أريكة

662 52 0
                                    

أنا طالب جامعي ولسّه بدرس، عشان كدا ظروفي المادية مش أحسن حاجة، بصراحة ... أغلب الوقت مبيبقاش معايا فلوس، لكن أسرتي عندهم نظام غريب شوية، طالما كبرت لازم تسيب البيت وتمشي، ومحدش منهم هيساعدك، حتى الحاجات اللي جوا شقتك أو الأكل والشُرب لازم تعتمِد فيهم على نفسك، باخد فلوس بسبب منحة دراسية كانت جايالي عشان كدا كُنت قادر الحمد لله أدفع إيجار الشقة وتمن الأكل والشُرب كُل شهر، لكن للأسف مؤخرًا كُنت في مشكلة، هي مش مُشكلة كبيرة طبعًا، الكنبة بتاعتي بقت قديمة وباظت تمامًا، ومش هينفع تتصلّح للأسف، مكانش أدامي أي حل تاني غير إني أرميها وأدوّر على واحدة مُستعملة بسعر كويس

دخلت على واحد من المواقع المُتخصصة في بيع الحاجات المُستعملة، وبدأت أدوّر على كنبة كويسة بسعر كويس، الغريب إني لقيت واحد عارض كنبة بحالة جيدة جدًا وبسعر رخيص جدًا، بالنسبة لي دي كانت صفقة عظيمة جدًا، أنا مش بشتغل ومفيش أي مصدر فلوس تاني غير فلوس المنحة، كنبة في الحالة دي وبالسعر مُستحيل أضيعها من إيدي، بعت للشخص اللي بيبيعها رسالة فورًا، وللغرابة هو كمان رد عليّا بسٌرعة، قالي إنه محتاج يبيعها النهاردة بأي شكل وإداني عنوانه عشان أروح آخدها، بس أنا عندي امتحانات وصعب دلوقتي أروح ولا آجي، قُلتله إني بس بحجزها وهدفع تمنها وهبقي أروح أستلمها في عُطلة نهاية الأسبوع، لكنه رفض ... قالي إنه مُضطَر يبيعها النهاردة، ولو أنا مروحتش هيضطر يبيعها لغيري، طبعًا كان مُستحيل إني أضيّع صفقة زي دي من إيدي، اتفقنا على الشاء خلاص

.

بمُجرّد وصولي لبيت المالِك اتصلت بيه، قالي إنه خارجلي حالًا، كان باين عليه إنه مستعجِل بشكل مش طبيعي، أول ما شافني قال بتوتُّر: " هاي ... اسمي جون ... أنا صاحب الكنبة دي، مُمكِن تاخدها بسُرعة؟ "

قبل ما أجاوبه حتى كان أخد الفلوس، سلّم عليّا، ساعدني نحُط الكنبة في الشاحنة اللي كُنت جايبها معايا، دخل بيته وقفل الباب بسُرعة ووقف يراقبني من ورا الشباك، تصرف غريب ... صح؟ بس أنا قُلت يمكن مستعجل أو وراه حاجة مُهمة فمش مُشكلة يعني

ولد صغيّر وقف جنبي بالعجلة بتاعته قبل ما أتحرّك وقال: " تعرف إن البيت اللي إنت واقف أدامه دا مسكون؟ مرة كُنت بلعب مع واحد صاحبي هنا وشُفنا شبح ... واللعب بتاعتنا كانت بتتحرّك لوحدها "

الأطفال وخيالهم الواسع!

قُلتله بابتسامة: " طيب ... شُكرًا على التحذير، بس مفيش حجة اسمها أشباح، الأشباح مش حقيقية "

وبدأنا نتجادل أنا والولد حوالين إذا كانت الأشباح حقيقية ولا لأ، بس بصراحة يعني أنا مش هعمل عقلي بعقل طفل وأقف أتجادل معاه في نص الشارع، شبته وخدت الشاحنة ورجعت بيتي

.

