نوم عميق

254 26 0
                                    

سامانثا كانت واحدة من أعز أصدقائي، كُنا 3 صديقات مُقرَّبات، أنا اسمي جيني، وصاحبتنا التالتة اسمها آمبر، في واحدة من عُطلات نهاية الأسبوع والدها قرَّر يودينا نقضي الأجازة في كابينة بتاعتهم في وسط واحدة من الغابات، وقال إنه هيوصلنا لحَد هناك، سامانثا قالت إنها هتكون تجربة لطيفة.. فليه لأ؟

بمُجرَّد ما وصلنا، سامانثا شاورِت على بحيرة في وسط الغابة وهي بتقول: " شايفين البحيرة دي؟ اسمها البحيرة سامانثا، بابا إتولَد وكبر هنا، وكان بيحِب البحيرة دي جدًا، عشان كدا سمَّاني على اسمها "

في الليلة دي، وبعد ما قضينا شُنطنا، قعدنا إحنا الـ 3 على الأرض جوا الكابينة وبدأنا ندوَّر على طريقة نسلي بيها نفسنا.

آمبر سألت: " حد عنده قصص رعب حقيقية مُخيفة؟ "

قُلت بسُرعة وبحماس: " أنا عندي قصة حقيقية، حصلِت لحَد قريب حَد من أصدقائي، كانت جليسة أطفال وقاعدة مع طفلين في ليلة من الليالي، الأطفال ناموا وهي كانِت قاعدة في الدور اللي تحت في الضلمة بتتفرَّج على التليفزيون، فجأة.. تليفون البيت رن، ردَّت.. وسمعت صوت مُخيف بيقول: إنتي مُتأكِّدة إن الأطفال فوق بخير؟ "

آمبر قالت بملل: " جيني، القصة دي معروفة جدًا، مفيش حد ميعرفهاش، وبعدين القصة مش مُرعِبة زي ما إنتي مُتخيِّلَة يعني! حد تاني عنده قصة؟ ويا ريت تكون قصة حلوة "

سامانثا قالت بحماس: " أنا عندي قصة، على بُعد 10 دقايق مشي من هنا، فيه بيت قديم مكسَّر ومهجور، عدينا عليه وإحنا جايين، بيت في وسط الغابة كدا، في مكان مهجور لوحده، المُهِم.. من فترة طويلة، كان فيه راجل عايش هناك، أسرته كانوا أغنياء وبيمتلكوا مئات الفدادين من أرض الغابة دي.

الراجل دا قبل بنت ريفية لطيفة من قرية قُريّبة من هنا، وحبوا بعض، لكن أسرته مكانوش مبسوطين من دا، كانوا شايفين إن البنت دي مش أد المقام، لكن هو تجاهَل كُل كلامهم تمامًا، قرَّر ينفصل عنهم وبنى كوخ صُغيَّر بعيد عنهم، برضه في مكان مهجور من الغابة.

وفعلًا إتجوِّز البنت وكُل حاجة كانت ماشية كويِّس، بعد شوية خلِّفوا بنت، وبعدها ولد، وهنا.. القصة بتبدأ تتحوَّل للأسوأ، ابنهم كان تعبان، مش مريض يعني أو كدا، لا كان تعبان نفسيًا، مريض نفسي يعني زي ما بيقولوا، مش مُعاق ولا حاجة، لا.. كان مجنون شوية.

لمَّا الولد بقى عنده 9 سنوات، بقى عبء أهله مش قادرين عليه، نوبات غضب عنيفة، مواعيد نوم مش منطقية، اختفاء في الغابة لأيام طويلة بدون مُبرِّر، وحاجات تانية زي كدا، الأب والأم مكانوش عارفين يعملوا إيه، طلبوا المُساعدة من أهل الأب اللي سابهم ومشي من فترة طويلة.

أهله خدوا الولد لمكان بعيد، وسط الغابات، حاجة كدا شبه المصحات النفسية بس بدائية أوي، من وجهة نظرهم.. دا كان الحل الأمثَل.

رعب(محمد عصمت)Where stories live. Discover now