آركنوفوبيا

396 30 4
                                    

بحب آخد شاور طويل ودافي لمَّا برجع من الشُغل، المكان اللي بحب أكون فيه لوحدي عشان أرتاح وأسترخي
أنا بشتغل في مصنع طوب، التُراب والطوب المكسَّر بيطيروا في الهوا ويملوا هدومي وشعري، عشان كدا بمُجرَّد ما بدخُل البيت بجري على الحمام
لكن الشاور اللي أخدته النهاردة مُختلف تمامًا عن أي شاور أخدته في أي يوم قبل كدا
دفيت المية ودخلت الحمَّام
قلعت هدومي وسط البُخار، رميت هدومي القذرة المتوسخة في ركن الحمَّام، دخلت تحت المية بسُرعة، لكن المية كانت سُخنة شوية، قررت أعدِّل درجة حرارتها، زردت المية الباردة عشان تدفي شوية، لمَّا المية وصلت لدرجة الحرارة المُناسبة بدأت أخد الشاور بتاعي
.
قفلت عينيَّا وسمحت للمياه تنزل على جسمي كُله، واقفة تحت المية وبستمتع بقطرات المية الدافية اللي بتنزل على جسمي، بحب الشعور دا، شعور المية والدفا وهُمَّا بيحاوطوا جسمي، التفاصيل اللي زي دي هي اللي بتهوِّن عليَّا تعب اليوم كله، خرجت من تحت المية وأنا لسَّه مغمضة عينيَّا، حطيت الشامبو وبدأت أدلِّك فروة راسي، لمَّا بدأت أغسل شعري لاحظت إن مستوى ضغط المية انخفض!
دا كان شيء مُزعج، لكنه مش بيحصل بإستمرار، دا بيحصل في حالات مُعينة زي إن يكون معايا حد تاني في البيت وفتح المية في المطبخ، أو شد السيفون مثلًا، أو حاجة من الحاجات اللي بتقلل قوة وضغط المية في الدُش، فتحت عينيَّا وأنا ببُص لراس الدُش في غضب، لكن عشان كُنت قافلة عينيَّا بقالي شوية حسيت إني مش شايفة كويس
كُنت ببُص على راس الدُش بغضب ليه؟
مش عارفة يمكن عشان الدُش يحس بالإحراج من تصرفاته ويرجع يظبط ضغط المية تاني، مش عارف يعني بس هو تصرف حصل بشكل بديهي
كُل اللي كُنت عاوزاه هو إني أغسل شعري كويس قبل ما أحُط حمام الكريم بس
غمضت عينيَّا تاني وأنا بحاول أغسل شعري في المية اللي كانت بتقل، الموضوع كان غريب أوي، حتى لو حد فتح المية وضغطها قل فدا بيستمر لدقايق قليلة، مش بيفضل كُل دا
حسيت بالغضب، يعني الحاجة الوحيدة في حياتي اللي بتخليني أرتاح وأسترخي بتبوظ بسبب راس دُش غبية
.
في النهاية وصلت لقناعة إن في مُشكلة أو انسداد في واحدة من المواسير، والموضوع ضايقني، فكرة إني هجيب سباك عشان يصلح حاجة دي لوحدها كانت تضايق، عشان هُمَّا مش بيلتزموا بمواعيدهم وأسعارهم غالية جدًا زي ما انتم عارفين، غسلت شعري بصعوبة وبدأت أستعد عشان أحط حمام الكريم، زي ما أغلبكم عارف ... المفروض حمام الكريم يتساب على الشعر لفترة طويلة، وكل ما الوقت زاد يبقي أحسن، حطيت حمام الكريم واستعديت عشان أغسل جسمي بالشاور جيل
دلكت بشرتي كويس بالشاور جيل وقررت أرجع تحت المية تاني عشان أغسل جسمي
المية لسَّه مرجعتش لقوتها الكاملة، لكنها كانت كفاية عشان أحس بالفقاعات وهي بتنزل وبتتحرَّك على جسمي، بدأت أفكَّر إن إيه اللي مُمكن يكون سد المواسير، أنا شعري بيقع كتير وبينزل من البلاعة، هو دا مُمكِن يكون ليه علاقة بالموضوع؟
مش عارفة هبقي أشوف الموضوع دا بعدين
حسيت إن الصابون والشاور اللي على جسمي خدوا وقت أكتر من اللازم عشان يتغسلوا، لسَّه حاسَّة بالصابون والفقاعات بتنزل على جسمي، شعري خلاص إتغسل بشكل كويس، بس الصابون اللي بيتحرَّك وبينزل على جسمي دا كُله دا جاي منين؟
مع زيادة حركة الصابون على جسمي وبشرتي كان ضغط المية بيرجع قوي زي الأول، بيزيد باستمرار
بس موضوع الصابون دا زاد زيادة عن اللزوم، خد وقت أكتر من الطبيعي، وهنا قررت أفتح عيني وأشوف إيه اللي بيحصل!
فتحت عينيَّا، شربت شوية مية عشان بحب أعمل كدا، مسحت عينيا بإيدي عشان أشوف كويس، لمَّا فتحت عينيَّا قلبي وقف تمامًا
اللي شُفته دا مش هنساه طول عمري مهما حصل!
.
كانوا حواليا في كُل مكان، مئات ... لا ... آلاف، آلاف العناكب الصغيرة مالية جسمي كُله وبتتحرَّك على جسمي، ولسَّه غيرهم نازين من فتحات راس الدُش مع المية، مش قادرة أصدَّق عددهم، ببص لراس الدُش بدهشة وخوف وعدم تصديق وأنا مش مصدقة إن دا مصدرهم، ساعتها افتكرت حاجة مُهمة ... أنا شربت شوية مية!!
البانيو كان مليان عناكب صغيرة، منها الميت ومنها الحي، جسمي مليان عناكب بتتحرَّك، تقريبًا ملايين العناكب بتتحرَّك حواليا وبتزحف على جسمي وأنا واقفة مشلولة بسبب الخوف، صرخت بأقوى صوت عندي
خرجت من البانيو وأنا بعيَّط وبترعش، مسكت الفوطة وبدأت أمسح جسمي منهم، مش قادرة أصدق أو أقتنع إني كُنت باخد شاور عناكب، مش شاور مية دافية زي ما كُنت فاكرة
.
مش هاخد شاور تاني وأنا مغمضة
حتى لو المية دخلت في عيني
حتى لو الصابون حرق عيني
لمَّا اتصلت بشركة إبادة الحشرات وجم، شرحولي اللي حصل، قبيلة من العناكب كانت ساكنة في مواسير قريبة مني ناشفة ومش بيتم استعمالها، مع برودة الجو بدأوا يدوروا على الدفء، لمَّا فتحت المية السُخنة راحوا ناحيتها بحثًا عن الدفا بدون أي تفكير، وطبعًا العناكب الصغيرة كانت كتيرة جدًا وبدأت المية تسحبهم من فتحات الدُش عشان يملوا البانيو ويمشوا على جسمي
أنا شخصيًا بقي عندي مشاكل في الاستحمام
وإنتم؟

الخوف من العناكب خصوصًا أو من الحشرات عمومًا
رهاب أو خوف موجود عند كتير مننا، أنا شخصيًا عندي رعب من فكرة إن حشرة تدخل جوا ودني وتبيض جوا
تخيَّل نفسك مكانها وقولي لو كنت في نفس الموقف وفتحت عينيك وشُفت العناكب دي مالية البانيو وجسمك
هتحس بإيه وهتتصرَّف إزاي وقولي ف الكومنتات تحت
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

رعب(محمد عصمت)Where stories live. Discover now