حطيت الكنبة في مكانها وقررت أقعد عليها وأجربها لأول مرة، كانت مُريحة بشكل غريب وغير متوقع، بس لاحظت إن ريحتها مش حلوة أبدًا، يمكن عايزة تتنضف بس، قررت أرش حواليها مُعطِر جو

وخلوني أقولكم إن بغض النظر عن الريحة السيئة دي، فالكنبة كانت في حالة مُمتازة ... مُريحة ... سعرها مش طبيعي أبدًا، مش مُهِم بقي ... أنا الكسبان

قررت أبدأ مذاكرة عشان امتحاناتي، لكن فجأة النور اتقطع تمامًا، زي ما قُلتلكم ... أنا عايش لوحدي، لكن الغريب إنه زي ما اتقطع فجأة ... رجع تاني لوحده فجأة، والأغرب إن شقتي هي الوحيدة في المبنى كله اللي كان دا بيحصل فيها

أثناء الأسبوع دا كُله، موضوع قطع ورجوع الكهربا دا إتكرّر أكتر من مرة، ساعات كُنت بشوف ظلال بتتحرّك بس كُنت بكذّب نفسي، في بعض الحاجات كمان كان مكانها بيتغيّر، بس أنا عايش لوحدي، فأكيد بحركهم وبنسى، لكن الأغرب كانت قنوات التليفزيون اللي بتتغيّر لوحدها

.

كُنت سهران مع أصدقائي في يوم، رجعت البيت تعبان ومُرهق وعايز أنام، أول ما دخلت من الباب فتحت النور، فوجئت ببنت صغيّرة قاعدة فوق الكنبة، بصتلي بحُزن وقالتلي: " لازم تبُص "

واختفت فجأة

أثناء الأسبوع دا شُفت أشباح كتير، كُلهم بيقولوا نفس الجُملة وبيختفوا: " لازم تبُص "

أنا حاسِس إني إتجننت! قررت أتكلم مع الشخص اللي كان ساكن في الشقة دي قبلي، عشان أشوف لو الشقة دي فيها مشكلة، اتصلت بيه وعزمته على قهوة في كافيه قريب، وطبعًا مقالش لأ

.

لمّا قابلته في الكافيه سألته لو كان شاف أو حس بحاجات مُخيفة أو مش طبيعية في الشقة أثناء الفترة اللي كان عايش فيها، لكن قالي لأ

حكيتله على كُل حاجة حصلت، فكّر شوية قبل ما عينيه تلمَع وهو بيقول: " الكنبة! "

ساعتها فهمت ...

سبته وجريت على البيت بأقصى سُرعة قدرت عليها

لازم تبُص ... لازم تبُص ... لازم تبُص ... لازم تبُص ...

دا اللي الأشباح عايزينه، قررت أسمع كلامهم، قررت أبُص، أخدت سكينة كبيرة من المطبخ، شقيت الكنبة كلها ووقفت أتفرّج على اللي جواها وعينيّا بتتملي دموع، جسمي كُله كان بيترعش

كان فيه أجزاء من جُثث جوا الكنبة

اتصلت بالشُرطة وشرحتلهم كل حاجة، لمّا راحوا بيت جون لقوه ساب البيت وهرب وحتى الآن مش لاقيين له أثر

من يومها بشوف نفس الأشباح بس بيبتسموا بلُطف وبيقولولي كلمة واحدة بس

" شكرًا "

دلوقتي عرفت هو كان مستعجل ليه

دلوقتي عرفت سعرها كان رخيص ليه
.
طالما وصلت لهنا يهمني اقولك ملحوظة مهمة: دي مش رواية ... دي قصة مترجمة من القصص الحقيقية اللي بترجمها بشكل يومي وبنزلهم علي الفيس بوك ... اخر رواية من تأليفي هي رواية باب اللعنات وآخر رواية من ترجمتي هي رواية لا مخرج
.
على ما يبدو إن چون قاتل مُتسلسل وكان في طريقه للخروج من البلدة
فقال بدل ما يخرج في سلام، يقتل مجموعة من الضحايا مرة واحدة ويقطّع جُثثهم ويخبيهم في أماكن مُختلفة
منهم جزء كان في الكنبة اللي هو مستعجل على التخلّص منها بأسرع وقت مُمكن
بطل قصتنا اللي شفافيته عالية قدر خلال كام يوم يشوف أرواح الضحايا المقتولين ويفهم بمساعدة مالك البيت السابق الحدوتة
جون هربان حتى الآن ومفيش له أي أثر
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

رعب(محمد عصمت)Where stories live. Discover now