال الزيارة

وحَدَث أنْ مرَّ بقربي شاب قروي، فضَرَبَ بيده على كتفي وهو يقول: أيها الشيخ زُرْ زيارة صحيحة، وذهب.

قلتُ في نفسي: كلامٌ حسن، ينبغي أن أزور زيارة صحيحة، ولكن هذا الشاب دار دورة ثم جاء، فضَرَب بيده على كتفي ضربتين قائلاً: أيها الشيخ، قلتُ لك زُرْ زيارةً صحيحة.

انفعلت منه، وقلت: لماذا تشغلني ؟! وكيف ينبغي أن أزور ؟!

قال: إذن.. تعالَ لأروي لك أوّلاً حادثة، لكي تكون على معرفة بالإمام عليه السلام، وبعدئذ زُرْ الإمام الرضا عليه السلام.

كان توجهي إلى الزيارة قد أفْلَتَ منّي، فلم أعد قادرا على الاستمرار في الزيارة، عندئذ قلتُ له: لا مانع لديّ، جلسنا معاً في أحد أروقة الحرم، وحكى لي قصّته على هذا النحو:

كان والدي أحد الملّاكين في أطراف مشهد، وله ثروة كبيرة، وحينما توفّي كنتُ شاباً، فورثتُ من إرثاً له قيمة. ولأنّي ما كنتُ قد تعبتُ في تحصيله، فقد أتْلفتُ كلّ ما ورثته عن أبي، خاصّة وأنّه كان حولي أصدقاء طفيليون.

فظنت في أحد الأيام إلى أنّه لم يبقَ لديّ شيء من المال، فقلتُ لأمّي، وأنا شديدُ الخجل: هل لديكِ نقود تُقرضيني منها ؟

قالتْ: صرفت كلّ أموال أبيك ؟! لك الويل ! لن أعطيك نقوداً، أمامك طريقٌ واحد: أن تذهب إلى الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وتأخذ منه ثروة أبيك التي ورثتها وأتلفتها.

تركتُ أمي وخرجت وعيناي مغرورقتان بالدموع، المرحوم أبي كان رجلاً صالحاً ذا ولاء لأهل البيت عليهم السلام، وكان يُعرّفني بمقام الولاية، وكيفَ أنّ الإمام عليه السلام له إحاطة بالعوالم، وهذا المعنى كان حاضراً في ذهني حين سرتُ من منزلنا إلى مشهد ( والمسافة حوالي ثلاثة فراسخ ) أذرف الدمع، وأخاطب الإمام عليه السلام، وإذْ أنّي لم أكن أملك ولا قيراطاً، قطعتُ المسافة مشياً على الأقدام.

في حدود الساعة العاشرة صباحاً، وصلتُ إلى الحرم المطهّر لثامن حجج الله عليه السلام. كنتُ متعباً، فجلستُ في زاويةٍ داخل الحرم، وشكوتُ إلى الإمام حالي، بكيتُ وطلبتُ حاجتي.

في هذه الأثناء وقعتْ عيني على فتاة كان وجهه المدوّر ظاهراً مكشوفاً، فدخل حبّ الفتاة في قلبي على نحو عجيب، وإذ أنّي ما كنتُ متزوجاً.. خطر لي أن أطلب من الإمام عليه السلام أن يزوجني إيّاها.

إذن صارتْ لي حاجتان بعدَ أن كانت حاجة واحدة. الأولى: ثروة أبي والثانية: الزواج من هذه الفتاة.

بقيتُ أبكي وأطلبُ حاجتي.. حتى حانَتْ الساعة الرابعة عصراً.

انتبهتُ فجأة إلى أنّ أحداً قد هزّ كتفي بيده قائلاً: لمَ تبكي ؟ قلت: لي حاجة، لن أذهب حتّى يقضيها الإمام.

قال: هل تغذّيت ؟ قلتُ: لا، قال: تعالَ معي تَغَذَّ، وإذا لم تُقْضَ حاجتك خلال ذلك فعُدْ إلى هنا مرّة أخرى.

قلت: غير ممكن، لن أكفَّ عن الطلب حتّى تُقضى لي حاجتي.

قال: تعالَ نذهب، فإنّي مكلّفٌ بإعطائك حاجتك، أوليست حاجتك كذا مقدار من المال، والفتاة التي رأيتها اليوم ؟!

قلت: نعم، ووجدتُ أنّه يعرف حاجتي، فلم أتردّد في الذهاب معه،

أدخلني في منزله، ثم نادى ابنته، وحين جاءت البنت رأيتها هي نفسها التي رأيتها اليوم في الحرم !!

سألتُ هذا الرجل: وكيف عرفت أنّ هذه هي حاجتي ؟!

قال: ظهر اليوم ذهبتُ إلى الحرم ومعي ابنتي، لزيارة الإمام الرضا عليه السلام، ثم عدنا إلى البيت، فتغذّيت ونمت وفي عالم الرؤيا رأيت كأنّي في حرم الإمام الرضا عليه السلام، ورأيتك واقفاً في نفس المكان الذي رأيتك فيه.

كان الإمام جالساً على الضريح، فقال لي: اعطِ ابنتك مع كذا مبلغ إلى هذا الشاب.

قلتُ له: ولماذا يا مولاي أُعطي ابنتي إلى هذا الشاب القروي ؟!

قال: هذه عقوبة لك.. فلماذا أتيتَ بابنتك مكشوفة الوجه بين الناس في الحرم ؟

أفقتُ من النوم، فلم أفهم تأويل رؤياي، نمتُ مرّة أخرى، فرأيتُ الرؤيا نفسها، وكان الإمام الرضا عليه السلام يقول هذه المرّة: تعالَ إلى الحرم، واقضِ حاجة هذا الشاب على الفور.

ارتديتُ ثيابي في الحال، وجئتُ إلى الحرم.. فرأيتك في نفس المكان الذي كنت فيه خلال الرؤيا.

ثم تابع هذا الشاب كلامه بقوله: كان مقدار الثروة التي قدّمها لي هذا الرّجل – بإشارة من الإمام الرضا عليه السلام – نفس المقدار الذي كنتُ قدر ورثته من أبي، وعلاوة على منا نلته من المال، والحياة الزوجية السعيدة، وازدياد يقيني بإحاطة الإمام عليه السلام وعلمه بالعوالم..

فإني بقيتُ زماناً أسمعُ جواب الإمام عليه السلام بأُذُنِ قلبي كلّما دخلتُ الحرم المطهّر للإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام للسلام عليه.

وأوصيك الآن أيها الشيخ أن تزورَ الإمام

قصه وعبره💕💕Where stories live. Discover now